نبض الحياة.. يا شعوب العالم اتحدوا.. عمر حلمي الغول

في زمن صعود النازية الإسرائيلية الأميركية المتوحشة ضد شعب فلسطين الصغير والاعزل الذي يباد على مرأى ومسمع العالم كل العالم وفي بث حي ومباشر من الفضائيات الفلسطينية والعربية والعالمية، ومع تعاظم أهوال الكارثة الإنسانية وعمليات التدمير الهمجية لأبسط معالم الحياة من شجر وحجر وبنى تحتية ووحدات سكنية ومؤسسات ومدارس وجامعات ومعابد إسلامية ومسيحية وحصار غذائي وطبي لتعميق حرب التجويع والامراض والاوبئة وإخراج المراكز الصحية والمستشفيات لفرض التهجير القسري والتطهير العرقي لأبناء فلسطين عموما وفي قطاع غزة خصوصا من بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم، واستشهاد وجرح ربع مليون نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة للمفقودين تحت الأنقاض واسرى الحرية المعتقلين في سجون ومعتقلات إسرائيل اللقيطة، والمآسي الهائلة والقصص المروعة لعمليات القتل والابادة الجماعية التي لا يمكن ادراجها في هذا العقال، آن الأوان على شعوب الأرض ان تتوحد تحت راية حماية البشرية الممثلة الان بما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني، وحماية القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بعد ان استباحته تل ابيب وسادتها في واشنطن غير العابئين بالسلم والامن الإقليمي والدولي.
يا شعوب العالم من الدول والأمم والأديان والمعتقدات الإنسانية كافة، يا من خرجتم للشوارع والميادين وفي الجامعات والبرلمانات مهرجانات الفن ومباريات الرياضة الإقليمية والعالمية المختلفة لتنتصروا للشعب الفلسطيني المنكوب بالاستعمار الإسرائيلي النازي والمدعوم بكل مقومات البقاء والغطرسة والعنصرية لارتكاب افظع جرائم الحرب اللاإنسانية، عليكم الان واليوم قبل الغد لتوحدوا صفوفكم في إطار عالمي واحد لإنقاذ الشعب الفلسطيني خصوصا والشعوب العربية وشعوب الإقليم وشعوبكم التي تتعرض جميعها لأبشع عدوان في العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، ووقف الفوضى والإرهاب والحروب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية من خلال اداتها الوظيفية دولة إسرائيل الهمجية من اجل السيطرة على شعوب الإقليم والعالم اجمع ونهب ثرواتهم، وإبقاء السيطرة لليانكي الأميركي على مقاليد الأمور في الكرة الأرضية، ووقف عجلة التاريخ والحؤول دون بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وقادر على وقف منظومة الإرهاب العالمي، وحماية هيئة الأمم المتحدة وميثاقها وقوانينها ومعاهداتها الدولية.
إن وحدتكم وتصديكم لغلاة النازية العالمية بقيادة واشنطن وربيبتها تل ابيب ومن يدور في فلكهم من عواصم الشر والفوضى والتخريب والتدمير والبلطجة على سيادة الدول والشعوب والقرصنة على ثرواتها في قارات الأرض المختلفة سيحول دون ذلك، ويعيد الاعتبار للعدالة النسبية، ويحمي حقوق الانسان في ارجاء المعمورة.
أبناء البشرية بغض النظر عن اديانهم ومعتقداتهم الدينية والوضعية: يهودا من غير الصهاينة ومسلمين ومسيحيين باستثناء الافنجليكان والبوذيين والهندوس والسيخ ومن كل الأديان بمختلف مسمياتها، ومن اليسار واليمين والوسط، جميعكم متساوون في الحقوق والعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية الحقيقية، لا ديمقراطية الأكاذيب والتضليل التي يسوقها اباطرة المال والشركات متعددة الجنسيات، والتكافؤ في الاستقلال والسيادة على ثروات بلدانكم، جميعكم مطالب بالوقوف وقفة رجل واحد أمام التغول الوحشي الإسرائيلي الأميركي وإنقاذ الشعب الفلسطيني لصيانة السلم والامن العالميين.
