شباب المغرب غاضب /1من5

القصر الكبير : مصطفى منيغ
لم يُدرِكوا أن العالم تحضَّر، ووسائل الاتصال فيه كل دقيقة تتغير، لم تعد المسافات ولا الأمكنة عائقاً لتجنب ما حَدَثَ أو وقوعه مُنتظَر ، حتى القرارات المُجحفة الصادرة عن أنظمة مستبدة بسياسات بائدة واجدة نصيبها المُعتبر ، من الإدانة الفورية المُترجمة لمواقف تتفاوت بين السخط الشفهي العابر أو تحريك أمواج من التضامن انطلاقاً من توحيد المضمون مهما تنوَّع المنبر ، لتصل الحقائق كما هي منطوقة بكل اللغات الحية لترسيخ الوعي الشعبي عبر المعمور أزيد وأكثر . المغرب الرسمي نهج ما جعله في منأى عن التصوُّر أنه وبغيره من الدول لا يُقارَن مهما تصرَّف أو على شعبه لفَّ بسياسة في المجال الاجتماعي ابعد ما تكون عن أولوية توفير ما يكفي من الاستثمار ، في مجالات لا يمكن إخفاء سلبيات نقصها بتشييد أرقى الملاعب وأعلى ناطحات سحاب وإحياء مهرجانات البذخ وحماية أوكار المجون الأحمر ، المغرب الرسمي كلما انهي مرحلة الشعب عن معاناته خلالها تجلَّد فصبر أو تصبَّر ، استمرَّ مع أخري بنفس الأخطاء وعدم الالتفات لمتطلبات الشعب كرَّر ، كأن الصمت سمة ما فوق أرض الوطن يتحرك خوفاً في أعماقه تجدَّر، وكأن الفساد القاعدة ونقيضه وصف لمن عن الطاعة العمياء لقادة بعينهم تهوَّر ، حتى أصبح المواطن مع نفسه همساً يتحاور ، إن كان في دولة الحق والقانون حراً يعيش أم مجرَّد عبد لكسب قوت يومه يحتار ، أفاعل ما يشوه سمعته أو لضميره يبيع لكل مَن تجبَّر ، فاستحوذ عبر جهات البلاد على اليابس والأخضر ، وأبرم صفقات لإضافة الربح لأرباحه بأكثر من الأكثر ، ومن حوله مجتمع من ملايين ألاَمهم أفظع وعذابهم مع فهر التقهقر أسرع ومطلبهم مهما تواضع يٌقابَل بلسعة أثير مِن السائد كتيار ، أو ما تتركه العِصيِّ في يد الجلادين السريين مِن أثر ، والويل لمن خرج للشارع مع الآلاف من المقهورين المحرومين من حقوقهم مثله يتظاهر ، مهما اتخذها سلمية اتُّهم بما هو أخطر ، التآمر على نعمة الاستقرار ، بالمشاركة في أحداث شغب بما يتطلب إبراز أنياب طرف داخل مكاتب التدبير المسبب قبل عيره في تخريب الديار ، بإهمالهم ما يستوجب العدل في توزيع الثروة الوطنية على إحداث مؤسسات عمومية نزولاً لرغبة الشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه المستحق التبجيل والوقار ، كتشييد المستشفيات العمومية على المقاييس الدولية كفيلة بمعالجة الأمراض أكانت عادية أو مستعصية مجهزة بشرياً بأطباء من كل التخصصات والأجهزة العلمية المساعدة على وضع اليد والاهتمام على مصادر الداء وأسبابه ، مستشفيات من هذا المنوال في جميع المدن المغربية دون استثناء .
