العلاقات الفرنسية الجزائرية ومقال داود المستلب.. موسى عزوڨ

حيث انه بتاريخ : 14 اوت 2025 .وفي صحيفة ” لوبون” الفرنسية وتحت عنوان أساس مقزز :” القبايل شعب واقف ” (1) . وعنوان فرعي غريب وغير متناسق لا مع العنوان ولا مع متن المقال كما سنرى ، حيث اعماه  الحقد فتحدث عن :” تاريخ حضارة وشتاتها في فرنسا!” . المقال مقسم الى مقدمة وستة فقرات ثم عنوان فخ الانفصال بثلاث فقرات بما فيها خاتمة

حيث انه في مقدمة  المقال تحدث   عن “الاستعمار الافقي ” : الواقع من العرب ! منذ عقود. المقابل والمعاكس للاستعمار ” العمودي” القادم من الشمال ( فرنسي روماني اسباني ). ثم يذكر جملة ربما هي مفتاح المقال عن الاستعمار:” الذي ضم أراضي مهمّشة، وثقافة منحطّة ، ونزّلت هوية  – لقبايل – إلى مرتبة في هامش التاريخ ، بينما أنتجت سكانًا أصليين يدّعون اليوم هذا الانتهاك كنوع من نبل الأصول.”؟ وكأني به يرسم منحني بياني على معلم غير متعامد ولا متجانس حيث محور السينات استعمار عربي ومحور العينات  استدمار غربي ليس لوطن بل لشعب سماه في العنوان ‘القبايل’.ولا يتحدث  لا عن اللغة ولا عن الثقافة  الامازيغية الا عرضا في ختام المقال للضرورة  ،  فضلا عن الهوية التي يحصرها فيها  ، بما ينمي عن كثير .

ثم يعبر عن رأيه بدلا عن سكان ” القبايل” الاصلاء المدعي الانتماء اليهم وعلى الأقل لسانه يكذبه  فهو لا يعرف القبائلية اطلاقا،  بقوله  :”  هذا العملية، لطالما رفضتها”. ” من انت ؟” ( ويختم مقاله بهذه العبارات من التمني : ” ليت اطفال هذا البلد يعترفون يومًا بأسلافهم الحقيقيين، فيسكنون ويطمئنون!”. طبعا دون ان يقدم أي بديل حقيقي فضلا على ان يكون اصيل، بل يقدم حنينا مكبوتا وغريزة الاستعباد الى  الاستدمار الفرنسي تحديدا والغربي عموما .مع خليط من النمط السائد والغالب على المستلبين حضاريا والمتثيقفين .للتقرب زلفى لليهود لدرجة انه في جميع فقرات المقال حاول الإشارة ضمنا الى تقارب الأقليات بتسمية المسألة :” المسألة القبايلية ” ؟ في تناص مع ” المسألة اليهودية ”  ( وهو موضوع نقاش واسع في الفكر الأوربي خلال القرن 18 و 19  تناوله  العديد من المفكرين والفلاسفة خصوصا الالمان ، كما افرد لها الفيلسوف والمفكر الجزائري مالك بن نبي (1905-1973) كتابا  “وجهة العالم الإسلامي” ج2 “. حيث جعلها ضمن إطار تحليله لمشكلات الحضارة الإسلامية والعالمية. ربطها بظاهرة الاستعمار والعنصرية الغربية، ونفوذهم مستخدمين “الدولار” و”المرأة” و”النفعية” كأدوات هيمنة. ولهذا يعتبر الأستاذ مالك بن نبي النقطة السوداء للمستلبين حضاريا ولهذا يهاجمونه. وسأحاول باذن الله افراد مقالا مستقل للموضوع بتوصية من الأخ معمر حبار حتى لا اشوش على من يقرأ ) :

1-     الفقرة الأولى : ” المسألة  القبايلية ” وشرعية النظام

2-     الفقرة الثانية : ” المسألة  القبايلية ” ورديكالية التقريب والإسلام

3-     الفقرة الثالثة : ” المسألة  القبايلية ” والهزل والوحدة الوطنية وثورة التحرير

