مالك بن نبي كما يراه مهنا الحبيب.. معمر حبار

مهنا الحبيل: “مالك بن نبي، المهندس القرآني، قراءة في كفاحه ونظريته القرآنية”، خواطر، اسطنبول، تركيا، الطبعة الأولى 1447ه -2025، من 100 صفحة.

مقدمة القارئ المتتبّع:

يضمّ الكتاب: مقدمة، وتمهيد، والباب الأوّل، والباب الثّاني.

طبعة خواطر: في غاية الإتقان، والجودة، والجمال، والسّهولة، والقراءة، والمتابعة، وتسجيل الملاحظات، والوضوح.

المقدّمة: 11-14

الحضارات عند مالك بن نبي تظلّ في مساحة اشتراك واشتباك. 13

ومالك بن نبي يطرح الحضارة في مسارين: الجوهر والآلة، فالجوهر يقينا في الإسلام. 13

تمهيد: 15-18

مسيرة مالك بن نبي هي دعوة عالمية للحرية الإنسانية. والقرآن هو أساس الجهاد الفكري عند مالك بن نبي. 17

الباب الأوّل: حياته وكفاحه ومعاناته: 21-71

يرى مالك بن نبي أنّه من الخطإ أن تفصل الحضارات بسور حديدي. ويؤمن أنّ الميراث الحضاري مشترك. 22

مالك بن نبي والمسألة اليهودية:

تطرّق الكاتب في صفحة 28 إلى نظرة مالك بن نبي لليهود. وعليه أضيف:

القارئ لمذكرات مالك بن نبي يقف على نظرة مالك بن نبي لليهود من خلال أمثلة عاشها في الجزائر، وفرنسا. ونقلها بصدق وأمانة.

لكن القارئ لكتابه “المسألة اليهودية[1]“. يقف على عمق فكر مالك بن نبي. وهو يضع القواعد لفهم جوهر اليهود. والذي لم يتغيّر، ولن يتغيّر. وقد كان مبدعا في هذه النقطة. وقد كتبنا عبر المقال الأوّل[2]، والثّاني[3]. ولذلك أنصح بقوّة قراءة “المسألة اليهودية” للاستفادة منه، والتحصّن به، والوقوف على حقيقة اليهود الثّابتة.

مالك بن نبي: انتقد الجميع وليس ابن باديس فقط:

قول الكاتب: “رغم نقده الحاد الذي وصل لابن باديس” 30.

يفهم منه –وهو ما لم يذكره الكاتب صراحة-، أنّ: مالك بن نبي يمكن غضّ الطرف عن نقده للآخرين. إلاّ الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه. وكأنّه خطّ أحمر لا يمكن أن “يصله” المرء.

الحقيقة التي يجب ذكرها، أنّ مالك بن نبي انتقد الجميع ودون استثناء. وعبد الحميد بن باديس واحد من الكثير الذين انتقدهم. لأنّه “وصل” إلى الجميع. وليس ابن باديس فقط.

أقف مع الكاتب في كون “وصول” مالك بن نبي لابن باديس كان “حاد”. لكن لابد من إضافة: كان “حاد” مع الجميع ودون استثناء. وليس مع ابن باديس فقط. ورحم الله الكبار.

أقف مع الكاتب، وهو يقول: ومع أنّه شدّد هجومه على الجمعية “إلاّ أنّه أبقى تقدير ابن باديس حيا في روحه وتعبيراته”. 54

مالك بن نبي والإخوان المسلمين:

قال: “رفض مالك بن نبي التداخل مع أية كيانات إسلامية في مصر، كالتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين، رغم ثنائه على الإمام حسن البنا، إضافة إلى رفضه منهجية التفكير الأزهري”. 33

مالك بن نبي في مواجهة الجميع:

واجه مالك بن نبي: الاستدمار الفرنسي، والقابلية للاستدمار، وماسينيون (وكلّ من يحمل فكره، وحقده)، ونظرة الجزائريين له وللاستدمار، والوسائل المستعملة ضدّه.

