دعونا نحلل المشهد بقليل من التروي.. مازن المدهون

المشهد الواقع بين يدينا اليوم ان حماس واخيرا وبعد الكثير من التأخر وافقت على المقترح المقدم بدون تحفظات او ما عرف عنها مؤخرا ب ( نعم ولكن ) ولكون هذا القبول قد اتى متأخرا ونتيجة ضغوط كبيره مارستها مصر .

هذا التأخر والقبول تحت الضغط يجعل نتياهو وهو المنتشي بفكرة افراغ مدينة غزة وتسويتها بالارض تماما كما فعلت بجباليا ورفح والشجاعية وكل مناطق قطاع غزة التي داهمتها قواته تجعله يعتمد على مسارين في اتخاذ قراراته .

المسار الاول ان تكون حماس رضخت لفكرة انقاذ ما يمكن انقاذه وان هذا الرضوخ كان بسبب التهديدات والخطوات الفعلية التي اتخذتها اسرائيل لاحتلال مدينة غزة وانه لو استمر في خطة احتلال غزة سيرغم حماس على تقديم تنازلات لصفقة شاملة وفق الشروط الإسرائيلية او على الاقل ستكون شروط الصفقة الجزئية هي ذاتها شروط الصفقة الشاملة بمعنى انه لا يريد اعادة التفاوض خلال الستين يوما على شروط جديده في ما يتعلق بمفاتيح التبادل او خرائط الانسحاب او غيرها من القضايا . بمعنى اخر هو قد يقبل ان تتحول الصفقة الجزئية الى صفقة شاملة على مرحلتين تنفذ خلال الستين يوما وان انهاء الحرب مشروط بشكل اليوم التالي الذي تريده اسرائيل وامريكا لذلك نجد نتنياهو والمؤسسة العسكرية بدأت باستخدام  مصطلح عربات جدعون ٢ وهو ما يعني ان اسرائيل قد لا تلجأ لاحتلال مدينة غزة او افراغها بالكامل ولكنها ستواصل قضم احيائها وتدميرها كما يحصل اليوم في منطقة الزيتون والصبرة وقد تدخل مناطق جديده في مرحلة قضم اخرى ربما من شمال او شرق المدينة .

المسار الثاني ان يعتقد نتنياهو بأن حماس غير جادة فعليا بإنهاء الحرب وان قبولها تحت الضغط لصفقة جزئية كان لكسب بعض الوقت ولتحرر نفسها من الضغوط خصوصا ان ذلك قد يوقف خطة احتلال غزة وهو ما قد يجعله يتمسك بصفقة شاملة على ذات الشروط والافراج عن المختطفين دفعة واحده في محاولة لتسويق فكرة ان حماس غير جاده وانها تماطل وتراوغ لكسب الوقت وهو ما سترفضه حماس ويجعلها تتهم اسرائيل بأنها تريد فرض استسلام وان الاحتلال لا يريد انها الحرب وهذا الموقف يريده نتنياهو للاستمرار في مسلسل تسوية قطاع غزة بالأرض وسيدفع حماس دفعا لتبنية من خلال اضافة المزيد من الشروط التي تجعل حماس تظهر بمظهر الاستسلام .

بتقديري ارى اننا أقرب للمسار الاول فهو يحقق لإسرائيل اكثر من هدف

١. يطيل عمر الحرب

٢. يخفف عن اسرائيل الانتقادات الدولية والصدامات الدبلوماسية

٣. لا ينتج عنه ازمات انسانية صادمة للمجتمعات الغربية

٤. يحافظ على حياة المختطفين ويخفف من حدة الانتقادات الداخلية

٥. يبقي حماس تحت الضغط فطالما بيدها شيء تخسره سيبقي فرص تسوية

٦. يهدئ مخاوف مصر من تكدس الفلسطينيين على حدودها ويعطي فرصة امام الوسطاء للممارسة ضغوط اضافية على حماس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com