الوقت من ذهب فإن لم تقطعوه قطعكم وادماكم وحولكم لعبيد لقطاع الطريق قراصنة العصر الحديث، انهضوا الان ونظموا صفوفكم وصيغوا ميثاقا لتعاونكم وتكافلكم في دعم الشعب الفلسطيني الأعزل والمنكوب بالإبادة الجماعية، واوقفوا الحرب الهمجية، واضغطوا على حكامكم وانظمتكم السياسية لفرض العقوبات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية الأمنية لعزل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية باعتبارهما دولتي إبادة وحشية، واجزم انكم تستطيعون تشكيل لوبي عالمي فاعل وقادر على فرض مواقفكم الإنسانية المشرفة التي رفعتموها في مختلف انشطتكم وفعالياتكم المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني، عبر وقف الإبادة والموت والمجاعة، وتجفيف الإرهاب والنازية العالمية التي تقودها إدارة ترمب وربيبتها اسرائيل.
أنتم صناع القرار الحقيقي، وأنتم حملة لواء التسامح والتعايش الإنساني، وحماة القانون الإنساني، وأنتم بناة المنظومة العالمية الكفيلة بصيانة العدالة الإنسانية، فالتاريخ لن يرحمكم ان لم تنظموا صفوفكم، وتعمدوا نضالاتكم الإنسانية بمواقف موحدة وجادة لكبح الاخطار التي تتهدد البشرية كلها في افريقيا واسيا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وأستراليا. لا خيار لكم الا ان تتوحدوا وتتكاملوا حيثما كنتم لحماية الكرة الأرضية من قراصنة العصر وغلاته المتوحشين، فالكرة في مرماكم جميعا ودون استثناء، فهل أنتم فاعلون؟
oalghoul@gmail.com
a.alrhman@gmail.com

نبض الحياة
مناسبتان تركتا ندوبا غائرة
عمر حلمي الغول
في طوفان الموت والابادة الإسرائيلية الأميركية للسنة الثانية، الذي شهد ومازال يشهد أقذر وأبشع إبادة جماعية على الشعب العربي الفلسطيني في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، الذي جاء تتويجا وتكريسا لنهج المجزرة والمحرقة والمذبحة المتأصل في الوعي والممارسة الصهيونية والغربية الامبريالية وخاصة الأميركية، وتعمق مع مرور العقود الماضية من الصراع لتحقيق هدف وشعار الحركة الصهيونية “شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب!”، المرتكز على قاعدة نفي وأوسع عملية تطهير عرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ورغم ما حمله الطوفان الإبادوي على الشعب الفلسطيني من كوارث وفواجع واهوال غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ألا ان الإبادة الجماعية لم تفقد الشعب والقيادة والنخب الفلسطينية ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ال43 التي حلت أمس الثلاثاء 16 أيلول / سبتمبر، وذهب ضحيتها بالحد الأدنى 3000 الاف لاجئ فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، التي نفذتها عصابات القوى الانعزالية اللبنانية والمدعومة ومغطاة من قبل جيش الإبادة الإسرائيلي في اعقاب خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان الشقيق الى عدد من العواصم والدول العربية الشقيقة، وما كان له (الجيش الإسرائيلي) احتلال العاصمة العربية بيروت الا بعد ابرام اتفاق بين قيادة الثورة الفلسطينية وفيليب حبيب الوسيط الأميركي، وبعد معارك بطولية طاحنة استمرت 88 يوما بين القوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية وجيش دولة اسبارطة الصهيونية.
ومازالت مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا 16 أيلول / سبتمبر 1982حاضرة في الذاكرة والوعي الفلسطيني أسوة بمجزرة تل الزعتر التي سبقتها في 12 اب/ أغسطس 1976، ولم تندمل، ولن تسقط بالتقادم، لأنها تركت ندوبا غائرة وسوداء في الذاكرة والوعي الفلسطيني والعربي والدولي، كما المجازر الصهيونية الوحشية عشية واثناء وفي اعقاب نكبة أيار / مايو 1948، ومنها مجازر: دير ياسين والقدس عموما وحيفا وكفر قاسم والدوايمة والطنطورة والعباسية والخصاص والعشرات غيرها، وسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه مجرمو الحرب الإسرائيليين أمواتا أو احياء، كما سيحاسب أولئك الانعزاليين مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا وقبلها مجزرة تل الزعتر.