34

علاقة باريس برحلته الأخيرة:

“مالك بن نبي إذا يمثّل حالة تمرّد فكرية مفاجئة”. 36

النبوغ الذي أقلق فرنسا: 38

“يهدم مالك بن نبي عبر ظاهرته القرآنية النموذج المزيّف للاستشراق القرآني”. 40

مالك بن نبي يستثني هوار بومدين:

تطرّق الكاتب عبر عنوان: “تقاطعات جبهة التحرير الوطني”، الممتد عبر صفحات: 45-47. إلى انتقاد مالك بن نبي لقادة الثّورة الجزائرية. وعليه أضيف هذه القراءة ولأوّل مرّة في حياتي:

حين انتقد مالك بن نبي قادة الثّورة الجزائرية. لم يكن يقصد هواري بومدين. لأنّه لا يعرفه. ولم يظهر على وسائل الإعلام. وكان الخجول الكتوم. الذي يفضّل عدم الظّهور على وسائل الإعلام. وهذا سرّ من أسرار قوّته. ولم يكن يعرف الاستدمار الفرنسي عنه شيئا. وقد كتب فرنسي كتاب في هذا الشّأن[4]. وعرضنا الكتاب عبر 13 عمل من مقال، ومنشور. لمن أراد الرّجوع إليها.

حول تاريخ الثّورة الجزائرية ومالك بن نبي: 48-52

قال: “كان مالك بن نبي يصرّ على أنّ المفاصلة مع المنظومة الفكرية ضرورة”. 50

“ظلّ مالك بن نبي على موقفه من طهارة ابن باديس”. 51

قال: يعتمد كفاح مالك بن نبي على: 52

المفاصلة مع الإرث الفرنسي الفكري. التحرّر من الفرنكوفونية والقابلية لها.

توتّر مالك بن نبي الشّديد: 53-56

قال: “غضب مالك بن نبي ساهم في تعزيز حصاره”. 53

أضيف: ذكر مالك بن نبي موقفه من الجمعية في بعض كتبه. وليس فقط في “العفن”.

الغضب من الصوفية (الصوفية): 57-61

أقول: أقف مع الكاتب في وقوفه مع جهاد الصوفية ضدّ المستدمر الفرنسي، وطرده. ووقوف مالك بن نبي ضدّ “الصوفية السّلبية. وأنّه انتقد “الروح السلبية” للصوفية. وليس الصوفية، ولا جهادها، ولا عظمتها”. 58-59

مراجعات نقدية لنماذج مالك بن نبي: 63

أقول: انتقد مالك بن نبي الصوفية، والجمعية التي انتقدت الصوفية، والأزهر، والزيتونة، وقادة الثّورة الجزائرية، والاستدمار، والقابلية للاستدمار، وغيرهم من العرب.

ومن الخطإ اعتبار مالك بن نبي انتقد جهة أو شخص، دون الجهات والأشخاص.

مالك بن نبي والدعوة الوهابية:

أقول: انتقاد مالك بن نبي للصوفية، والأزهر، والزّيتونة، والجمعية، وقادة الثّورة الجزائرية. لا يعني أبدا أنّه يتنكّر لرجالها، وإيجابياتهم. ويعرف أنّه “خرّجت عقولا إسلامية شرعية”. كما جاء في صفحة 64

الباب الثّاني: نظرية الظّاهرة القرآنية: 74

قال: “هيمن العمق القرآني على روح مالك بن نبي. ولذلك نرى دوما أنّ مالك بن نبي يؤسّس لعقيدته الفكرية من خلال الظّاهرة القرآنية”. 74

“كان مثقفا ضليعا في قراءة وهضم الفلسفة الغربية والفرنسية على الخصوص. وبالتّالي انتهج مالك بن نبي مسلكا متمرّدا، بعد أن تمكّن الإيمان القلبي والاستيعاب المعرفي من قناعته، فأعلن ثورته”. 74

مالك بن نبي والاستشراق:

قال: كان مالك بن نبي يدرك حقيقة المشروع الفرنسي. ولم يركّز مالك بن نبي على “المحاججة اللّغوية”. لأنّه “لم يكن ذال باع فيها”. 76

أقول: هذه قراءة يشكر عليها الكاتب. وأعترف أنّها جديدة. ولأوّل مرّة في حياتي أقف عندها. فله منّي كلّ التّقدير، والاحترام.