الحكومة لم تكن طليقة الإرادة قائمة بالواجب كما يجب ، بل لتصريف أعمال طبقة من حكام يتظاهرون باحترام الدستور وتطبيق القانون وقتما تعلق الأمر بالحفاظ على مكاناتهم ، الممتدة إلي امتلاك ما لم تحصره إحصاءات رسمية ، ولا معرفة سواهم ولو كانوا من حقهم كنواب عن الأمة ، الإطلاع المباشر على كل ما يخص هذا الشعب جملة وتفصيلاً ، طبقة جعلت من الفساد حصنا حصينا لمقاومة المطالبين بالتغيير واحترام الحق العام وإعطاء المواطنين ما يستحقونه من رعاية أكانوا داخل المدينة أو القرية ، طبقة بلغ طغيان بعض قراراتها الغريبة إغراق المغرب ببعض جمعيات الغرض منها إضعاف الأحزاب السياسية وتمييع أعمالها وإفراغها من جل المهام وعلى رأسها التأطير السياسي للمواطنين ، وتسليط بعض الأمناء العامين لتلك الأحزاب ليكونوا أداة مصغرة لاستبداد خوَّل لهم الاستحواذ على مناصب القيادة للتمتع بدعم مالي يتصرفون فيه كما يحلو لهم ، يبقيهم مجرد بيادق تتحرك وفق أوامر العاملين على إبقاء الحالة الاجتماعية المتدهورة لمغرب ينشد شعبه التقدم والازدهار وليس الخضوع لسياسات أكل عليها الدهر وشرب ، تزيد من فقره فقراً على فقر لا يستحقه ، وتضيف لفراعنة محسوبين على أصابع اليد ، ما يجعل أيامهم سباتا عميقا واسترخاء مُعَمَّقاً ، ولياليهم تظهر “ألف ليلة ولية” الأسطورية متواضعة حيالها ، طبقة جزأت المغرب لشطر تتماوج فيه عوامل الحاجة لإصلاح مجالات تجاوز الإهمال داخلها العمر الافتراضي من ثلاث عقود ، فأصبح شطراً محصورا بين الضياع او التمرد ولولا التعقل لساد اليأس الأغلبية المكدسة فيه ، بما يفوق الثمانين في المائة من السكان متخذين الصبر انتظارا لأي فرج سياسي إصلاحي ، يساير متطلبات الألفية الثالثة ولو بأقل القليل ، أما الشطر الثاني الذي أفرزته نفس الطبقة مكتفياً بالمتطفلين على أرزاق الشعب ، تباين مراتب مقاماتهم لا يعفيهم من المشاركة في استعمال ما يجلبون به تلك الثروات المكدسة عندهم في الداخل والخارج ، دون التفكير أن استمرار تسلطهم على ارزاق الشعب المغربي وتحويل معظمها لتحصين نفوذهم ، لا يمكن التجمد أمامه لأطول مما مضى ، لذا آن الآوال لتتوقف تلك التجاوزات ومساءلة أصحابها من طرف عدالة لا تخشى في الحق لومة لائم ، وفي ذلك يكمن الحل لتعود الأمور إلي طبيعتها ، مادام المغرب للمغاربة حكاماً ومحكومين ، لكل منهم نصيب من تحمل مسؤولية المشاركة في إصلاح جدري ووضع حد لفساد طال أمده ، حتى عم الوطن ما يُشاهَد الآن من طرف العالم بأسره ، من اصطدامات لا أحد يرضي عن مخلفاتها السلبية أبدا .(يتبع)
شباب المغرب غاضب /2من5
القصر الكبير : مصطفى منيغ
للشباب المغربي الكلمة وشديدة اللهجة هذه المَرَّة ، مضمونها التعلق بمصلحة أشرف أمة يعلنوها صريحة أكانوا داخل الوطن أو في ديار الهجرة ، بعدما ألفت قلة وضع المغرب ضيعة تستغل ما فوقها زرعا وما تحتها معادن لتكديس مواردها المالية لفائدة زمرتها في مصارف خارجية منها التابعة لسويسرا ، وترك الشعب المالك الحقيقي لها يتذوق مند عقود مع الفاقة والخصاص أَمَرَّ المرارَة ، متمكنة كما تهيأ لها أن المغاربة سكنهم الخوف فصاموا عن المطالبة بحقوقهم مكتفين بما تخصص لهم تيك الإدارة ، الخاضعة لنفس القلة المهتمَّة بما لها آخرها التجارة ، فلا دستور عمليا يُحترَم ولا قوانين تُطَبَّق ما دام الفساد أشعل بالباطل ما كان بالأمس منارة ، ليعم الظلام متى استُبْدِلَ نفط الظُلم بتيار عدل نورها لتفقد مهام الإنارة ، فيتعطل المسير الطبيعي مع انعدام وضوح الرؤية ويقتحم اليأس كل مجال ويتعالى الأنين من كل ساحة أو حارة ، أكانت مدينة أو قرية من تلك المبعثرة ، بين سفوح أو قمم لا يعلم بخبرها سوى وزارة ، أم الوزارات الجاعلة لكل جهة رابحة الوعي ما يذكرها بالخسارة .
