8 دولٍ بأمريكا اللاتينيّة قطعت علاقاتها بإسرائيل.. تنامي عزلة إسرائيل المنبوذة بسبب جرائمها في غزة
.. البرازيل ترفض تعيين سفيرًا للكيان بعد انسحابها من التحالف لإحياء الهولوكوست

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ يومًا بعد يومٍ وبكثافةٍ لم يتوقعها قادة الاحتلال الإسرائيلي تزداد عزلة الكيان الدوليّة بسبب الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها في قطاع غزّة منذ حوالي السنتيْن، ففي هولندا استقال وزير الخارجية احتجاجًا على رفض الحكومة قبول مشروعه بفرض الحظر العسكريّ على إسرائيل بسبب جرائمها. واستقال كاسبار فيلدكامب، من منصبه إثر خلاف حول العقوبات ضد إسرائيل.
وقال فيلدكامب: “أرى أنني لست في موقع يخولني اتخاذ إجراءات إضافية ذات أهمية” من أجل الضغط على إسرائيل.
وكان الوزير صرح الخميس برغبته في اتخاذ تدابير إضافية ضد إسرائيل، بعد إعلان أمستردام في يوليو الماضي الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش “شخصين غير مرغوب فيهما”. وعقب قراره، غادر وزراء آخرون من حزبه الائتلاف الحكومي.
كما أنّ هولندا من بين 21 دولة وقعت على بيان مشترك الخميس، وصف مصادقة إسرائيل على مشروع استيطاني كبير في الضفة الغربية المحتلة بأنه “غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”.
والجمعة أعلنت الأمم المتحدة رسميًا المجاعة في غزة، بعد أنْ حذر خبراؤها من أنّ 500 ألف شخص يعيشون في حالة جوعٍ كارثيٍّ، محملة إسرائيل المسؤولية عن ذلك، في ظلّ الحرب المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر 2023.
وفي السياق، رفضت الحكومة البرازيلية اعتماد تعيين غالي داغان سفيرًا جديدا للاحتلال، ليبقى المنصب شاغرًا منذ مغادرة السفير السابق، فيما تواصل برازيليا إبقاء سفيرها خارج تل أبيب بعد استدعائه في شباط (فبراير) من العام الماضي احتجاجًا على الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها دولة الاحتلال في قطاع غزّة.
وفي أعقاب الرفض البرازيلي، أعلنت وزارة الخارجية لدى الاحتلال سحب طلبها لتعيين السفير الجديد في برازيليا، ما يعني خفض مستوى العلاقات بين الجانبين، بحيث تدار من الآن فصاعدًا على مستوىً دبلوماسيٍّ أدنى.
واعتبرت التقارير العبرية، ليلة أمس الإثنين، أنّ هذه الخطوة تعمّق الشرخ القائم في العلاقات بين الجانبين، في ظلّ الموقف البرازيلي الرافض للعدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023.
ويأتي ذلك بعد انسحاب البرازيل من التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست في تموز الماضي، وانضمامها إلى دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي رفعت بسبب جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
وذكرت صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ البرازيل رفضت اعتماد تعيين غالي داغان، سفير الاحتلال السابق في كولومبيا، سفيرا جديدا لتل أبيب في برازيليا. ونتيجة لذلك، بقي منصب السفير شاغرًا منذ مغادرة السفير السابق.
وقال المتحدث باسم خارجية الاحتلال إنّ “النهج النقدي والعدائي الذي أبدته البرازيل تجاه إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، تفاقم منذ أنْ شبّه رئيسها أفعال إسرائيل بما ارتكبه النازيون”، مضيفًا أنّ “إسرائيل ردّت حينها بإعلان الرئيس لولا شخصية غير مرغوب فيها”.
وهذه ليست المرّة الأولى التي تقوم فيها بالبرازيل برفض تعيين سفيرٍ لدولة الاحتلال الإسرائيليّ، فهل الأزمة الدبلوماسيّة بين البرازيل وإسرائيل باتت قادمةً لا محال، إزّاء رفض الرئيس البرازيليّ قبول تعيين داني دايّان سفيرًا لإسرائيل في بلادها.
وعللت آنذاك برازيليا ذلك بأنّ دايّان هو من أشّد غلاة المستوطنين، والمُوافقة على تعيينه، يعني نظريًا وعمليًا موافقة البرازيل على المشروع الاستيطانيّ الإسرائيليّ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في ديسمبر من العام 2015 أنها ستستخدم كلّ الوسائل المتاحة لديها لدفع البرازيل إلى الموافقة على اعتماد رئيس سابق لمجلس المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة سفيرًا للدولة العبرية في برازيليا.
علاوة على ذلك، حذّرت إسرائيل البرازيل من أنّها ستُخفض تمثيلها الدبلوماسيّ في حال لم توافق على اعتماد دايان سفيرًا لإسرائيل في برازيليا. وعينت الحكومة الإسرائيليّة داني دايان، وهو زعيم سابق لحركة الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة، سفيراً لدى البرازيل قبل 4 شهور، إلّا أنّ الأخيرة لم توافق على هذا التعيين.
وكانت البرازيل اعترفت بالدولة الفلسطينية في 2010، وسبق لها وأنْ استدعت في صيف 2014 سفيرها في اسرائيل احتجاجا على “الاستخدام غير المتكافئ للقوة” من جانب الكيان في الحرب التي شنتها على قطاع غزة في حينه.
هذا وشهدت العلاقات بين إسرائيل وعدد من دول أمريكا اللاتينية تدهورًا حادًا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، إذ اتخذت سبع دول في المنطقة مواقف دبلوماسية حازمة ضد إسرائيل، بما في ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل ثلاث منها.
أبرز المواقف
تشيلي: سحبت ملحقيها العسكريين لدى إسرائيل وفرضت حظرًا على تصدير الأسلحة والتجارة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي المحتلة. كما شاركت في دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
البرازيل: توترت علاقاتها بإسرائيل بعد تصريحات الرئيس لولا دا سيلفا التي شبّه فيها العمليات الإسرائيلية في غزة بما فعله هتلر، ووصفها بـ “الإبادة الجماعية”. واستدعى سفيره من تل أبيب ولم يعد حتى الآن.
بوليفيا: أعلنت رسميًا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وانضمت للدعوى القضائية في لاهاي.
كولومبيا: قررت في مايو 2024 قطع العلاقات، وفرضت حظرًا على تصدير الفحم لإسرائيل، وهو مورد استراتيجي هام.
نيكاراغوا: انضمت إلى الدول القاطعة للعلاقات، متهمة إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية وفاشية”.
فنزويلا: قطعت الحكومة الفنزويلية علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية تلي عبر التلفزيون الفنزويلي انّ “الجمهورية الفنزويلية وانسجامًا مع رؤيتها لعالم مسالم وللتضامن واحترام القانون الدولي، قررت بشكل نهائي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل”. وبررت كراكاس قرارها بـ “بالاضطهاد غير الانساني الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل سلطات إسرائيل“.
المكسيك: لم تقطع العلاقات، لكنها انضمت إلى الدعوى القضائية، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار.
هندوراس: استدعت سفيرها للتشاور بسبب ما وصفته بانتهاكات للقانون الإنساني الدولي في غزة.