لا توجد هنالك قوة قادرة على شطب وجود الشعب الفلسطيني.. المطران عطالله حنا

ان خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة كان مليئا بالمغالطات التاريخية وتحريف الحقائق والوقائع وخاصة عندما نصب ذاته محاميا عن المسيحيين وكلنا نعرف ما هي أسباب الهجرة المسيحية ومن الذي يغذيها وما هي أسبابها الحقيقية ، ولكنه أيضا تحدث عن الفلسطينيين بطريقة فيها الكثير من الكراهية والعنصرية وكأن الفلسطينيين جميعا هم ثلة من القتلة والمجرمين والذين لا يفهمون الا لغة الوعيد والتهديد والموت.
يجب ان يعرف السيد نتنياهو بأن تراجع اعداد المسيحيين في هذه الأرض المقدسة تعود الى سياسات الاحتلال والاسوار والحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطيني من ان ينتقل من مكان الى مكان ، ناهيك عما حدث في نكبة عام 48 و67 وما يحدث اليوم في قطاع غزة.
أما تحريضه على الفلسطينيين فهو مرفوض فالفلسطينيون ليسوا إرهابيين بل هم شعب مثقف يعشق الحياة والحرية والكرامة الإنسانية وهم ضحية الإرهاب الممارس بحقهم .
ما حدث يوم ال7 من أكتوبر لا يمثل كل الشعب الفلسطيني وثقافته وهويته ولا يجوز ان ينعت شعب بأسره بأنه داعشي واجرامي وقاتل.
ان تصريحات نتنياهو تبرز للعالم بأسره بأن هذا الرجل لا يفتش عن السلام ولا يسعى من اجل السلام بل يريد القضاء على وجود الشعب الفلسطيني ويريد القضاء على إمكانية نيل الفلسطينيين لدولة مستقلة كما انه يسعى لشطب القدس من القاموس الفلسطيني.
يجب ان يعرف نتنياهو وزمرته بأن الفلسطينيين بغالبيتهم هم شعب مثقف ويرفضون مظاهر العنف والإرهاب ويعشقون هذه الأرض وينتمون اليها.
اذكر نتنياهو بأن افضل الأطباء والمبدعين والمثقفين في الداخل وفي المستشفيات هم من العرب الفلسطينيين اهل هذه الأرض الأصليين وهم يقدمون خدماتهم لجميع المرضى ولجميع من يأتون الى المستشفيات بغض النظر عن الانتماء الديني او العرقي.
الفلسطينيون شعب مبدع حيثما حل الفلسطيني في هذا العالم وما اكثر الفلسطينيين الموجودين في بلاد الانتشار والذين بغالبيتهم هم مثقفين ومبدعين ويمثلون وطنهم وشعبهم بشكل رائع ومميز .
اعتقد بأن الرد على مهاترات نتنياهو كانت واضحة من خلال الوفود التي خرجت فلم يبقى في القاعة الا عدة اشخاص كانوا يصفقون لنتنياهو ومهاتراته واكاذيبه وتحريضه وهم بذلك اضحوا شركاء في هذه السياسة العنصرية القمعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني .
نقول بأننا نرفض مظاهر الحروب ومظاهر الإرهاب والعنف والعنصرية والكراهية وما يحتاجه عالمنا اليوم هو العدالة والسلام وبناء جسور المحبة بين الانسان واخيه الانسان وليس بناء جدران واسوار عنصرية وبوابات حديدية كتلك المنتشرة في الضفة الغربية .
وفي الختام أقول بأنه لا نتنياهو ولا غيره هم قادرون على شطب وجود الشعب الفلسطيني وهو شعب موجود وسيبقى موجودا متمسكا بثوابته وانتماءه لهذه الأرض وحقه المشروع في ان يعيش بحرية وكرامة وسلام وامن وامان في وطنه والذي لا وطن له سواه.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 29/9/2025