للشباب الحق في الكلمة دفاعاُ عن مستقبلهم حتى لا تتكرَّر معهم نفس المسخرة ، كلمة منطوقة بأدب تربية العصر قيمها حرية التعبير المشبعة بديمقراطية أذرعها الشفافية والمساواة واسترداد الحقوق بالتي هي أقوم وكل ذلك في نظام وانتظام لتحقيق أنبل ثورة ، سلمية السمات ثابتة التخطيط ذكية المشي صوب تحقيق المراد بمنطق الشرعية في توازي محسوب مشحون بالعلم والابتكار والحركة المُتقنة المُستمرَّة .
لو سبق وعمل حكام هذا الوطن بما كتبناه وأخذوا فحواه بعين الاعتبار لما وصلوا لذات الورطة ولما يواجهونه هذه الأيام من عجز بين للخروج منها وهم على حالهم غير مقتنعين بالتغيير وهو المطلب المحقق عودة الثقة في الغد السياسي لهذه الدولة التي نريد لها خير الاستقرار ونعيم الرفاهية الموزعة بالعدل على جميع من فيها ، وفي هذا الصدد نشرت يوم 19 أكتوبر سنة 2019ا مقالا بعنوان “الحكومة الجديدة عن الشعب بعيدة” جاء فيها بالحرف الواحد ما يلي:
“لماضي مستقبلٌ تراجع لزمنٍ وَلَّى، لو قِسنا بمستوى بلد جُلَّ ما فيه كَلَّ ، حتى حروفَ أحواله غدت جميعها عِلَّة ، مِن المَلَلِ أغلب مَن فيه مَلَّ ، اليأس من أُفُقِهِ تَدَلَّى ، والبؤس من أديمه تعالَى ، نهاره صُداع متلاحم مع ضياع تجَلَّى، وليله صُراخ كائنات مكدسة في أكواخ متى هَبَّ الريح لسطوحها أنْزَل ، ليصبح البناء من جديد أغلَى ، بما يضاف للمواد من رشاوى بها بعض أعوان السلطة (سبيل صمتهم) أولَى ، ولمن فوقهم نصيب الأسد حسب الأحياء المرجّحة بين الحلوة والأحلَى ، ولمن علي الأواخر رؤساء حِصَصاً أكبر وإلا انهار مثل التدبير بالتراجع الفوري لغاية هؤلاء الأعوان أكباش فداء الذكي فيهم يشيع عن نفسه أنه انسَلَّ . وليذوب مَن مكثَ منتظراً لمصيبته الحَلّ ، وهكذا العجلة تدور تنقل سحباً من البُخور تُداوي (المفقودة في دواويرهم المستوصفات) مَن خرج عن الصمت وبالعصا إليه دخَل ، بأسلوب عصر البرنز التاريخ المعاصر بما روى عنه يتسلَّى .