كما لم يكن من الممكن تجاهل استحضار ذكرى توقيع اتفاقية أوسلو ال 32، التي يدفع الشعب الفلسطيني على مدار العامين الماضيين أخطر وأكبر وأغلى فاتورة من الدم الفلسطيني على مدار عقود الصراع الطويلة، وكأحد إفرازات الاتفاقية، لأن المفاوض الفلسطيني لم يقرأ المعادلة الإسرائيلية جيدا، ولم يدقق في الفكر الصهيوني، وغيب من ذاكرته تركيبة النظام السياسي الإسرائيلي، والتحولات الاجتماعية والدينية الخطيرة التي شهدتها الساحة، والإنعطافة الحادة والصاعدة لقوى اليمين الصهيوني الديني والعلماني في الدولة اللقيطة والخارجة على القانون، وارتكز العديد من القيادات والنخب السياسية الفلسطينية على قاعدة تم تداولها بشكل مثير وملفت: أن اليمين المتطرف الصهيوني هو الاقدر على التوقيع وضمان أي اتفاقية “سلام”، وتجاهل الجميع الفرق بين فلسطين قلب المشروع الصهيوني والدول العربية الأخرى، مما أوقع الغالبية في حقل الغام القيادات الصهيونية، وفات الوفد المفاوض والقيادة السياسية الإصرار على ضرورة حسم الملفات الأساسية وإدراجها المباشر في الاتفاقية، وعدم القبول بالفترة الانتقالية الباقية حتى الان دون تنفيذ، حتى انه ترك الباب مفتوحا حول حدود الدولة الفلسطينية، وأبقى الامر عائما لجهة أن أراضيها “متنازع عليها”، والتي حسمت في عام 2012 استنادا الى القرار الاممي 67/19، الذي منح دلة فلسطين مكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة، وأيضا الاكتفاء باعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية دون الاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير واستقلال وحرية الدولة على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، كما ابقى يد الاستيطان الاستعماري طليقا ومفتوحا على الغارب، وترك ملف اللاجئين والقدس العاصمة والامن والمعابر والثروات الطبيعية واسرى الحرية، والملف الاقتصادي والمالي اسيرا لبرتوكول باريس، الذي ابقاها في دائرة التبعية والمحوطة للاقتصاد والغلاف الجمركي الإسرائيلي.
كل ما تقدم وغيره من المثالب والنواقص الذاتية والموضوعية أغرق القيادة والشعب الفلسطيني في متاهات القيادات الإسرائيلية والأميركية الخطيرة، دون اغفال بعض الإيجابيات التي حققتها الاتفاقية في مسألتين هامتين الأولى عودة مئات الالاف من الفلسطينيين لأرض الوطن، والثانية وضع اللبنات الأولى للكيانية الفلسطينية، غير انها لم تَحل دون مواصلة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من تنفيذ مخططها التاريخي والاستراتيجي الاجرامي القائم على نفي الشعب من وطنه الام فلسطين، بالتلازم مع توسيع وتعميق خيار الاستيطان الاستعماري وفرض التطهير العرقي الاوسع والأخطر في زمن الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في جناحي الوطن وخاصة في قطاع غزة. وبالتالي فإن ذكرى اتفاقيات أوسلو تركت بصمات وندوب غائرة في الوعي والذاكرة والحياة الفلسطينية. الامر الذي يتطلب استخلاص الدروس والعبر ومراجعة السياسات على مدار العقود الماضية لتجاوز تداعياتها الخطيرة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

نبض الحياة
الهدف القطري من القمة
عمر حلمي الغول
في اعقاب الهجم الإسرائيلي الأميركي على العاصمة القطرية الدوحة، واستهداف منزل خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يوم الاحد الموافق 9 أيلول / سبتمبر 2025، توالت ردود الفعل القطرية والعربية والإسلامية والدولية والمنظمات الأممية ضد العملية الاجرامية، وتلاها عقد جلسة لمجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء 11 من ذات الشهر، وأصدر بيانا باهتا لا يعكس نهائيا الخطر الذي مثله الهجوم الإسرائيلي على سيادة الدولة القطرية، العضو في هيئة الأمم المتحدة، والوسيط الفعال الى جانب جمهورية مصر العربية وبإشراف الولايات المتحدة الأميركية في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، التي أمنت لقياداتها مكانا آمنا، استنادا الى قرار وموافقة أميركية إسرائيلية، ولتحقيق الأهداف المشتركة لواشنطن وادواتها في تل ابيب والدوحة، مع التفاوت بين أداة وأداة ولصالح الأداة الإسرائيلية اللقيطة والمركزية في الاجندة الأميركية ودول الغرب الامبريالي عموما، كونها تمثل العصا الغليظة ضد الدول العربية ودول الإقليم الشرق أوسطي عموما.
