هنالك استهداف غير مسبوق للضفة الغربية والحواجز العسكرية في كل مكان وهي تقف بالمرصاد لكل فلسطيني

مئات الحواجز العسكرية التي تقف بالمرصاد للفلسطينيين في الضفة الغربية ما بين المحافظات والمدن والبلدات والمخيمات والتي تعرقل وصول الفلسطيني الى عمله والى المكان الذي يسعى للوصول اليه .
فاذا لم تقم الأمم المتحدة برفض هذه الممارسات والمناداة برفع هذه الحواجز العسكرية فمن الذي سوف يقوم بهذه المهمة الإنسانية وخاصة اننا امام حكومة عنصرية تجاهر صباحا ومساء بكراهيتها للفلسطينيين وسعيها لابتلاع الضفة واحتلال غزة وشطب وجود فلسطين من على الخارطة .
نستذكر كلام قداسة البابا فرنسيس الراحل عندما كان في طريقه الى بيت لحم حيث قال بأن السلام لا يحتاج الى اسوار بل الى جسور ومنذ ذلك الحين ازدادت الاسوار وازدادت الحواجز العسكرية وابتعدنا كثيرا عن السلام الذي كنا نتمنى ان يتحقق ولكن يبدو اننا بعيدون كل البعد عنه في ظل هذه الممارسات الظالمة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني .
من يذهب الى أمريكا او الى أوروبا يمكنه ان ينتقل من ولاية الى ولاية دون ان يرى امامه حواجز وتفتيش ومن يسأل عن جواز السفر ، أما هنا في ارضنا المقدسة فمحكوم على الفلسطيني ان يعيش وكأنه في سجن كبير فالذي في رام الله يبقى في رام الله والذي في بيت لحم يبقى في بيت لحم ، أما مسألة الانتقال من مكان الى مكان فباتت مهمة في غاية الصعوبة ناهيك عن التصاريح التي تطلب من الفلسطينيين لكي يدخلوا الى القدس والى مناطق ال48.
نحن امام نكبة جديدة فما يحدث في غزة هي الكارثة الأكبر ولكن لا يجوز التقليل من خطورة ما يحدث حاليا في الضفة الغربية حيث الاغلاقات والاقتحامات والاغتيالات والممارسات الاحتلالية الظالمة على مدار الساعة .
أقول للأمم المتحدة ولكل المؤسسات والهيئات الأممية والحقوقية بأن الحواجز والاسوار العسكرية في الضفة يجب ان تزول ويجب ان يتمتع الفلسطينيون بحرية الانتقال من مكان الى مكان ، فالفلسطيني ليس دخيلا او غريبا او بضاعة مستوردة في وطنه وفي ارضه المقدسة .
الاسوار العسكرية يجب ان تزول والفلسطينيون يستحقون ان يعيشوا حياة طبيعية في بلدهم وفي وطنهم .
اصدقاءنا في الضفة الغربية محرومون من الوصول الى القدس ونحن بدورنا نجد صعوبة في الوصول اليهم ، فالتنكيل والاغلاقات هي في كل مكان وتستهدف الفلسطيني ذهابا وايابا .
أوقفوا حرب الإبادة في غزة ، أوقفوا استهداف شعبنا في الضفة الغربية وازيلوا الحواجز العسكرية فالفلسطيني يستحق ان يأتي الى القدس لكي يصلي ولكي يعمل ولكي يتجول في أسواق القدس العتيقة ولكي يلتقي مع اقرباءه واحباءه .
نحن في هذا القرن الذي يتغنى فيه البعض بحقوق الانسان ولكن الفلسطيني محروم من ابسط حقوق الانسان وهي مسألة حرية التنقل من مكان الى مكان .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس