المطران عطاالله حنا: غزة بعد هذا الدمار الهائل الذي حل بها يحق لأبنائها ان يعيشوا في ظروف افضل

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس تناولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات المنصرمة انباء عن سلسلة اعدامات ميدانية واغتيالات في قطاع غزة والتي لا نعرف مدى صحتها ودقتها لاسيما ان وسائل التواصل تضخ معلومات في كثير من الأحيان تكون مضخمة ومبالغ فيها ولأسباب يعرفها الكثيرون.
وسواء كانت هذه المعلومات مبالغ فيها او غير ذلك فإننا نقول بأننا نرفض الاعدامات بكافة اشكالها والوانها ونتمنى ان تكون فلسطين خالية من عقوبة الإعدام كما انه لا يجوز معاقبة أي انسان بدون محاكمة عادلة فأن تأتي بأشخاص وان تقوم باعدامهم بدم بارد ولاي سبب كان هذا امر لا يمكن قبوله بأي شكل من الاشكال ليس لأننا نرفض عقوبة الإعدام من حيث المبدأ فحسب بل لأننا نعتقد بأنه لا يجوز ان يعاقب أي انسان بدون أي محاكمة عادلة .
لقد انتهت الحرب في غزة وتوقفت حرب الإبادة واليوم نسمع عن هذه الاغتيالات والاعدامات وهذا يجعلنا في حالة قلق فهل بعد توقف حرب الإبادة ستبتدأ حرب أهلية ؟؟ وهذا ما لا نريده ولا نتمناه لشعبنا.
غزة وبعد هذه الحرب التدميرية الاجرامية بحاجة الى الهدوء والسلام وبحاجة الى ان يشعر ابناءها بالطمأنينة وبأن هنالك شيئا يتغير نحو الأفضل والاحسن مع ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والابتعاد عن استعمال السلاح الذي يكرس الانقسامات في مجتمعنا .
غزة بعد هذا الدمار وبعد هذه الحرب الاجرامية بحاجة الى ان يعيش ابناءها بسلام وطمأنينة وخير بعيدا عن المظاهر المسلحة وبعيدا عن ثقافة الانتقام .
غزة بحاجة الى المحبة والى الاخوة بين كافة مكوناتها ويجب ان تفتح صفحة جديدة لكي يعيش اهل القطاع جميعا بمحبة واخوة وتعاون من اجل مصلحة بلدهم .
نرفض الانتداب الجديد في القطاع كما نرفض ان يحكم القطاع مندوب سامي جديد فالقطاع يجب ان يحكمه الفلسطينيون وهم قادرون على ذلك بمساعدة اشقاءهم العرب واصدقاءهم في كل مكان .
غزة قادرة على ان تصنع المعجزات ولكن هذا بحاجة الى الوحدة والتكاتف والالفة والمحبة ونبذ الانقسامات ولفظ الضغينة بكافة اشكالها والوانها .

غزة ستكون اجمل مما كانت سابقا بصمود وبقاء ابناءها ومؤازرة الاشقاء والاصدقاء

توقفت الحرب في غزة ويعقد اليوم مؤتمر دولي في شرم الشيخ حمل عنوانا جميلا ” وهو مؤتمر السلام ” ونتمنى ان يترجم هذا الكلام الى فعل والسلام يبنى على العدالة والحرية وكرامة الانسان ولا يبنى على حطام الشعوب وحريتهم وكرامتهم وحقهم في ان يعيشوا بسلام .
المؤتمر يعقد بهدف توقيع الاتفاقية المتعلقة بوقف الحرب في غزة حيث سيجتمع عدد من الزعماء والرؤساء وانا أتمنى ان تكون هذه خطوة في الاتجاه الصحيح ليس فقط فيما يتعلق بوقف الحرب المأساوية التي تعرضت لها غزة بل من الأهمية بمكان ان تكون هنالك خطوة نحو الامام من اجل تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .
واعتقد بأن دعوة الرئيس الفلسطيني ومشاركته في هذه القمة انما هي خطوة إيجابية نتمنى الا تكون شكلية بل ان تكون رسالة واضحة تقول بأنه لا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي بدون تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .
ان توقف حرب الإبادة انما هو حدث يثلج صدورنا ويجعلنا نشعر بنوع من السعادة والارتياح بعد عامين من الدمار والخراب والالام والاحزان .
نشعر بنوع من الفرح بعد توقف الحرب ولكن فرحنا ممزوجا بالقلق والخوف ذلك لأننا لا نثق بإسرائيل وحكامها فهم يقولون شيء ويفعلون شيئا اخر ، والفلسطينيون خبرتهم مريرة مع إسرائيل التي لا تحترم الاتفاقيات الموقعة والمعاهدات بكافة اشكالها والوانها .
دعونا نعيش فسحة من التفاؤل والامل ونحن نتطلع الى أهلنا في غزة الذين يعيشون فيما بين الركام سائلين الله ان يعزيهم وان يقويهم وان يكون معهم في هذه الأوقات العصيبة فنحن نتمنى ان يبقوا في غزة ولكن البقاء والصمود في غزة يحتاج الى مقومات واولها مسألة الإغاثة وبدء مشاريع انتشال الركام وإعادة الاعمار.
غزة ستكون اجمل مما كانت سابقا وهذه هي مسؤولية ابناءها أولا وبعدئذ الاشقاء العرب والأصدقاء في كل مكان والذين يجب ان يقوموا بدورهم من اجل مساعدة أهلنا في غزة .
نتمنى ان يمر هذا اليوم بسلام وان تتم عملية تبادل الاسرى بدون عراقيل وان تكون رسالة مؤتمر شرم الشيخ رسالة تضامن لشعبنا وتأكيد على انه لا يمكن ان تكون هنالك حلول في منطقتنا بدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
لا يمكن للسلام ان يبنى على حساب الشعب الفلسطيني وقد دفع الفلسطينيون حتى اليوم اثمانا باهظة بسبب انعدام وجود الحلول في الأفق وبسبب التأمر على شعبنا وقضيته العادلة .
مفتاح السلام والذي يجب ان يعرفه ترامب وغيره من زعماء العالم لن يكون الا من خلال حل القضية الفلسطينية وبدون هذا فنحن جميعا سنبقى في حالة اضطراب وعدم استقرار وانتقال من حرب الى حرب وآلام واحزان ومعاناة لن تتوقف الا بإيجاد حل عادل لمعاناة شعبنا وحقه المشروع في ان يعيش بحرية وسلام.
غزة هي جزء من فلسطين ومن يحكمها يجب ان يكون الفلسطينيون بمؤازرة ومساعدة اشقاءهم واصدقاءهم لان الدمار الهائل في غزة وكذلك الخسائر البشرية  لا يمكن ان يستوعبها اي عقل بشري ناهيك عن الدماء والشهداء والالام والاحزان المنتشرة في كل زاوية من زوايا القطاع .
يحق لاهلنا في غزة ان يتنفسوا الصعداء ويحق لهم ان ينعموا بحياة افضل فغزة منطقة جميلة بمناخها وتضاريسها وبحرها واولا وقبل كل شيء بانسانها الفلسطيني المرابط والصامد فيها .
وستكون مستقبلا اجمل بصمود ابناءها وبقاءهم في بلدهم ، فجمال غزة لا يكتمل الا من خلال بقاء اهل غزة فيها لكي يكونوا عنصرا أساسيا في إعادة بناءها وتحويلها لكي تكون ريفيرا فلسطينية وليس ريفيرا على مزاج ترامب واعوانه.

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

القدس 13/10/2025 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com