… الحكومة ليست المشكلة، تُركت بما إليْهِ وَمَعَهُ فاشلة، أو نُقِّحت لإظهار عجزها خلال مرحلة فاصلة، بإضافة عناصر مكيفة مع البدء من الصفر بنفس المعادلة، جوهرها المشي مع نفس السياسة وسطحها ببعض التغييرات الطفيفة والظرفية مُجَّمَّلة، المشكلة أكبر من ذلك بكثير متعلّقة أساسا بمطالب الشعب ، وتنفيذ رغباته، واحترام إرادته ،وتوفير حقوقه إعلاء لكلمته، وتمشياً مع اختياراته ، المناسبات المرتبطة بالترقيعات منتهية كشبيهاتها منذ 2011 إلى ما بعد الغد إن استمرت اللعبة التي أضحت مكشوفة ولن يصدق بها الشعب مادام أبناؤه وبناته بالآلاف الحاملين للشهادات العليا مشردون بفعل سياسة تقود المغرب لما لا يُحمد عقباه ، في هذا الإطار، الممكن حله في ساعات لو وُجِدَ مَن يسمع خلالها إن كان يهمه انقاد ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ، الصحة كالتعليم كالعدالة الاجتماعية المفروض
وضعها كأولويات بتخصيص أموال الإنعاش الوطني بالكامل ، تُصرف على انجاز ما ينقصها من بنايات وآليات وأطر تتوصل بحقوقها كاملة ، بدل توزيعها منذ 1975 على سكان جهة دون غيرها بحصة إلفي (2000) درهم للفرد يتوصل بها شهريا دون عمل يقدمه ، ثمة أشياء لو علم الشعب بها لما ظل حاله يقبل ببعض المسرحيات المشخَّصة من أربعة عقود بلغت ذروة عرضها دون تغيير في النص خلال العشرين سنة الماضية”(يتبع)
شباب المغرب غاضب /3من5
القصر الكبير : مصطفى منيغ
الواجهة صفيحة من معدنٍ مستورد التربية داخلها أشكال من بَشَر ، تناسلوا عن وراثة جاعلة الضمائر لديهم من حجر ، مدربين منذ مَراجِحَ المُهُودِ على نغمةٍ جالبةٍ في الخيال شياطين الغجر ، تتعوَّد عليها أسماع الذين مع ترعرعهم يُحاطون بعبيدٍ بيض البشرةِ زُرق المآقي يمارسون مذلة الانجرار ، خلف خُضْرِ الأوراقِ لتنفيذ ما يستحقون عليه الإنقهار ، من هؤلاء تتكوَّن القمَّة يطل منها الاستعلاء ولذة التملُّك المجاني والعيش بمحركٍ يجعل مِن جُل الضعفاء قطع غيار ، متى نفث دخان الغضب الشعبي إستَبْدَلَ جزء منه بتلك القِطع لتهدئة الوضع اتقاء أي انفجار .
ليس الشباب وحدهم من حمَّسهم القدر، آخذين عن مسؤولية هندسة مستقبلهم زمام الأمر ، بل هو الشعب الواصل درجة لا يستحملها حتى الصبر ، وقد اكتوى ببرودة جمدت حقوقه لدرجة لا يقيسها أي مِحْرَار ، أكثر من عقدين وهو صامت يردد غدا سيكون أخير ، حتى ملَّ غد الغد من عد التعلُّق بالسراب يتكرَّر ، القمة تمارس ما تشاء محققة لذاتها كل رفاهية وازدهار ، والقاعدة بكل حجمها يوما عن يوم تتقهقر ، فأي خلل ابعد العدالة عن مقامها وكأن العصر الحق فيه محكوم جورا بالاندثار ، والباطل مرحب به من لدن من وجدوها فرصة وكل القوي بين أيديهم من مهامها ترك هيمنة الشعور بالانكسار ، على رافعي الأيدي طالبين في الهواء الطلق الكلمة الخائف منها كل مستبدٍ لا يخشى الخالق القهَّار .
المسألة لن تستحملَ بقاءها جُملاً محفورة في صخرة ذِكرَى ، توضَع في متحف وقائع تشابهت في نفس المطلب مضموناً وشكلاً ، لن تستطيع ترقيعات كلامية تُلصَق على نفس الجلباب الذي بما تعرَّض اليه من مُعاوَدة نفس العملية فقدَ رمز اللباس التقليدي الوطني الأصيل ، بل مساحة من قماش عراه الزمن فلم تعد من ألوانه غير المولِّدة الأسى ، الداعية إما التَّغيير الحقيقي ، بقطع ذاك الخيط الباقي ، بين مناشدة الاستمرار على نفس الحال المرفوض جماهيريا بالإكثار من القمع ، المؤدي أساساً للتضحية المطلقة بالاستقرار ، وإما البدء من البداية بأسلوب الشعب به سيد كل سيد ، دون شروط أو قيد ، وله من العقول القادرة على كتابة الدستور من جديد ، دون فصول غلبة عمر على زيد ، لكل مكانته والحكم للقانون يحرِّم اتخاذ أغلبية المواطنين مجرَّد عبيد ، وقلة في فم أصحابها معالق من ذهب منذ مرحلة الازدياد ، متسلطة على ثروات الشعب إلى الأبد .