زوجة مالك بن نبي العظيمة:

وصف الكاتب زوجة مالك بن نبي بـ: “مع زوجته العظيمة” 85.

أضيف: أقف معه في هذا الوصف. وقد كتبت عنها[5]، وعن نظرة مالك بن نبي للزّواج بالأجنبيات عبر مقال[6].

الطعنات التي تلقاها مالك بن نبي:

“جاءت الطعنات أيضا في ظهره من داخل الشرق ذاته، من بعض روابطه وشخصياته العلمية، ولكن بن نبي تمسّك بقوّة بما تعنيه مفاهيم التوارث الحضاري”. 86

“لقد أعاد مالك بن نبي سؤال الوجود ليصل إلى الموجد”. 91

تداخل:

أقف مع الكاتب في كون هناك تداخل شديد بين رؤية مالك بن نبي، وحياته الشّخصية واشتباكاته المعقّدة. 27

سبعة ملايين شهيد:

أقف مع الكاتب في شجاعته، وهو يؤكّد على: “عدد ضحايا مرحلة الكفاح المسلّح، بل العدد الأقرب للحقيقة هو سبع ملايين ونصف من البشر”. 48

أثر التّضييق:

أقف مع الكاتب في كون مالك بن نبي تأثّر “من حملة الاضطهاد والمطاردة له، والتّضييق الذي شاركت فيه النخبة الجزائرية السّياسية والثّقافية والدينية، وانعكست على موقفه وتقديراته”. 68

مالك بن نبي لم يكن وهابي:

أقف مع الكاتب أنّ ميل مالك بن نبي “للنموذج الديني (الوهابية) الذي يولد في السّعودية، فكان هذا الإلهام جذوة عاطفة، لا حقيقة علمية ولا نموذجا فكريا يتطابق مع نهضة الشرق التي حلم بها”. وكتبت مقال[7] موسّع في ذات الشّأن.68

أقف مع الكاتب في أنّ من مظاهر ثناء مالك بن نبي للسّعودية. هو رجوع أمّه من الحج، وإعجابه بالحج. وله كتاب[8] في هذا الشأن. وكتبنا عنه[9].

أضيف: لم يفضّل مالك بن نبي الوهابية على المدارس الإسلامية الأخرى. وكلّ ما في الأمر أنّه وصف الوهابية في حينها، وأثنى عليها. ثم تدارك الأمر وانتقدها. ولقي ربّه وهو منتقد لها.

جبهة التّحرير الوطني والجمعية:

يرى الكاتب أنّ جبهة التّحرير الوطني قامت “بتقزيم وحصارها الجمعية”. 47

أقول: جبهة التّحرير الوطني لم تقم بتقزيم، ولا محاصرة الجمعية. وقد اشترطت على كلّ من يريد أن ينضمّ للثّورة الجزائرية أن يتخلى عن هيئته الرّسمية. وينضمّ لها بصفته الفردية.

لويس ماسينيون:

يستعمل الكاتب عبارات: “الضخم-27″، “الشهير-34”. “المستشرق الضّخم-37”. وهو يتحدّث عن لويس ماسينيون.

أقول: كان باستطاعته الاكتفاء بـ: “المستشرق الفرنسي”.

