الحرب والوصاية على غزة ..

بقلم/ إحسان بدرة Ihsan Badra صحفي وناشط سياسي
حرب استمرت عامين على قطاع غزة وحصدت. فيها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين. دمرة نخو 80% من البنية التحتية للقطاع ….. توقف الحرب ….
قطاع غزة. …. هو جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين والتي تشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة فمن الطبيعي أن تكون القيادة الفلسطينية الشرعية هي رأس الحربة في أي مفاوضات تتعلق بوقف آطلاق النار أو إعادة الإعمار أو بتنظيم الحياة المدينة والأمنية في قطاع غزة ..
من هذا المنطق الوطني إن فرض وصاية أمريكية أو دولية على غزة أو إنشاء هيئة مؤقتة لإدارتها يشكل خطرا مباشرا على المشروع الوطني الفلسطيني ويفتح الباب أمام محاولات فصل غزة عن باقي الوطن وهو ما تسعى إليه إسرائيل منذ زمن.
الحديث عن قوة دولية فوجودها يجر أن يكون لحماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال لا لحفظ الأمن الداخلي فالامن الداخلي شان فلسطيني خالص
تتولاة الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي أثبت كفاءتها
وانضباطها في الضفة الغربية وهي قادرة على حفظ
الأمن والأمان والاستقرار لأبناء شعبنا في قطاع غزة أيضا ….
فالم حلة المقبلة تتطلب توحيد الصف الداخلي وعودة الشرعية الفلسطينية للقطاع واستعادة الوحدة وكذلك عدم ترك فصيل واحد يخدع الكل تحت شعارات وهمية وكاذبة. وحتى لا يتكرر مشهد الموت والدمار والابادة حتى لا يتحول وقف إطلاق النار ألى مجرد هدنة مؤقتة تستخدم لإعادة إنتاج الاحتلال. بوجوه جديدة (المليشيات والعصابات المسلحة . أدوات جديدة ومختلفة ..
ومن هذا المنطق غزة ليست قضية إنسانية تختزل في المساعدات أو إعادة الإعمار فحسب بل هى قضية سياسية ووطنية بامتياز جوهرها حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضه
فكل مبادرة أو اتفاق أو مشروع يتجاهل هذا الجوهر أو يحاول التعامل مع غزة بمعزل عن باقي الأرض الفلسطينية هو مشروع تصفوي يخدم الاحتلال ويكرس الانقسام الداخلي.
والحل الحقيقي يبدأ بإزالة جذور العدوان وإنهاء الاحتلال وعودة غزة والقرار إلى حضن الشرعية الفلسطينية وت حيد المؤسسات تحت سلطة واحدة
تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني. في كل أماكن وجوده ..
فالشعب الذي صمد في وجه الإبادة والدمار لا يحتاج إلى وصاية أو بدائل مؤقتة بل إلى حرية حقيقية وعدالة وسيادة كاملة على ترابه الوطني.



