المطران عطا الله حنا: يجب لأن تتوحد الإنسانية كلها في المناداة بوقف الحرب

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس” لقد صدرت أوامر بالإخلاء الكامل لسكان مدينة غزة، والأوضاع في القطاع تزداد كارثية ومأساوية وسوءا حيث الدمار منتشر في كل مكان والالام والاحزان والدموع في كل زاوية من زوايا القطاع .
وجدد سيادته اليوم مناشدته ونداءه لكل الكنائس المسيحية في العالم الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية بضرورة التحرك السريع من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه والضغط على الحكومات العالمية من اجل ان تتوقف حرب الإبادة .
أنتم تستعدون ليوبيل مجمع نيقية وبموازاة هذا يجب ان يسمع الصوت المسيحي في عالمنا المنادي بتحقيق العدالة وليس فقط المنادي بتحقيق السلام لأنه لا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي عندما تغيب العدالة .
وتابع: ما هو مطلوب وبشكل عاجل وسريع هو ان تتوقف حرب الإبادة وان يتوقف نزيف غزة الذي هو نزيف كافة الاحرار في عالمنا .
نعلم جيدا ان صوت الكنائس في العالم ليس مسموعا لدى بعض السياسيين والجبابرة في هذا العالم ولكن وبالرغم من ذلك يجب ان يسمع هذا الصوت وبوضوح من اجل انهاء الحرب ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية ولهذه الحرب المروعة الغير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث .
وأضاف: ثقافتنا كمسيحيين ليست ثقافة الحروب والموت والانتقام بل ثقافة المناداة برفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدالة والتي بدونها لا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي.
السلام في ارضنا المقدسة يعني أولا وقف هذه الحرب ووقف ما يحدث في الضفة الغربية وفي القدس وانهاء الاحتلال وممارساته الظالمة لكي ينعم الفلسطينيون بحياة افضل .
لا يمكن ان يكون هنالك سلام على حساب الفلسطينيين وانقاض مدنهم وبلداتهم ولا يمكن ان يكون هنالك سلام مع بقاء الحواجز العسكرية التي تمنع التواصل بين المدن والبلدات والمحافظات في هذه الأرض المباركة والمقدسة .
واستطرد قائلًا: لن يكون هنالك سلام مع بقاء الاحتلال وسياسات التنكيل والاعتقالات واستهداف الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته .
صوتنا الذي يصل الى العالم يجب ان يقول ارفعوا الظلم عن شعبنا واوقفوا ممارسات الاحتلال واولا وقبل كل شيء أوقفوا حرب الإبادة المروعة والتي تستهدف الفلسطينيين ، وما نطلبه من رؤساء الكنائس والمرجعيات الروحية العالمية في العالم نطلبه أيضا من المرجعيات الإسلامية وحتى اليهودية التي لا تؤمن بالفكر الصهيوني ، يجب ان تتوحد الإنسانية كلها في المناداة بوقف هذه الحرب والتي تعتبر وصمة عار في جبين هذه الإنسانية.
ما يهمنا في غزة هو الانسان بالدرجة الأولى الذي يستحق ان يحيا بسلام وامن وامان
وأضاف سيادة المطران أنه في شمال غزة وتحديدا في حي الزيتون هنالك كنيستان وهما كنيسة القديس بورفيريوس الارثوذكسية التاريخية والتي يعود بناءها للقرن الرابع للميلاد وكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية كما والاديرة والمدارس والمؤسسات المرافقة والتابعة لها.
وقد اعلن الإباء المشرفين على هذه الكنائس رفضهم لاخلاء النازحين واللاجئين الموجودين داخل الكنيستين في وقت صدرت فيه تعليمات تقول بأنه وجب على سكان شمال القطاع مغادرته باتجاه الجنوب .
ان اعلان المسؤولين عن هاتين الكنيستين برفض خروج النازحين واللاجئين فيها يأتي من باب الحرص على سلامتهم لانه لا يوجد في القطاع مكان آمن .
ومن يخرجون من شمال القطاع نحو جنوبه يمكن ان يتعرضوا للقنص وللاستهداف ويمكن ان تكون حياتهم مهددة للاخطار .
الكنيسة لن تتخلى بأي شكل من الاشكال عن أولئك الذين لجأوا اليها حتى وفي اصعب الأوقات وأكثرها تعقيدا.
الكنيسة لا تتنصل من مسؤولياتها ورسالتها ومناداتها بأن تتوقف حرب الإبادة.
الكنيسة في غزة لها حضور عريق ورسالة روحية وإنسانية ووطنية سامية وهي تنادي وتطالب كما كل الكنائس في هذه الأرض المقدسة بضرورة ان تتوقف حرب الإبادة فنحن عندما نتحدث عن غزة نتحدث عن غزة كلها بكافة مدنها وبلداتها واحيائها وابنائها ومقدساتها ومؤسساتها .
ما يهمنا في غزة هو الانسان الذي يستحق ان يعيش في ظروف افضل.
نناشد ونطالب مجددا كافة المرجعيات الروحية في العالم بضرورة العمل على وقف هذه الحرب الهمجية حرب الإبادة التدميرية والتي تستهدف كل شيء في القطاع.
نتمنى ونطالب بأن تكون هنالك مواقف واضحة من قبل كافة المرجعيات الروحية في المناداة بوقف هذه المحنة وهذه الكارثة المروعة .
ان دماء ابناءنا في غزة ليست رخيصة وكما تهمنا أوضاع الكنائس والمسيحيين في القطاع هكذا يهمنا كل انسان في القطاع فكلهم اخوتنا وكلهم يستحقون الحياة ولا يستحقون بأن يعاملوا بهذه القسوة وبهذه العنجهية الغير مسبوقة .
اعان الله أهلنا في غزة على هذه المحنة وكان معهم في هذه الظروف المأساوية ومع تمنياتنا بأن يصل صوت الاحرار الى قادة هذا العالم لكي يتحركوا بشكل فاعل لوقف هذا النزيف ووقف هذه الكارثة المروعة .