المطران حنا: نتمنى ان يكون حكام هذا العالم اكثر إنسانية وعدلا وان يعملوا من اجل وقف حرب الإبادة 

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ  قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس  أن كل اشكال الجحيم موجودة في غزة، فمنذ عامين والقصف لم يتوقف كما وسياسة التنكيل والتجويع والاذلال وقد أضحت غزة مكانا غير قابل للحياة حيث الدمار منتشر في كل زاوية من زوايا القطاع .
واليوم أبناء غزة يعيشون حالة رعب بسبب التهديدات بإعادة احتلال القطاع وهذا يعني مزيدا من الدمار والقتل والتنكيل واستهداف المدنيين.
وتساءل.. الى متى سوف تستمر هذه الجرائم المروعة بحق الإنسانية ولماذا يعاقب أبناء القطاع جميعا بهذه القساوة والعنجهية والدموية الغير مسبوقة .
نوجه نداءنا مجددا الى كل المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية واليهودية التي لا تتبنى الفكر الصهيوني وكذلك كافة الجهات الحقوقية والإنسانية بضرورة ان تتظافر الجهود وان يعلو الصوت المنادي بوقف هذه الحرب الهمجية والتدميرية.
ان العقلاء في عالمنا يجب ان يتحركوا قبل فوات الأوان من اجل وقف هذا الجحيم ومن اجل وضع حد لالة الموت والخراب والدمار التي خلفت كما هائلا من المآسي.
إسرائيل تقول انها تدافع عن نفسها وتواجه الإرهاب في حين ان ما يحدث حاليا في غزة هو الإرهاب بنفسه حيث يتم استهداف المدنيين بهذه الطريقة المروعة.
نشهد في هذه الأيام اتساعا في رقعة الوعي في عالمنا تجاه كارثة غزة ، ونتمنى ان تتسع هذه الرقعة اكثر فأكثر لكي يكون هؤلاء الاحرار قادرين على ان يضغطوا على حكام بلدانهم لكي يوقفوا حرب الإبادة .
لقد اكدنا مرارا وتكرارا بأننا نرفض مظاهر الإرهاب والعنف ونرفض مظاهر الحروب والقتل بكافة اشكالها والوانها ، ونحن نرفض ما حدث يوم ال7 من أكتوبر ولكن لا يجوز الصمت امام الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا في غزة بعد هذا التاريخ.
نلحظ ان هنالك ازدواجية معايير لدى بعض السياسيين في هذا العالم فهم يرفضون ما حدث يوم ال7 من أكتوبر ولكنهم يغضون الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل في غزة المنكوبة والمكلومة .
اعتقد بأن الواجب الإنساني والأخلاقي يدعو الجميع حكاما وشعوبا بضرورة المناداة بوقف حرب الإبادة واغاثة أهلنا في غزة الذين يتضورون جوعا.
وتابع سيادة المطران: ما هو مطلوب من السياسيين في العالم ومن المؤسسات الأممية اتخاذ الإجراءات العملية والفاعلة لوقف نزيف حرب الإبادة وعدم الاكتفاء ببعض البيانات الخجولة التي لا تغني ولا تسمن .
اعان الله أهلنا في غزة على هذه المظالم وهذه الجرائم التي لا يمكن ان يستوعبها عقل بشري، واليوم مع التهديدات الاحتلالية باحتلال غزة وتهجير ابناءها فإننا نقول اين هو العالم الحر، اين هو العالم العربي ، اين هي المنظمات الأممية والإنسانية ؟ فالكل مطالب اليوم باتخاذ قرارات وإجراءات فاعلة من اجل وقف هذه الكارثة ، أما البيانات فهي حبر على ورق ولا قيمة لها على الاطلاق اذا لم تكن مقرونة بالافعال والضغط باتجاه وقف هذه الكارثة .
لا تسمحوا لإسرائيل بأن تبتلع غزة ولا تسمحوا لها بأن تستمر في استهدافها لابناء القطاع فآن لهذه الحرب ان تتوقف وكان من المفترض ان تتوقف منذ زمن ولكن حالة الوهن والضعف والخلل في التعاطي مع هذا الموضوع هي التي جعلت إسرائيل تستمر في عدوانها حتى وصلنا الى هذه المراحل المتقدمة من الدمار والخراب والدماء وسياسة التجويع والتنكيل .
من يصمت امام هذه الجرائم يتحمل قسطا وفيرا من المسؤولية ولكن الداعمون هم شركاء في الجريمة ونتمنى ان تتبدل الأحوال والأوضاع والا يبقى الشركاء شركاء في جريمة العصر والا يبقى الصامتون صامتين امام هذه الجريمة التي يشاهدونها بأم العين .
واختتم سيادته قائلًا: هنالك شيء يجب ان يتغير في هذا العالم وهو ان يكون الحكام اكثر إنسانية وعدلا وان يلتفتوا الى غزة وان يعملوا من اجل وقف نزيفها وحرب الإبادة فيها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com