المطران عطا الله حنا: ما يحتاجه أهلنا في القطاع حاليا انما هو الإغاثة السريعة والعاجلة

ان مأساة غزة المروعة ستبقى ماثلة امامنا ولسنين طويلة فالجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا في القطاع لا يمكن ان تنسى بأي شكل من الاشكال لا سيما ان هنالك آلاف الضحايا تحت الأنقاض واحياء بأكملها محيت من الوجود.
ما حدث في غزة خلال العامين المنصرمين كان نكبة جديدة لشعبنا اسوء من تلك التي حدثت عام 48 فالمآسي والكوارث التي حلت بالقطاع بسبب حرب الإبادة لا يمكن ان يستوعبها عقل بشري ولا يمكن التعبير عنها بكلمات لان الكلمات تعجز عن وصف هذه المأساة .
ما يحتاجه أهلنا في القطاع حاليا انما هي الإغاثة السريعة والعاجلة لا سيما ان الجوع منتشر في كل زاوية من زوايا القطاع وهنالك مرضى ومبتوري الأعضاء الذين هم بحاجة الى إغاثة والى معالجة طبية عاجلة وسريعة.
الوضع الإنساني في القطاع لا يطاق فغالبية المنازل قد دمرت ومن هو محظوظ حصل على خيمة لكي تأويه وتأوي عائلته ولكن مسألة إزالة الركام وإعادة الاعمار تحتاج الى عدة سنوات .
أعان الله أهلنا في غزة على هذه المحنة مع ادراكنا الشديد ان الاشقاء العرب وخاصة الدول المقتدرة ماليا لن تترك أهلنا في القطاع ولكن لا يجوز ان تتنصل سلطات الاحتلال من مسؤولياتها ، فسلطات الاحتلال التي دمرت وخربت واعاثت فسادا في القطاع خلال العامين المنصرمين يجب ان تتحمل مسؤولية قانونية واخلاقية وما دمر بفعل الاحتلال والعدوان يجب ان تقوم الجهة المعتدية بالمساعدة في إعادة الاعمار والإغاثة وان كنت لست متفائلا في ان الاحتلال سوف يقوم بهذا ولكن على العالم ان يحمل الاحتلال مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية وان يطالب الاحتلال بان يكون له دور في الإغاثة وفي الاعمار.
لقد طالبت أوروبا من روسيا بإعادة اعمار ما دمر في الحرب في أوكرانيا ولماذا لا نطالب نحن أيضا بأن تقوم الجهة المعتدية والمدمرة بإعادة اعمار ما دمرته وما خربته في القطاع وهذا اضعف الايمان .

رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 25/10/2025

سيبقى الفلسطينيون في ديارهم ولن تنال ممارسات المستوطنين من عراقة وجودهم واصالة انتماءهم

ان شجرة الزيتون في فلسطين هي جزء أساسي من تراث وهوية واصالة هذه البقعة المباركة من العالم وشعبها الابي الذي يتوق الى الحرية والانعتاق من الاحتلال.
شجرة الزيتون ترمز الى السلام وجذورها العميقة في تربة هذه الأرض ترمز الى عراقة الحضور الفلسطيني الأصيل والاصلاني في هذه الأرض المقدسة والمباركة، وكما في كل عام فإن موسم قطف ثمار الزيتون في الأراضي الفلسطينية محفوفا بالمخاطر اذ ان المستوطنين المتطرفين يعتدون على الفلسطينيين المدنيين لدى قيامهم بقطف ثمار شجر الزيتون .
يعتدون على شجرة الزيتون التي ترمز الى السلام لانهم لا يؤمنون بالسلام ولا يريدون ان يعيشوا بسلام ، ويعتدون على شجرة الزيتون التي جذورها عميقة في تربة هذه الأرض لانها تزعجهم عراقة الوجود الفلسطيني وهم يريدون النيل من هذا الشعب وهويته وارادته وصموده وثباته ومهما اشتدت حدة التطرف والعنصرية لدى المستوطنين الذين يجولون ويصولون دون أي رادع سيبقى الانسان الفلسطيني متمسك بشجرة زيتونه ومناديا بالسلام ومؤكدا على عراقة وجوده وجذوره العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة .
على العالم بأسره ان يرى هذه الانتهاكات الخطيرة فقد باتت مسألة جمع ثمار الزيتون محفوفة بالمخاطر في اكثر من مكان وفي اكثر من بقعة في الضفة الغربية، وكأن المستوطنين ومشغليهم يقولون لشعبنا ارحلوا من هنا لا نريدكم ولا نريد ان تبقوا في دياركم ونحن بدورنا نقول للمستوطنين ومشغليهم بأن شجرة الزيتون باقية في مكانها والفلسطينيون باقون في بلدهم والعنصرية والكراهية والعنف الممارس بحق أبناء شعبنا لن يزيد هذا الشعب الا اباء وصمودا وثباتا وتمسكا بالانتماء الأصيل والنقي لهذه الأرض المباركة والتي فيها الفلسطينيون ليسوا ضيوفا عند احد وليسوا عابري سبيل ، فهذا هو وطنهم وهذه هي ارضهم وهذه هي شجرة زيتونهم.

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

القدس 25/10/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com