في اليمن: مهرجان “نجم البلدة” سياحة في زمن الحرب

اليمن- البيادر السياسي:ـ منذ أن أغلقت حضرموت صفحة الإرهاب بدحر تنظيم «القاعدة» في عام 2016، تخطو المحافظة بشكل متسارع في تحقيق طفرات سياحية عاما بعد الآخر، مستثمرة في ذلك تحرك جناحي القطاعين الحكومي والخاص، وما يوفرانه من عائد مميز.
ومع الاستعدادات المميزة لكل الوجهات السياحية العربية واليمنية للاحتفال باليوم العالمي للسياحة في 27 سبتمبر من كل عام، تسابق حضرموت الزمن لوضع قدمها على خريطة الأنشطة والفعاليات السياحية لتحقيق التنمية في هذا القطاع الحيوي الذي يعد أحد روافد الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلاد.
وتحظى حضرموت بخريطة سياحية سنوية مميزة تتضمن أنشطة ترويجية ومعارض تعريفية، وجولات سياحية وعروضًا فنية وثقافية قائمة على الفن الحضرمي، في ظل تنافسية عالية من كافة المنشآت السياحية والفندقية والمطاعم والمرافق الترفيهية، باعتبارها أيضًا فرصة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
نموذج للاستقرار
خلال شهر يوليو الماضي، توجت مدينة المكلا حالة الاستقرار التي تعيشها محافظة حضرموت بنجاح فعاليات مهرجان نجم البلدة السياحي 2025، حيث اتسمت الأجواء في بالإيجابية مع مشاركة جماهيرية واسعة من أبناء المحافظة وزوار من محافظات أخرى وخارج اليمن، عكست روح التسامح والتعاون على المستوى السياسي بين قيادات المحافظة وكذلك على المستوى الشعبي.
ويشتهر مهرجان نجم البلدة بكونه واحدًا من أبرز الفعاليات السنوية التي تقام في حضرموت، بالتزامن مع ظاهرة نجم البلدة الطبيعية التي تنخفض خلالها حرارة مياه البحر رغم حرارة الصيف ما يجعلها مناسبة للاستجمام والأنشطة البحرية.
آنذاك ضمت فعاليات المهرجان عروضًا فنية ورقصات شعبية وماراثون رياضي ودوري كرة القدم وسينما بلدية وندوات ثقافية، لتكون بذلك فعالية شاملة تتجاوز البعد الترفيهي إلى تعزيز الهوية الثقافية والاقتصاد المحلي، لتقدم حضرموت نموذجًا محليًا للاستقرار والانفتاح والعمل الثقافي والمجتمعي المنظم.
ونجح المهرجان في الترويج للتراث المحلي لمدن ساحل حضرموت، وجذب آلاف الزوار من مختلف مناطق اليمن وخارجها، كما سجل حضورًا إنسانيًا مميزًا لفرق الهلال الأحمر الإماراتي التطوعية، بالتنسيق مع قوات خفر السواحل في تأمين الشريط الساحلي لمدينة المكلا، لضمان سلامة مرتادي البحر والمشاركين في الفعاليات، في إطار الدعم المقدم من دولة الإمارات للقطاعين الحكومي والخاص في حضرموت.
وتدعم دولة الإمارات كافة قطاعات الحياة في حضرموت ومن بينها قطاع السياحة في اطار لشراكة المجتمعية والثقافية في اليمن وتعزيز الاستقرار عبر أدوات التنمية، بحسب صحيفة الأيام اليمنية
حركة الطيران
ولعل ما ساعد على تنشيط حركة النقل والسياحة أيضًا بعد تحقيق الاستقرار، استئناف رحلات الطيران المباشرة بين مطار الريان الدولي في المكلا الذي اعادت دولة الإمارات بنائه وتجهيزه وعدة مطارات بينها مطاري القاهرة ودبي
ومطار الريان في محافظة حضرموت هو ثالث أكبر مطارات اليمن بعد مطاري صنعاء وعدن، وتأسس عام 1982، وفق منصة «المشاهد».
ولعل هذه الخدمات الجوية المميزة ساعدت في تيسيير الوصول والبنية التحتية الداعمة لتدفق الزوار، وهو ما تعتمد عليه فعاليات الشواطئ والمهرجانات في المكلا صيفًا.
كما تعتمد الشركات العاملة في مجالات مختلفة على مطار الريان كوسيلة لتنقلات العاملين فيها وفي مقدمتها قطاعات التعدين.
وتحققت هذه الخدمات بعد استتباب الأمن في بقاع حضرموت، وجزء كبير منها بطبيعة الحال مرتبط بمساعدات إماراتية شملت تدريب قوات عسكرية وأمنية وتزويدها والأجهزة بالمعدات وبوسائل الاتصال في مجال التدريب في مجال التكنلوجيا الجديدة.