نبض الحياة.. الوقت من دم.. عمر حلمي الغول

قبل ان اناقش ازمة بنيامين نتنياهو، سأتوقف أمام تصريح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس الثلاثاء 30 أيلول / سبتمبر الماضي، الذي أعلن فيه، “إن قطر ومصر سلمتا في وقت متأخر أول أمس الاثنين خطة الرئيس دونالد ترمب الى الوفد المفاوض في حركة حماس، مؤكدا ان الحركة وعدت بدراسة هذه الخطة بمسؤولية.” وأضاف أن اجتماعا سيعقد مساء أمس (التصريح قبل عقد الاجتماع) بحضور الوفد التركي “للدفع باتجاه المضي قدما في التفاوض.”، وأعرب عن تفاؤله إزاء الخطة “لكونها شاملة.”
والملفت للنظر في تصريحه، بغض النظر عن التوافق أو الاختلاف معه في استنتاجه بشأن شمولية الخطة من عدمها، حينما حاول الإشارة الى أن وفد حماس المفاوض وعد بدراسة الخطة الأميركية “ومازال الوقت مبكرا للرد.” موضحا لأن قطر راضية عن الضمانات الأمنية الأميركية التي تقلتها في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على الدوحة. شخصيا لم أفهم أو استوعب، ولا تجرعت موقف الانصاري القطري، وهو يتحدث عن “الوقت المبكر للرد على الخطة!” كيف؟ وعلى أي أساس “الوقت مبكرا للرد؟ ما هي معايير وحسابات الناطق القطري باسم الخارجية للاعتقاد بأن الوقت مبكراً؟ هل مازال لأبناء الشعب في قطاع غزة وعموم الوطن مزيد من القدرة على تحمل ويلات وفظائع ومآسي حرب التجويع والابادة الجماعية ونزيف الدم المتدفق كشلال من الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء عموما كل ثانية ودقيقة وساعة؟ وهل هناك مزيد من الوقت وترف الانتظار؟ الم يكفِ عامين من جرائم الإبادة الإسرائيلية الاميركية القذرة المتوحشة؟ ولا أعرف ما هي حكمة وخلفية السيد الأنصاري في الادعاء بأن “الوقت مازال مبكرا”؟ وهل يفترض تضييع الفرص مجددا، استمراءً لذات النهج والسياسة التي اتبهجتها حركة حماس خلال العامين الماضيين؟ والم تكن مسودة الخطة عند قيادة الحركة؟ ألستم أنتم القطريون ومعكم حلفاؤكم الاتراك من ساهم في صياغة الخطة، أو كما ذكر الرئيس رجب طيب أردوغان، بانه وضع لمساته على الخطة، بتعبير آخر، كونكم على علم وتماس بالخطة ولديكم مسودتها التي وافقتم عليها في الاجتماع المشترك مع الرئيس ترمب في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة ال 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ورحبتم بها، وبالتالي وضعتم حلفائكم في حركة حماس في صورة محتوياتها، أي كان عندهم الوقت الكافي لمراجعتها والتدقيق في نقاطها وتفاصيلها؟
لا أضيف جديدا، إذا ما اكدت بأن الخطة تتضمن نقاطا أساسية وذات أولوية مركزية بالنسبة للشعب والقيادة الفلسطينية منها: أولا وقف الحرب فورا وبشكل دائم بعد موافقة الطرفين إسرائيل وحماس عليها؛ ثانيا اسقاط هدف التهجير القسري الأميركي الإسرائيلي لأبناء القطاع من أرض الوطن؛ ثالثا ادخال المساعدات الإنسانية بكافة مشتقاتها وبكميات كبيرة دون قيد او شرط، ووقف حرب التجويع القاتلة التي تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ وعموم الشعب في القطاع، وهذا ما ذكره الانصاري في تصريحه بالقول ” هدفنا هو انهاء الحرب ونهاية التجويع في غزة”؛ رابعا وضع خطة تنموية اقتصادية مالية لإعادة اعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية الأميركية؛ خامسا انسحاب حركة حماس من المشهد السياسي، وتسليم سلاحها لأجهزة الامن الفلسطينية او لمصر الشقيقة؛ سادسا تولي اللجنة الإدارية الفلسطينية من التكنوقراط مسؤولياتها المؤقتة لحين تولي منظمة التحرير والدولة الفلسطينية وحكومتها ولايتها السياسية والقانونية والإدارية والأمنية على القطاع وعدم فصله عن الضفة الفلسطينية؛ سابعا انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بشكل كامل بعد الأفراج عن الرهائن الإسرائيليين وأسرى الحرية الفلسطينيين.
ولا يفوتني أن أؤكد بأن الخطة مليئة بالنواقص والمثالب والالغام، ولكن إذا كانت الأولويات المذكورة أعلاه مذكورة بشكل واضح في الخطة، فإن المطلوب العمل فورا الموافقة عليها دون تردد، حتى لا يعطى بنيامين نتنياهو وائتلافه النازي الذرائع والتهرب من استحقاقات تنفيذ الخطة. لا سيما وان رئيس الحكومة الاسرائيلية ذكر في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس دونالد ترمب أول أمس الاثنين، انه سيرمي الكرة في ملعب حركة حماس، إذا لماذا لا تقطع عليه حركة حماس الطريق وتلقي الكرة في مراماه وتعمق التناقضات بينه وبين اركان ائتلافه الذين توعدوه بعظائم الامور، إذا كانت معنية بمصير الشعب وحماية من تبقى من الاحياء من أبنائه، وانهاء حرب التجويع والامراض والاوبئة والابادة الجماعية. آن الأوان الان وليس غد وقف الإبادة الجماعية لحماية الدم الفلسطيني الذي نزف وينزف بشكل مروع من أبناء الشعب الفلسطيني.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com