الوسطية والاعتدال والاغتيال.. رحيم الخالدي

بعرف غالبية العراقيون المعاصرون، تاريخ “آل الحكيم”، ابتدأً من زعيم الطائفة إنتهاءاً بأستاذ الوسطية والإعتدال السيد “عمار الحكيم” ..
هذا الأخير يغضب المنافسين، سيما انهم لا يملكون الكاريزما التي يتمتع بها من محاور عند إشتداد الوطيس السياسي، ليجدوا الحل الأسهل بمسار العملية السياسية لديه، والذي شاهدناه في أكثر من محفل، وآخرها تشكيل الحكومتين الأخيرتين، عند الجلوس للطاولة المستديرة، التي طالما نادى بها قبل سنوات خلت .
إرث العائلة لم يصل لمستواها في القرن العشرين، أي من قيادات الاحزاب الموجودة في العراق، وكيف تكونت المعارضة رغم التهديدات والاذى الذي نال تلك الأسرة آنذاك، من التهديدات التي لم تنفع..
نتذكر جميعا وفي إحدى الإجتماعات التي ينقلها تلفزيون العراق آنذاك لصدام، وهو يتبجح أن الإنتخابات في العراق تتمتع بالديمقراطية! ومن حق أي شخص باستطاعته الترشح للإنتخابات، ويدعوا شهيد المحراب للترشيح نداً لصدام، ويرى من سيفوز .
كما يبدوا فالعراقيون يملكون ذاكرة سمكية مقيتة، وقد نسو المروجين للبعث الشوفيني الذي حكم العراق بالنار والحديد، أن من إستَقْبَلَ السيد “محمد باقر الحكيم” من منفذ الشلامجة إنتهاءاً بالنجف الأشرف، جموع لا يمكن وصفها، إلا بجميع الوسط والجنوب لما يملكه من مقبولية، ولو إستغل الأخير تلك الجموع للانتخابات بتلك الفترة، لكانت الأغلبية الساحقة لهم، لكنهم آثروا إلا إشراك جميع الأطياف وفق مشروع وطني، يجمع كل الأطياف للنهوض ببناء العراق، للتخلص من هيمنة الاحتلال، بل وطرده بكل الطرق والممكنات .
لو أردنا التوسع بسرد الإرث لما كفيناه، لانه يحتاج لمجلدات، خصوصا ونحن مقبلون على إنتخابات وإستحقاقات، ويجب أن نحافظ عليها، ويعرف المواطن من يستحق، ممن لا يشرف العراق بتمثيله تحت قبة البرلمان، بغرض تشريع القوانين سيما والأوضاع تتبدل يوميا، او بين الحين والآخر حسب الموقف السياسي، الذي يتطلب أخذ المبادرة وهذا يحتاج شخص قادر على الطرح، وفق برنامج مدروس .
ما يثير الانتباه ما نقل عن تعرض السيد عمار الحكيم لحادثة إغتيال!د، وهو يشارك العراق والعالم بمسيرة الأربعين صوب كربلاء، من قبل مجموعة تابعة لأحد الأحزاب معروفة النوايا، وهذه حادثة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ونحتاج لتفعيل القانون بالضرب على أيدي اؤلئك المجرمين، سيما وأن هنالك مطالبات بحصر السلاح بيد الدولة حسب القوانين النافذة، ويجب محاسبة كل المشتركين بتلك العملية، التي خرجت عن السيطرة، وتطبيق كل القرارات التي تطال الكبير قبل الصغير، وانهاء مهزلة من يملك السلاح يستطيع أن يفعل ما يشاء .