وكنت خلصت في مقال سابق بعد شن الطائرات الحربية الإسرائيلية هجومها على منزل الحية، وسقوط 6 ضحايا، وعدد آخر من المصابين من اسرة رئيس الوفد المفاوض في حركة حماس ومرافقيه، الى نتيجة مفادها، ان الضربة هدفت الى دفن الدور القطري في الوساطة، وضمنا الدور المصري، وإبقاء التفاوض بالنار وحرب التجويع والابادة الجماعية وصولا لإرغام حركة حماس لرفع الراية البيضاء، وتسليم الرهائن الإسرائيليين دون مقابل، وتحقيق التهجير القسري للفلسطينيين عموما من قطاع غزة، وافساح المجال لإقامة “ريفيرا ترمب الشرق أوسطية” على شواطئ غزة.
وكما أفادت مصادر إسرائيلية وغربية وخاصة أميركية وعربية ومن حركة حماس نفسها، ان وفدها المفاوض الذي استهدف نجا من الضربة الإسرائيلية، ولم تحقق العملية الإسرائيلية الاجرامية النتائج المرجوة، بل عمقت ووسعت عزلة إسرائيل بسبب عدوانها الغاشم على الدولة القطرية، مما ترك بصمات على الرسالة الإسرائيلية المتغطرسة والماجنة. أضف الى ان قيادة الدوحة ممثلة بالأمير تميم ورئيس وزرائه محمد بن عبد الرحمن ال ثاني لم توجه اية اتهامات للإدارة الأميركية، لا بل العكس صحيح، صرح رئيس الحكومة ان العلاقات الثنائية الأميركية القطرية أعمق من السابق، وقبلت بنص البيان الباهت والهابط الصادر عن مجلس الامن الدولي ارضاءً لأميركا، الذي لم يذكر اسم دولة إسرائيل نهائيا، وانما وجه الإدانة لفاعل مجهول الهوية.
وبدعوتها مع عدد من الدول العربية للقمة العربية الاسلامية المشتركة التي بدأت أعمالها أمس الاثنين 15 أيلول / سبتمبر الحالي بمشاركة الملوك والرؤساء والامراء ال57، لم يكن الهدف من القمة القطيعة مع الإدارة الأميركية، أو قطع العلاقات مع دولة إسرائيل وإلغاء الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والأمنية العسكرية، ولا حتى اغلاق باب المفاوضات معها، وانما أراد حكام الدوحة إعادة الاعتبار لدورها في المفاوضات، والرد على إسرائيل وحكومتها ان خيارها فشل، على اعتبار ان هذا الهدف يعتبر “أثمن انجاز” للدولة القطرية والموقعين على بيان القمة المشترك المنشور في وسائل الاعلام أمس.
ويبدو من خلال قراءة نتائج اللقاءات بين بن عبد الرحمن آل ثاني وأركان القيادة الأميركية وعلى رأسهم دونالد ترمب في 11 و12 سبتمبر الحالي في البيت الابيض، ان واشنطن شاءت ذر الرماد في عيون حكام قطر من خلال ابقائهم لبعض الوقت في دائرة الوساطة، ولكن ليس وسيطا دائم، وانما لفترة وجيزة، حتى تنتهي غيمة الهجوم الإسرائيلي الاجرامي السابق، وإعادة صياغة سيناريوهات جديدة لمواصلة الإبادة على الشعب الفلسطيني وتحقيق المآرب والاهداف الصهيو أميركية من الحرب الكارثية على قطاع غزة خصوصا والوطن الفلسطيني عموما.