4-     الفقرة الرابعة : ” المسألة  القبايلية ” وتأثر الجزائريين بالمحافظين والوحدة ؟

5-      الفقرة الخامسة  : ” المسألة  القبايلية ” والدراسات المختلفة لها

6-     الفقرة السادسة  : ” المسألة  القبايلية ” وشرعية الإسلاميين  والماكيست ؟:

وفي هذه الفقرة والتي تلتها اخرج الغول الذي في صدره وكيف ان الذهنية الجماعية ( لأهل الجزائر الأهالي القصر ؟) تُصور ” القبايلي ”  انه يأكل في رمضان ومرتد ويحمل راية القبايل . ويضيف وربما هذا هو التطور الأخطر:” حتى من يدعون انهم يمثلون القضية القبائلية؟ ويكسبون بها الشرعية يضيفون بسلوكهم السيء الى ملف العدو ( فرنكوفون ،  الغرب  ، اليهود )  ، مغازلة لهم ؟  ليخلص الى انهم انتقلوا من معارضة القبايل / عرب الى معارضة قبايلي/ اسلام ووحدة وطنية

وتحت عنوان ختامي :” فخ الانفصال ” وتحت فقرات ثلاث  :

الفقرة الأولى: يتحدث عن دعاة الحكم الذاتي ومسارهم المغلق الذي لا يصب الا في مصلحة النظام. (كأنهم انتبهوا متأخرين جدا الى ما قام به بوتفليقة ” كفخ “؟ من ترسيم اللغة الامازيغية في الدستور ولو قيل له تحدث بها لفعل المهم ابتعدوا عن الهوية وكان يشري السلم الأهلي باي ثمن). قال داود : ” يجب على النخب التي تميل إلى الحكم الذاتي في منطقة القبائل أن تتخلى عن ذلك: فاختلافهم وثقافتهم يستحقان الدفاع عنهما، لكن المطالبة بالحكم الذاتي ستكون طريقًا مسدودًا سياسيًا لن يستفيد منه سوى النظام في مشروعه للمحو” .

الفقرة الثانية  : يوجه نصحه ويذكر لفظ ” الامازيغ ” لأول مرة في مقاله .ويسميه مشروع ؟ وانه يجب ان يكون وطنيا وليس إقليميا . وانهم ليسوا عرب لكن جزائريون ولا يوجد شيء اسمه الجزائر العربية في مقابل العربية السعودية . ‏«بالنسبة لي، فإن الأمازيغية، باعتبارها أساس الهوية الجزائرية، هي ما يمكن أن يتيح لنا إعادة الوصل مع تاريخنا وتعددنا، وقدرتنا على تقبل الاختلاف كثراء لا كتهديد.».

الفقرة الثالثة  : ليختم انه يعتبر الامازيغية تؤسس هوية الجزائري ويهاجم النظام الجزائري كما بدأ اول مرة بوصف ازمة شرعية

وفي الختام رددن : ” فرنسا الاستعمارية تحاول عبثا المساس بوحدتنا الترابية  والهوياتية  كجزائريين من خلال الحديث عن وهم الظهير البربري و ” شعب القبائل”، علما أن أجدادنا الاصلاء قد حطموا جميع محاولات تقسيم الوطن. كما ان رجالا صادقين وخصوصا من أهل المنطقة ‘ القبايل الاركاز ‘ تنبهوا للخدعة وردوا بقوة :« خذ حكايتك وروح تلعب ». في تطور ايجابي لوهم المسرح: ” محمد والحقيبته “. من المؤكد أن هذه المحاولة الدنيئة لضرب الإسفين في الجدار الوطني المرصوص، ستلقى نفس المصير، لأن منطقة القبائل ليسوا  مجانين ليعادوا محيطهم الطبيعي وبعدهم العقدي .

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [ الأنفال: 30]

— تهميش —–

(1)           Daoud, Kamel. “Les Kabyles, un peuple debout. Histoire d’une civilisation et de sa diaspora en France. Anti-islamiste et réformatrice, une autre Algérie*Le Point*, no. 2768, 14 août 2025.

(2)           Ageron, Charles-Robert. *Les Algériens musulmans et la France (1871-1919)*. Paris: Presses Universitaires de France.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com