“الحركة الوطنية الجزائرية”:

استعمل الكاتب وبشكل كبير مصطلح: “الحراك الوطني الجزائري”. عوض المصطلح المتعارف عليه في الجزائر. ومن أساتذة جزائريين، وهو: “الحركة الوطنية الجزائرية”.

للأمانة، نادرا جدّا استعماله لمصطلح: “الحركة الوطنية الجزائرية”.

وللكاتب الحقّ في استعمال المصطلح الذي يناسب منطلقه، وقراءاته، وقناعاته. ولا يلام على ذلك.

قراءة الخلاصات:

قال عن كتاب: “لم أستطع الوصول إليه بعد نفاد نسخه، ولكن قرأت خلاصات عن فصوله”. 35

أقول: عدم استطاعة المرء “الحصول” على الكتاب. لا يمنعه من قراءة الخلاصات واتّخاذها مرجعا ولو بشكل مؤقّت. ويشكر الكاتب على هذا الموقف النيّر.

قراءتي للعفن:

أضيف: القارئ لكتاب “العفن[10]” لأوّل مرّة يصاب بالصّدمة، والاضطراب، والدّهشة. -كما هو واضح لدى الكاتب في كتابه الذي بين يديك-  لكن لو أعاد قراءته للمرّة الثّانية. وبعد أن يقرأ بعض كتب مالك بن نبي. فإنّه ستكون نظرته حينها عن هدوء، واستقرار، ومقارنة، وعمق، واتّساع. وقد كتبنا مقال في الموضوع[11].

الأربعاء 9 ربيع الثّاني 1447هـ، الموافق لـ 1 أكتوبر2025

الشرفة – الشلف – الجزائر

[1] الأستاذ مالك بن نبي، “وجهة العالم الإسلامي، الجزء الثّاني – المسألة اليهودية”، الطبعة الأولى، 1434 هـ – 2013، دار الوعي، رويبة، الجزائر، من 161 صفحة.

[2] مقالنا بعنوان: مقالنا: مالك بن نبي والمسألة اليهودية.. الحلقة الأولى – معمر حبار

الجمعة 9 شوال 1445هـ، الموافق لـ 18 أفريل 2024

[3] مالك بن نبي والمسألة اليهودية.. الحلقة الثّانية. متن الكتاب – معمر حبار

الأربعاء 15 شوال 1445هـ، الموافق لـ 24 أفريل 2024

[4] Ania Francos et J.P Séréni “Un Algérien nommé Boumediene”, Editions ASS NNI, Juin, 2017, Contient 392 Pages.

[5] منشورنا بعنوان: #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي 37

السّبت 21 ربيع الأوّل 1447هـ، الموافق لـ 13 سبتمبر2025

[6]  مقالنا: الإثنين 16 ربيع الثاني 1438، الموافق لـ 15 جانفي 2017

مالك بن نبي.. يتزوج بأجنبية ويرفض الزواج بالأجنبيات

[7] مقالنا: مالك بن نبي ليس وهابيا- معمر حبار

الثلاثاء 23 محرم 1440 هـ الموافق لـ 3 أكتوبر 2018

[8] كتاب “لبيك.. حج الفقراء”، لمالك بن نبي، ترجمة زيدان خولف، دار الوعي، الجزائر، الطبعة الأولى 1434 هـ – 2013، من 156 صفحة.

[9] مقالنا: قراءتي الجديدة لـ “لبيك، حج الفقراء لمالك بن نبي” – معمر حبار

الثّلاثاء 15 ذو القعدة 1446هـ، الموافق لـ 13 ماي 2025

[10] كتاب “العفن”، الجزء الأول 1932 – 1940، ترجمة الأستاذ نور الدين خندوسي، دار الأمة، الجزائر، الطبعة الأولى 2007، من 197 صفحة.

[11]  مقالنا بعنوان: مالك بن نبي.. العفن من جديد – معمر حبار السبت 17 ذو الحجة 1438، الموافق لـ 09 سبتمبر 2017

مالك بن نبي.. العفن من جديد – معمر حبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com