كان على الحكومة ترك التعليمات جانبا والتفكير في مصلحة الشعب التي لا تتعدى التأسيس لمجالي التعليم والصحة بما يليق ، وجعل ميزان العدالة بكفتي المساواة والإنصاف ، غير متأرجح لآي كان مهما علاَ شأنه ، إذ الذي جعل منها حكومة ذاك العدد البسيط من الشعب وليس أي طرف آخر ، ومع ذلك ضربت عرض الحائط بهذا التشريف وانصرفت خلف مَن إذا استغلَّها كمؤسسة دستورية في تنظيم مآربه التي لا تُحصَى ، رفعَ عنها اليد لتواجه مصيرها مع نفس الشعب .
شباب المغرب غاضب /4من5
القصر الكبير : مصطفى منيغ
ما لم يَنظُر ببصيرةٍ مُستجدات الحاضر ، سُدَّت حياله سُبل الحَلِّ النيِّر ، ووقَعَ في فَخِّ عناده مهزوم الخاطر ، لا يقْوَى على استرجاع مكانته مهما قدَّم من نظائر ، هي أكباش فداء لإخفاء مَن ظنَّها سرائر ، غير قابلة لنشرها غسيلاً تتفرَّج على غرائبها الجماهير ، التواقة للعيش زمنا كاشفاً حسابات طبقة ضَمَّت لصالحها كل الخمائر ، المُنتجة لانتفاخ بطونٍ مِن فَرْطِ ابتلاعِ ارزاق العامة لفقدان أصحابها وخز الضمائر ، ممَّا جعل معظم سكان المملكة المغربية حقهم يستقرّ في جيوب عينات من حُكام يستبدلون الاسترخاء فوق أرائك مستوردة من عاصمة الضباب مبتاعة بعرق المسحوقين عوض ما يستحثونه من حصائر ، لو كان جِدُّ الجِدِّ السائد بدل تصريف الأرباح بالخسائر ، لإسناد المسؤولية للمنبطحين أرضاً من فصيلة البائعين الكرامة بنفوذ يُركبهم المخاطر ، يوم تشرق شمس الانعتاق على حرائر وأحرار شعب من زمرة ارتكبت من المحرمات الكبائر ، أمرت بإنهاء الصلوات في بيوت الله خلال دقائق ورخَّصت لملاهي المُجونِ لمسايرة المعاصي مِن حلول الليل إلي ما بعد الفجر ادعاناً في معانقة المناكر، حتى الإسلام سيَّسًت شعائره على هواها خوفاً مِن قِيَمِه الرافضة عيب تصرفها الظالم المتكبٍّر بين الجهات مسافر ، لنشر حالٍ كواقع ضد الطبيعة مغامر ، لقضاء ما يُغني بالمُحَرَّمات ويشدّ الخناق على الاكتساب بالحلال أرضاء للباطل ولويلاته تُناصر .
تجاهُلُ مطالبِ الشَّبابِ تفسيرٌ واضحٌ للخوف من حِراكهم السلمي المليء بأنصع التعابير، المُشيِّدة للغد أهمّ وأمتن القناطر ، لتسهيل المرور صوب التعامل بالمثل يوم انتصار كل ثائر ، تَلَقَّى حُسنَى الاعتراف بالموجود بإساءةِ الناكرين ذي عقول الزمن الغابر ، المُتَّكِئِين على الرهان الخاسر ، المُعتمد عما دُوِّنَ في الهشِّ من التقارير ، الواصفة ما جري ولا زال طنين أذن في جسد تابع لدوائر ، تُعادي ما تحقَّق من مشاريع تقارِن بعض المدن المغربية بأخريات في الغرب المُزدهر، قد يكون مَن فيهم مُحقاً مادام يحيا وسط بحرٍ من القوات مِن مهامها تكسير عظام كل محتجٍ متحدياً قراصنة الثروة الوطنية لتضخيم مدخراتهم على حساب شعب عن تجاوزاتهم صابر .
عدم الإشارة لمشاغلِ الشباب ، والترفُّع عن إجابة ملتمساتهم ، إعلان لقطيعة لها ثمنها عند التَحقُّق في عمق أسباب التأجيج المُرتَقَب بعد حين ، الكرامة حين تُخدش من لدن السابح في فضاء غير المغربي مصيره معروف مهما سخر من دعاية ضاربي الدفوف ، محذوف محذوف وداخل نهاية غير لطيفة مقذوف ، أقول ذلك وأمري لله الحافظ عباده المُبيّنين الحَقَّ بالحَقِّ وبهم رحيم رؤوف (يُتبع)