الحديث عن دولتين أدى للإبادة الجماعية.. أ.د. مازن قمصية

أنهى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دراسةً تؤكد ما خلصت إليه جميع منظمات حقوق الإنسان، وهو أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية وفقًا لتعريف القانون الدولي (https://www.ohchr.org/ar/
). في نفس الوقت تفشل الحكومات الفاسدة حول العالم في اتخاذ إجراءات جادة أو حتى تستمر بدعم الإبادة الجماعية بشكل مباشر عبر الدعم الاقتصادي والعسكري. ويشمل ذلك غالبية الدول العربية والإسلامية الـ 57 التي اجتمعت مؤخرًا في قطر. صوّتت 142 دولة لصالح حل الدولتين في الأمم المتحدة. ولكن في كتابي الصادر عام 2004 بعنوان “مشاركة أرض كنعان”، شرحتُ كيف اخترع بن غوريون أسطورة “حل الدولتين” قبل مئة عام لدعم الاستعمار. إنها مثل “المعاهدات” الأمريكية مع الأمريكيين الأصليين. شرحتُ كيف أن النضالات الاستعمارية المناهضة للاستعمار لا تملك سوى ثلاثة سيناريوهات/نتائج محتملة: النموذج الجزائري (إزالة المستعمرين)، والنموذج الأمريكي/الأسترالي (الإبادة الجماعية)، ونموذج بقية العالم (دولة واحدة لأحفاد المستعمرين والمستعمرون). لا يوجد سيناريو رابع حقيقي. إنها أسطورة وسراب، وبشكل أدق ستار دخاني لدعم الاستعمار. البيانات التي تدعم هذا المنطق ساحقة. كان هذا هو الحال قبل ثمانية عقود. كان هذا هو الحال عندما قبل ياسر عرفات (عن جهل أو سوء نية) الإملاءات الإسرائيلية الأمريكية لحل منظمة التحرير الفلسطينية ونبذ المقاومة لإنشاء “سلطة فلسطينية ذاتية الحكم” المزعومة (اتفاقيات أوسلو 1993-1994). كان الجميع يعلم حينها أن هذا يُطبّع الاستعمار، والنتيجة الآن جلية للعيان: ترسيخ الفصل العنصري، وتوسيع الاستعمار، وتقوية النظام، والتطهير العرقي، وتفاقم الإبادة الجماعية، والإبادة البيئية، وإبادة المدارس، وإبادة الطب، وإبادة الحقيقة والفساد. وقد بات واضحًا بشكل متزايد حتى لمن أيدوا (عن جهل أو سوء نية) الحديث المتواصل عن “حل الدولتين” والاعتراف بدولة فلسطينية وهمية، أن هذا لا يُسهم إلا في استمرار الإبادة الجماعية والفصل العنصري. إن الخطاب الأفضل الذي تُنادي به منظمات المجتمع المدني ومئات الملايين من النشطاء حول العالم هو إخضاع إسرائيل لمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) حتى تُمنح الحقوق الأساسية للفلسطينيين (وخاصة حق العودة وتقرير المصير). انظر bdsmovement.netالإحتمال الآخر هو حرب عالمية تنتهي فيها ما سميت الحضارة البشرية
لكن لنسمع أصوات أهلنا وثم نتحرك (ولنا قوة كبيرة). هنا هيام وما كتبته لي خلال الأيام الأربعة الماضية من غزة (هذا الواقع لمليوني من شعبنا الغزاوي المتبقي بعد استشهاد نصف مليون)
https://popular-resistance.