ورغم ان زيارة ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركية أول أمس الاحد الى إسرائيل كان مخطط لها قبل هجوم الدوحة الإسرائيلي، الا ان تبعات الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ادرجت في برنامج الزيارة، ونقل الوزير الأميركي لنتنياهو وفريقه الرؤية الأميركية تجاه الدور القطري في الفترة القريبة المنظورة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

نبض الحياة
حرب الأبراج وفناء غزة
عمر حلمي الغول
تنفيذا لخطة دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة وصهره جاريد كوشنير واداتهم الرخيصة توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ومعهم قائد فريق الإبادة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان ائتلافه الحاكم بطرد السكان الفلسطينيين بغالبيتهم الساحقة، إن لم يكن جميعهم من قطاع غزة، في أوسع وأبشع عملية تطهير عرقي في تاريخ الصراع العربي الصهيو أميركي، بالتلازم مع ذلك، يتم عن سابق تصميم وإصرار تدمير مئات الاف الوحدات السكنية والمؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية والمدارس والجامعات والمعابد والمتاحف والاثار والمراكز الثقافية، وإخراج المستشفيات والمراكز الصحية من الخدمة، وفرض حرب التجويع والامراض والاوبئة لتحقيق الغاية الاستعمارية المتمثلة ببناء “ريفيرا الشرق الأوسط” على شواطئ غزة، ونهب النفط والغاز، والعقارات وبناء الابراج ناطحات السحاب، وإقامة خمس مدن للهاي تيك والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات الدقيقة، التي تتكئ على قاعدة ارتكاز ايديلوجية مشبعة بالميثولوجيا والاساطير، التي تنفي عن الشعب العربي الفلسطيني مكانته الإنسانية والوطنية، وتعتبره درجة ثانية او ثالثة من درجات الإنسانية، ويفترضون انهم مجرد عبيد لا أكثر ولا أقل، لا يستحقون الحياة اسوة بالجنس الأبيض العنصري في بلاد الغرب عموما.
ولا اضيف جديدا للتأكيد على، أن هذا المخطط الإبادوي الوحشي هو الامتداد الطبيعي لفلسفة وسياسة وجرائم الاستعمار الغربي التاريخية الممتدة من قبل نشوء عصر النهضة نهاية القرن الخامس عشر وحتى اللحظة التاريخية الراهنة، حيث لم تكن الحروب الصليبية الملفعة بثوب اللاهوت والاساطير والخزعبلات، الذي شوهه المزورون بأكاذيب وخرافات مازالت تعبث في وعي وسلوك الملايين من اتباع العهدين القديم والجديد، وخاصة اتباع الديانة اليهودية من الصهاينة، والانجليكان المسيحيين المتصهينين الذين خلقوا وهيأوا الشروط الذاتية والموضوعية للمشروع الصهيوني الوظيفي، ووضعوا مداميكه الأولى بعد مؤتمر بازل بسويسرا 1897، بمؤتمر كامبل نبرمان 1905/1907، وما تلاه من اتفاقية سايكس بيكو 1916، ووعد بلفور 1917 الخ من السلسلة الطويلة من خطط واهداف المؤامرة التاريخية، وتأمين الشروط السياسية والاقتصادية والقانونية والثقافية والدينية لوضع أعمدة تأسيس دولة إسرائيل اللقيطة على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948، بعدما نظموا تهجير يهود الخزر (القبيلة ال13) ومن تم استقطابه لقطاعات واسعة من يهود القبائل (الاسباط) ال12 الأخرى، واستنادا الى قرار التقسيم الاممي 181 الصادر في تشرين ثاني / نوفمبر 1947.
ولم يكتف الغرب الامبريالي بإقامة إسرائيل في الأرض الفلسطينية العربية، بل شكلوا لها الحصانة السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، وكانوا الداعم الأساس في مجالات الحياة كافة، لكي تبقى أداة وظيفية في خدمة المصالح الحيوية لنيوليبرالية الأميركية خصوصا والغربية عموما، والعصا الغليظة على رأس العرب ودول الاقليم في الشرق الأوسط، وبقدر ما أعطى الغرب إسرائيل وساهم في تعزيز مكانتها اللقيطة في الإقليم والعالم، بقدر ما ضاعف من أمتهان الغرب العرب عموما واشقائهم الفلسطينيين خصوصا، وتم تدريجيا تمزيق الوحدة الشكلية للعرب، وحرفوا بوصلتهم عن أمنهم القومي الاقتصادي والعسكري من خلال زرع أدوات تابعة ومتهالكة، لا هم لها سوى البقاء على كرسي الحكم، حتى لو دفعت تريليونات الدولارات جزية لسيد البيت الأبيض العنصري بامتياز، كما أطلقوا يدها (إسرائيل) بشكل غير مسبوق في الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني عموما وفي قطاع غزة خصوصا على مدار العامين الأخيرين منذ السابع من تشرين اول / أكتوبر 2023 وحتى الان، ومازالت نيرانها مشتعلة وآلة تدميرها تطحن الأرض والشجر والحجر والهواء والانسان بشكل فاق كل وصف، ودون الفصل بين ما يجري في ال24 شهرا الماضية وبين تاريخ الصراع الطويل.
