الحركة التقدّمية للتواصل- درب المعلّم.. الانتماء العربيّ للدروز أكبر من كلّ المقامات الطارئة الآنيّة

(موقف)
خرج علينا الشيخ حكمت الهجري بالأمس ببيان إلى وسائل الإعلام، بغضّ النظر عن كاتبه وأين كُتب، باسم: “الشعب الدرزيّ”، والذي يريد له حقّ تقرير المصير بِـ “دولة درزيّة”، ويشكر الرئيس الأميركي السيّد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو. الحركة تبيّن:
أوّلًا: الانتماء العربي للدروز يستمدّونه حسب “حكمتهم – المرجعيّة المذهبيّة” من عمق التاريخ العربيّ الإسلاميّ؛ من أبي ذر الغفاري، والمقداد ابن الأسود الكندي، وعمّار بن ياسر القحطاني، ومحمّد بن حامد التميميّ، ومحمّد بن وهب القرشيّ، وبهاء الدين الطائيّ – كبرى القبائل العربيّة – وليس من أيّ مقام مذهبيّ طارئ آنيّ. هؤلاء وانتماؤهم العربيّ أكبر من كلّ المقامات الطارئة الآنيّة كان من كان وراءها من دهاقنة العصر.
ثانيًا: حقّ تقرير المصير وحسب ميثاق الأمم المتّحدة؛ الفصل الأوّل المادة 1.2، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة والقانون الدوليّ، هو من حقّ الشعوب وليس الطوائف، ومشروط بسلامة الدول القائمة. وما بالك والشرع يحظى بالدعم الدولي الجارف (!)… فهل الشيخ الهجري وبجرّة قلمٍ يعتقد أنّه قادر أن يغيّر كلّ هذه المبادئ بمجرّد أن كرّر في بيانه مرّات أن هنالك شعبًا درزيًّا؟!
ثالثًا: أين اختفى شعار الهجري بالدولة العلمانيّة الديموقراطيّة، أم أنّ “الدولة الدرزيّة” ستكون كذلك ويتنحّى حضرته عن سدّة حكمها عندما تقوم؟!
رابعًا: العرب الدروز في البلاد خاضوا معركة شرسة ضدّ كل محاولات المؤسّسة الإسرائيليّة؛ آباء نتانياهو الروحيّين، على انتمائهم العربيّ ونجحوا رغم التجنيد الإجباري والمحاولات المحمومة في أوائل النصف الأول من الخمسينيّة الثانية للقرن الفائت. ويجدر الذكر أنّ المرحوم الشيخ أمين طريف رفض التطاول على عروبة الدروز حتّى يوم اعترفت إسرائيل بهم طائفة مستقلّة عام 1957. وجدير أيضًا بالذكر أنّ الشيخ موفّق طريف ورغم تماهيه الكلّي مع السياسة الإسرائيليّة صرّح في كلّ الفضائيّات: “الدروز في سوريا وفي لبنان وفي كلّ مكان يعتزّون بعروبتهم”.
خامسًا: دارت الأيّام وجاء قانون القوميّة عام 2018 ليقضي على أيّ حلم لأيّ مراهن من الدروز على “الأسرلة” والشراكة في تقرير المصير… فهل يعتقد الشيخ الهجري أنّ نتانياهو المنبوذ من غالبيّة أبناء شعبه، سيوفّر له تقرير المصير لنصف دروز سوريّا (قرابة ثلث دروز العالم) وهو الذي سلب من دروز إسرائيل حقّ المواطنة ولم يوفّر لهم حتّى المساواة؟!
سادسًا: حسب الإحصائيّات المعتمدة حتّى 31 آب 2025 سقط في الجبل 1395 ضحيّة، واختطفت 293 امرأة؛ أفرج عن بعضهن وقتل بعضهن وبقي 235 امرأة مجهولات المصير، وتشرّد حسب بيان مجلس الأمن 192 ألف إنسان منهم حواليّ الربع من البدو والباقي من الدروز، وأحرق نصف السويداء و36 قرية ما يساوي قرابة ال- %40 من الجبل، والحصار ما زال قائمًا. ويطالب الشيخ الهجري في بيانه؛ تحرير الرهائن ورفع الاحتلال ورفع الحصار… فممّن يا ترى؟!
ترامب ونتانياهو المجزول لهما الشكر يفاوضان حماس (الإرهابيّة حسب تصنيفهما) على 20 رهينة حيّة من الرجال، و28 من الأموات، ألا يحقّ لا بل ألا يجب على الشيخ الهجري أن يفاوض نظام دولته (الإرهابي حسب تصنيفه) على 235 امرأة، و150 ألف مهجّر وقراهم المحروقة، بدل أحلام اليقظة على تقرير مصير ودولة؟!
أخيرًا: أولئك كلّهم؛ دماء الشهداء وعرض المخطوفات وحارات السويداء وبيوت القرى ال-36 والحصار، كانوا المهر المعجّل والمؤجّل للزواج الثلاثيّ غير الشرعيّ الذي تمّ في باكو1 وباريس وباكو2، بين ترامب (المشكور) وإشبينه براك، ونتانياهو (المشكور) وإشبينه ديرمر، والشرع (الإرهابي المطالب برفع الاحتلال وإطلاق الرهينات والتعويض ورفع الحواجز) وإشبينه الشيباني، وأمّا قبض هذا المهر فتمّ بأيادي الوحوش من ذوات الحافرين التي انطلقت جحافل من الشام إلى السويداء في ليلة ما فيها “ضو قمر!” لذلك تعذّر الأمر على مسيّرات نتانياهو أن تراها!
المذابح تمّت في اليوم الأوّل والثاني ولم يحرّك لا نتانياهو ولا سيّده في البيت الأبيض ساكنًا إلّا بعد سال الدم من صدور رجال الجبل وبطون نسائِه، فكلّ من يتعامى عن “عرس زواج المتعة” في باكو وباريس، وكلّ من يتعامى عن شكل قبض “المهر”، وكلّ من يتعامى عن بيان الهجريّ بالترحيب بدخول الجيش ثمّ التراجع عنه تحت الضغط (!) كقوله… فإمّا هو جاهل أو شريك بائن أو مستتر!
اللجنة التنفيذيّة؛ عماد دغش 4030870-050، مازن فرّاج 7799180-050، عماد فرّو 8249826-050، صلاح حلبي 3281222-054، فوّاز سويد 5737702-050، سامي مهنّا 2234519-954، عبد الله خير الدين 7346636-052، عبد الله شاهين 7079791-052، يامن زيدان 3060522-052، فوّاز حسين (عامر) 6826480-052 وسعيد نفّاع 7208450-050.