راجعين يا هوى راجعين.. أ.د/ جمال أبو نحل

يحذونا الحنين، لزمانٍ كانت تُزينهُ البساطة، والنقاء، والطهُر، والعطاء، والحب، والسلام، والسكَن، والسَكِّيَنة والكلمة الطيبة الأمينة، والصحبة النقية، من غير  تَقَِيَة؛ وكانت صُحبة الجيران هَنِّيْة، وكان يا ما كان في سالف الزمان أصحاب التقوى، والإيمان، والرفق، والتلاحِم، والتراحم فلا  زحمة أو  تزاحُم، وكان الطعام، والخضروات، والفواكه طيبة المذاق تشم رائحتها من بعيد؛ وكانت الأرض الزراعية بِّكْر  فلا يوضع فيها أسمدة فيها مواد كيمائية مُسرطنة!. وكانت الأُلفة، والمودة  هي عنوان المحبة بين غالبية الناس، وكان الترابط الأسرى، والعائلي، والمُجتمعي، وكانت بنات الشعوب العربية يتجملُون بزينة الزينة الوضوء، وليس بالمكياج، وكان جمال رجال الأمة ليس بِالحلاقة عند الحلاق وإنما في جمال دماثة الأخلاق، و بالطهارة الحسية، والبدنية، والمعنوية، والروحية، والسعادة مع الإيمان، وحُسن المُعاشرة والأدب الذي يفوق في جماله بريق، ولمعان الذهب؛ وكان فيما مضى ثُلة ماجدة من جهابذة  العلماء، والنُخب من الكُتاب، والشعراء الأُدباء الأجلاء الفُضلاء ممن كتبوا، وألفوا أجمل الكتب، وتركوا  لنا  أجمل الأثر، وأجمل الأشعار، وكانوا ينتقون الدُرر  من الكلام الجميل كجمال الأزهار ، والورود  الفواح عطرهُا  في فصل الربيع، وقد أتحفونا بالكثير  من الشعر  النبيل الجميل الهادف، ومن تلك الأشعار الجميلة  غنت فيروز  يا  قدُس يا مدينة الصلاة يا زهرة المدائن؛ وكأنك تسمع في صدى صوتها الجميل صوت الوطن، ويأخذك الحنين، ويشتد الأنين على ضياع فلسطين؛  وحينما نتذكر  كلمات القصيدة راجعين يا هوى راجعين يلفنا الحُزن، والأنين على ما يجرى في فلسطين ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وفي غزة  من إبادة، وتوحش المجرمين المحتلين!؛  فلقد طالت الرجعة يا فيروز  لفلسطين، وتأخر التحرير  وزاد الألم، والشجن، والأنيين، والحنين، ودمر المحتلين غزة، ومضت، ومرت الشهور ولا يزال المحتلين الغاصبين جاثمين على ثرى فلسطين منذ  عشرات السنين، ونحن ننتظر  يا فيروز  :” الآن.. الآن، وليس غداً …أجراس العودة فلتقرع “؛ ولكنها حتى الآن لم تقرع!؛ ونقول بأنها لسوف تُقَرع إن شاء الله؛ وجاء رد الشعراء عليها كالتالي: “رد عليها نزار قباني: مِن أينَ العـودة فـيروزٌ ، والعـودة، تحتاجُ لمدفع؛ عـفواً فـيروزُ ، ومعـذرةً … أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع؛ خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا … من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع؛ وأما  تميم البرغوثي فيقول رداً على نزار: عـفواً فيروزٌ  ونزارٌ فالحالُ الآنَ هو الأفظع، والشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ … مِن أينَ سيأتيكَ بمَدفعْ؟ ورد الشاعر العراقي على قصيدتي نزار قباني، والبرغوثي: عفوًا فيروز، ونزار … عفوا لمقامكما الأرفع: “لا  الآن، وليس غدا … أجراس تاريخنا لن تقرع  بغداد لحقت بالقدس … والكل على مرأى، ومسمع، والشعب العربي الذليل … ما عاد يبحث عن مدفع، يبحث عن دولار  يدخل به ملهى العروبة أسرع”، ورد عليهم جميعا الشاعر السوداني قيس عبدالرحمن عمر بقوله: “عفوا لأدباء أُمتنا … فالحال تدهور  للأبشع، فالثورة ما عادت تكفي … فالسفلة منها تستنفع، والغيرة ما عادت تجذبنا … فالنخوة قد ماتت في المنبع، لا شيء عاد ليربطنا … لا دين بات يوحدنا لا عرق عاد فيترفع، عفواً ادباء زماني … فلا قلم قد بات يوحد امتنا فالحال الآن هو الابشع”، وردت عليهم جميعا الشاعرة السودانية سناء عبد العظيم بأجمل رد فيه الأمل والتفاؤل بالخير فقالت: “عفوًا فيروز،  ونزار  عفوا لمقامكما الأرفع، عفوا لتميم، وعراقي إني بكلامك لم أقنع، وعفوًا لأخينا سوداني، من أيد شعراء أربع، النخوة لازالت فينا، شيبًا شبانًا أو  رضع، سنعود نعود كما كنا، وسترفع أمتنا الأشرع، وتسير سفينة أمتنا، وتسير سفينة أمتنا، وتخوض الموج، ولن تصرع، ونقود الناس كما كنا، في عهد محمد صلى الله عليه وسلم لم نجزع، فيروز  انتظرى عودتنا، كادت أجراسك أن تقرع، قباني صبرا قباني، المدفع يحتاج لمصنع والمصنع أوشك أن يبنى، والخير بأمتنا ينبع، عفوًا لتميم البرغوثي، فالشعب محال أن يقنع، مهلا لعراقي شاعرنا: أجراس التاريخ ستقرع، وتعود القدس، وبغداد، ونصلي في الأقصى، ونركع لن نرضى أبدا بالذل، وقريبا للشام سنرجع”؛ ونحن نقول لهم جميعًا راجعين يا فلسطين راجعين، فاتحين، ومحررين، والدليل، والبرهان عندنا خير  وأصدق الكلام كلام الله عز جل قال تعالى في سورة الإسراء:” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”؛ وقال من لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :” مثَلُ أُمَّتي مثَلُ المطَرِ؛ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أمْ آخِرُه”؛ راجعين إن شاء لكل فلسطين، وللمسجد الأقصى محررين وفاتحين.

الأديب الباحث والكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي المحلل السياسي

الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو مؤسس في اتحاد الكتاب، والأدباء، والمدربين العرب

الأستاذ،  والمحاضر  الجامعي غير  المفرغ  بجامعات غزة

واتس: 0096893585227

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية وعضو نقابة الصحفيين

Dr.jamalnahel@gmail.com

دكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

   0568919333-059771126-0598919333

————————————————————-

فيس بوك :https://www.facebook.com/jamal0017

فيس بوك احتياطي : https://www.facebook.com/jamal.nahel.3

مدونة فيس : https://www.facebook.com/DR.JAMA12345/

————————————————————

 تويتر : @DrNahel سكاي بي : dr.jamalnahe

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com