نعم الرئيس الأميركي ومعه رجل إسرائيل القوي نتنياهو في عجلة من امرهم لبلوغ هدف الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني في غزة لتحقيق التهجير القسري للمليونين و300 ألف مواطن فلسطيني، وهذا تطلب من آلة الموت والدمار العسكرية الفتاكة والأكثر حداثة بمسابقة الزمن في تحقيق اعلى نسبة تدمير هائلة وغير مسبوقة، عبر تعميق وتوسيع عمليات المسح للوحدات السكنية، وإزالة كل معلم من معالم الحياة الادمية، كما حصل في رفح وجنوب خانيونس وفي محافظة الشمال في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا واحياء الشجاعية والزيتون والتفاح والدرج شرق مدينة غزة، المدينة المركزية للقطاع، حيث قام الجيش الإسرائيلي بتدمير ما يزيد عن 1600 بناية سكنية، وما يفوق 13000 خيمة في الآسابيع الأخيرة، وتهجير ما يتجاوز 350 الف مواطن من شرق غزة فقط الى وسط وغرب المدينة، دون وجود ادنى مقومات الصمود والبقاء، ومازالت الطائرات والمدافع والدبابات والزوارق البحرية الحربية تواصل القصف الهمجي بشكل جنوني يفوق ما كان سابقا لتضييق الخناق على أبناء الشعب وارغامهم على النزوح والتهجير القسري الى الجنوب.
ومن الأبراج التي استهدفت وسيتم اليوم ولاحقا استهدافها وفق الخريطة الإسرائيلية التي نشرت: أبراج الزهارنة 1 و2 و3، أبراج الظافر 1و2و3و4و5و7و9 و10، أبراج مشتهى 2و3و4و5 و6 و7 و8، اباج الملش من 1 الى 31، أبراج المهندسين 1و2و3و5، أبراج الرائد 1و2و3، أبراج الكرامة ال15 برجا، أبراج المقوسي ال 13 برجا، أبراج تل الهوى تبقى منها 12 برجا، أبراج النخبة 1و2و3و4و5، أبراج الغفري 1و2و3و4و5و6، أبراج الشروق 1و2و3و، بلاج النور وبرج سهاد وبرج شوا وحصري، وغيرها من الأبراج الهدف منها فناء المدينة والقطاع عموما من رفح جنوبا الى بيت حانون وبيت لاهيا شمالا ومن الشرق الى الغرب، وتسوية الأبراج والابنية والمعابد والمؤسسات والمستشفيات والجامعات والمدارس بالأرض، وتهجير السكان جميعا منها لإخلائها، حتى يستولي الرئيس الأميركي سمسار العقارات ومعه صهره كوشنير وعرابهم البريطاني الرخيص واداتهم نتنياهو على مساحة القطاع الكلية ال365 كم2 لبناء مشروعهم الكولونيالي على الأرض الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة.
