المطران حنا: حفظ الله سوريا من اعداءها المنظورين وغير المنظورين

القدس المحتلة- البيار السياسي:ـ قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أننا إن كنا نعيش الألم والمعاناة في ظل ما يرتكب بحق شعبنا في غزة المنكوبة، الا انه يهمنا ويعنينا بشكل مباشر ما يحدث في سوريا وما يحدث حاليا في سوريا مؤلم ومحزن ومقلق للغاية وان كانت هنالك بعض الابواق المأجورة والمشبوهة التي تسعى للتغطية على الجرائم المرتكبة هناك بحق أبرياء ومدنيين ذنبهم الوحيد انهم ينتمون الى هذا المذهب او ذاك او الى هذا الدين او ذاك .

يبدو ان النظام الداعشي الدموي في سوريا والمدعوم أمريكيا واسرائيليا يقول شيء ويفعل شيء اخر ، ولذلك فإننا نلحظ على الأرض استهدافا لمكونات اصيلة من مكونات الشعب السوري وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع العالم ولا نسمع الا بعض البيانات الخجولة .

ماذا تريدون من سوريا فهل تسعون لافراغها من المسيحيين وباتت اعداد كبيرة منهم تفكر بمغادرة سوريا والتي باتت بيئة طاردة لكثير من مكوناتها .

هل تريدون افراغ سوريا من مكوناتها الاصلية والاصلانية سواء كانوا من المسيحيين او الاخوة الدروز او العلويين او المسلمين الذين يتبنون الفكر الوسطي.

اليس من العار ان يتم التنكيل بمفتي سوريا السابق فضيلة الشيخ احمد بدر الدين حسون وهو علم من اعلام سوريا وعلم من اعلام الدفاع عن القضية الفلسطينية وعلم من اعلام التسامح والتلاقي الديني .

اذكر انه قبل سنوات توجه فضيلته الى الكاتدرائية المريمية في دمشق لكي يعايد المسيحيين بعيد القيامة وعندما وصل الى باحة الكنيسة قيل له ان القداس لم ينتهي بعد فطلب ان يدخل الى الكنيسة لكي يهنىء غبطة البطريرك والمسيحيين السوريين باعيادهم.

الشيخ حسون لا يستحق ان يعامل بهذه القسوة بل يجب ان يحترم وان تقدر مواقفه وانسانيته وما قدمه لبلده وما قدمه من اجل تكريس قيم العيش المشترك بين مكونات الشعب السوري فبدلا من ان يكرم هذا العلامة يضطهد ويستهدف وهذا يشير وبشكل واضح الى عقلية من يحكمون اليوم في دمشق وهي العقلية الداعشية الاقصائية الهمجية التي اوتي بها لكي تدمر سوريا ولكي تدمر ثقافتها وتاريخها وحضارتها ومستقبلها .

لن تقوم قائمة لسوريا في ظل هذا النظام الهمجي الدموي ، فالسوريون يستحقون نظاما مدنيا ديمقراطيا يحترم خصوصية كل مواطن وهويته الدينية والروحية .

اعان الله اخوتنا السوريين على هذه المصيبة التي يعيشونها والمراسلات التي تصلنا من هناك مؤلمة ومحزنة .

نتمنى الخير لسوريا ويبدو ان سوريا بحاجة الى معجزة لكي تخرج من هذه الحالة.

فقد انتقلنا من الديكتاتورية القومية الى الديكتاتورية الدينية والتي هي اشد خطورة وكارثية ومأساوية .

الحل الوحيد لسوريا هو بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم فيها كل مكونات الشعب   السوري ولا ينظر فيها لاي انسان على انه اقلية .

دولة الأقليات ليست دولة بل هي ضياع وتيه والدولة الحقيقية هي التي تحترم فيها كافة مكونات الدولة السورية وكافة المواطنين ولا يعتدى على حياتهم وعلى كرامتهم ويتم حلق شواربهم كما حدث في السويداء وكما يحدث في أماكن أخرى في سوريا.

نتضامن مع كافة مكونات الشعب السوري المستهدفة والمستباحة لا سيما المسيحيين والدروز والعلويين والمسلمين الذين يتبنون النهج الوسطي بعيدا عن لغة الاقصاء والكراهية .

يريدون اغراق سوريا في العنف والفوضى خدمة للاعداء فهذا هو المخطط المرسوم وأتمنى ان تفشل هذه المخططات وهذه المؤامرات والتي لا تستهدف الدولة السورية لوحدها بل تستهدف هذا المشرق كله وفي المقدمة منه فلسطين قضية كل انسان حر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com