المطران حنا: المتآمر على فلسطين هو متآمر على الامة كلها

القدس المحتلة- البيادر السيسي:ـ اكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ان السلطات الاحتلالية الغاشمة تهدد بإعادة احتلال غزة واهلنا في غزة يعانون من حرب همجية ظالمة فرضت عليهم أدت الى كم هائل من المآسي والكوارث.
وأضاف: نتساءل اين هم العرب حكاما وشعوبا من مآساة غزة ؟ ولماذا نلحظ بأن المظاهرات منتشرة في سائر ارجاء العالم في حين انه في الوطن العربي من محيطه الى خليجه لم نسمع عن مظاهرة او مسيرة احتجاجية الا ما ندر.
من المؤسف والمخجل ان مظاهرات كبرى تنطلق رفضا للحرب في تل ابيب اما العواصم العربية فكأن الامر لا يعنيها في حين ان على العرب ان يكونوا اكثر حكمة ووعيا وان يكونوا مدركين بأن من يتآمر على فلسطين هو متآمر عليهم ومن يستهدف فلسطين قد يستهدفهم في وقت من الأوقات وبات قادة الاحتلال يتحدثون بوضوح عن إسرائيل الكبرى التي تضم أجزاء من دول عربية شقيقة ويتحدثون عن الشرق الأوسط الجديد الذي باتت ملامحه تلوح في الأفق .
لم نتوقع اننا كأمة عربية سنصل الى هذه المرحلة من الانحطاط والانحدار حيث قال العرب في وقت من الأوقات بأن فلسطين هي قضيتهم الأولى واليوم نحن نلحظ بأن فلسطين ليست واردة بالنسبة اليهم وبالطبع فنحن لا نعمم فهنالك شرائح واعية وحكيمة ولكن يبدو انه مغلوب على امرها وليست قادرة على ان تغير شيئا من الواقع الذي تعيشه هذه الامة .
مصيبتنا ليست فقط في الاحتلال الذي يسعى الى احتلال منطقتنا والهيمنة عليها بل مصيبتنا الأكبر هي ان هنالك دولا عربية لا تحرك ساكنا ليس فقط للدفاع عن فلسطين بل للدفاع عن امنها القومي والذي قد يهدد ويستباح في أي ساعة .
نتمنى ان يتبدل وان يتغير الواقع العربي وان يكون العرب اكثر لحمة ووحدة وحكمة ورصانة ووعيا ، لكي يتمكنوا من التمييز ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود .
من العار ان يحدث هذا الدمار في غزة دون ان يتمكن العرب من فعل شيء وكأنهم يعيشون حالة عجز وضعف .
اعان الله أهلنا في غزة امام هذه المآسي المروعة وامام هذا الوهن العربي والتخاذل الغير مسبوق .
مع تمنياتنا بأن يصحو العرب من كبوتهم لكي يكتشفوا ولو متأخرا من هو صديقهم الحقيقي ومن هو المتآمر عليهم ، فالمتآمر على فلسطين هو متآمر على الامة كلها.
من يريد دخول الجنة عليه ان يوقف حرب غزة أولا
ومن جهة أخرى قال حنا ” أمام هذا الكم الهائل من المآسي والكوارث التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة فإن هؤلاء الاخوة المنكوبين والمظلومين يحتاجون الى صحوة ضمير عالمية توقف هذا المد الغير مسبوق من المآسي والكوارث بسبب السياسات الاحتلالية الغاشمة والدعم الأمريكي الغير محدود .
نعرف جيدا ان هنالك أحرارا في هذا العالم ينادون بوقف الحرب وهنالك صحوة ضمير في كثير من الأماكن حيث بات الكثيرون اكثر تفهما وادراكا لجسامة المظالم التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني .
والسؤال المطروح اذا ما كانت هذه الصحوة وهذه المظاهرات وهؤلاء الاحرار الذين يجوبون الشوارع العالمية اذا لم يؤدي كل هذا الى وقف كارثة غزة فما هي الفائدة من كل هذا ؟
اعتقد بأن ثمرة المظاهرات والاحتجاجات في العالم يجب ان تكون وقف الحرب ولكن حكام إسرائيل ينطبق عليهم ما قيل في الكتاب المقدس ” لهم عيون ولا يبصرون ولهم اذان ولا يسمعون ” فهم لا يشاهدون ولا يسمعون الا ما ينسجم مع مصالحهم واهوائهم .
ان حكام إسرائيل يعيشون في عالم اخر ويبدو ان المظاهرات والاحتجاجات التي تزداد حدتها يوما بعد يوم لا تعني لهم شيئا ، فيكفي ان القابع في البيت الأبيض يقف الى جانبهم .
ان اتساع رقعة التضامن والتعاطف انما هي مسألة في غاية الأهمية ونتمنى ان تصل رسائل هؤلاء الى عتبات البيت الأبيض لكي يدرك القابع فيه بأن تصريحاته ومواقفه ليست نصوصا مقدسة ، بل هي نصوص شريرة اذا ما كان الهدف منها دعم الاحتلال ودعم ومؤازرة العدوان على غزة .
لقد اعلن ترامب رغبته في دخول الجنة وابواب الجنة مفتوحة لكل من يستحقها وما اود ان أقوله لترامب ان سعيك لانهاء الحرب في أوكرانيا لا يكفي لكي تدخل الجنة بل انت تحتاج الى العمل على وقف الحرب في غزة وانت قادر على ذلك.
أقول لترامب ومن القدس أوقف الحرب واوقف معاناة شعبنا في غزة وسترى أبواب الجنة مفتوحة على مصراعيها لك .
ولكل من يتبنى معك هذا الموقف ، أما ان تكون شريكا في الجريمة ومبررا لها فهذا لن يفتح لك أبواب الجنة والتي ستبقى أبوابها موصدة امامك وامام الكثيرين الذين اياديهم ملطخة بدماء الأبرياء .
اناشد مجددا الكنائس المسيحية في العالم وكل الاحرار بأن يواصلوا حراكهم وعملهم الهادف لوقف الحرب ومع تمنياتنا بأن تكون هنالك نتيجة لهذا الحراك والنتيجة التي نريدها هي وقف الحرب .