ورغم هول الكارثة والفاجعة والابادة ونزوح مئات الالاف من الفلسطينيين الى الجنوب من الشمال والوسط، الا أن مشروعهم لن يرى النور، وستتحطم طموحاتهم على صخرة صمود الشعب وتمسكه بترابه الوطني، ورفضة الاستسلام مهما كانت التضحيات، وقادم الأيام سيحمل الجواب بعيدا عن الخزعبلات والتمنيات والاسقاطات الرغبوية، وتحديدا بالاستناد تمسك الشعب بالأرض والوطن ورفض التهجير القسري والى التحول النوعي والايجابي في الرأي العام العالمي بشقيه الأهلي والرسمي، والاعتراف بالدولة الفلسطينية والحقوق السياسية والقانونية والاهداف والثوابت الوطنية.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

نبض الحياة

خطوات هامة تحتاج لقوة دفع
عمر حلمي الغول
خلال الأيام الماضية تتالت المواقف الدولية الداعمة للشعب الفلسطيني ودعم خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، حيث أصدرت الجمعية العامة أول أمس الجمعة قرارا بأغلبية كبيرة (142 دولة صوتت لصالح قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، عارضته 10 دول، وتحفظت 12 دولة)، وصدر مرسوم ملكي في اسبانيا (8/9) بتحريم تصدير السلاح الى إسرائيل، كما صرح رئيس الوزراء الاسباني بموقف هام، قال فيه، أنه لا يملك أسلحة نووية ليفرض وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، وهو لا يقصد القاء السلاح على إسرائيل، انما للتلويح به لإلزامها بوقف الكارثة والمجاعة، فضلا عن اعترافها عام 2024 بالدولة الفلسطينية مع عدد من الدول الأوروبية. كما صوت البرلمان الأوروبي يوم الخميس الماضي (11/9) على قرار بضرورة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية بأغلبية 305 نواب مقابل معارضة 151 نائبا، وامتناع 122 اخرين، ويدعم القرار الجديد اقتراح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بتعليق جزئي للجوانب التجارية في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وفق ما أورد موقع “بوليتيكو”، ويعد هذا أول قرار مشترك للبرلمان بشأن الوضع في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع بعد 7 تشرين اول / أكتوبر 2023،
أضف الى أن أكثر من 300 سفير ومسؤول بارز سابق في الاتحاد الأوروبي طالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف “الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة وتخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.” وشددوا في رسائل موجهة الى مؤسسات الاتحاد الأوروبي وقادة الدول السبع العشرين الأعضاء على ضرورة فرض عقوبات على أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بشكل فوري. وطالبوا (13) دولة أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين أسوة ب (147) دولة عضوا في الأمم المتحدة قامت بذلك، وحثوا على ضرورة عقد اجتماعات طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لاعتماد عقوبات ضد إسرائيل، داعين واشنطن الى التراجع عن القيود المفروضة على الممثلين الفلسطينيين، وممثلي الأمم المتحدة داخل المنظمة الدولية.
هذه الخطوات وغيرها من الخطوات الهامة التي اتخذتها دول اخرى من الاتحاد الأوروبي وقارات افريقيا وأميركا اللاتينية واسيا، غير ان كافة الخطوات التي بادرت لها تلك الدول لم تحدث التحول المطلوب لجهة وقف الإبادة الجماعية ورفع الكارثة الإسرائيلية الأميركية الوحشية عن الشعب العربي الفلسطيني، وإدخال المواد الاغاثية الإنسانية لقطاع غزة للحؤول دون تفشي المجاعة والامراض والاوبئة أكثر فأكثر في أوساط الأطفال والنساء ومجموع أبناء الشعب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي كليا من القطاع، والشروع بإعمار ما دمرته الإبادة الجماعية، وقطع الطريق على التهجير القسري والتطهير العرقي الاوسع والابشع من النكبة الأولى عام 1948، الامر الذي يتطلب البحث عن خطوات أكثر قوة وجدية أعلى لوقف الفاجعة الأخطر على الشعب الفلسطيني.
وعلى أهمية هذه المبادرات الإيجابية والشجاعة، فإنها تتطلب تشكيل لوبي عالمي من مختلف القارات، بغض النظر عن التباينات والخلافات بين الدول والقوى المؤثرة في الملفات الدولية الأخرى، للضغط على الإدارة الأميركية ودولة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لوقف الإبادة الوحشية فورا وبشكل دائم، وما لم تتكاتف القوى والدول وفي مقدمتها الأقطاب الدولية ذات الثقل السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والعسكري ستبقى دولة إسرائيل اللقيطة ماضية في مخطط الإبادة النازية الأخطر على الشعب الفلسطيني خاصة والدول العربية، الامر الذي بالضرورة سيهدد الأمن والسلم العالميين، واستباحة القوانين والقرارات الأممية والمؤسسات الاممية. وهو ما يفرض الذهاب لمجلس الامن وانتزاع قرار وفق الفصل السابع لإلزام إسرائيل بوقف حربها الهمجية.
إذا آن الأوان للانتقال لخطوات عملية بقوة دفع شديدة ومؤثرة لوقف المحرقة الجديدة، وإنقاذ من تبقى من الشعب الفلسطيني، وعدم تمدد دوامة الكارثة لدول إقليم الشرق الاوسط برمته، وانقاذه من الاخطار التي تهدد بتفاقم الازمات وفتح الافاق واسعة أمام تصاعد وتيرة العنف والإرهاب والحروب وولوج الإقليم والعالم حافة الهاوية، وتهديد البشرية عموما. فهل يرقى العالم لذلك؟
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com