التجار .. السوق .. والضرائب.. ناهض زقوت

تنشر بعض المواقع الإخبارية أسماء عددا كبيرا من تجار غزة، وتتهمهم بأنهم السبب الرئيسى في رفع الأسعار واحتكار السوق، وأنهم كونوا ثروة كتجار حرب. قد يكون صحيحا، وقد يكون كذبا، فليس لدينا بيانات واحصائيات توضح ذلك.
قرأت الاسماء ولا اعرف أحدا منهم شخصيا، ولا أدافع عن أحد منهم. ولكن اعتقد أن هؤلاء هم أنفسهم التجار الذين كانوا يستوردون البضائع للسوق المحلي قبل السابع من أكتوبر. ولم يتطاول عليهم أحد، حتى أهل غزة لم يعرفوا أسماءهم.
من باب المعرفة، جميع الذين يبيعون على البسطات في السوق هم باعة وليسوا تجارا، والتجار هم أصحاب المحلات الكبيرة والمولات والسوبر ماركت، هؤلاء يتلقون بضائعهم من التجار الكبار مباشرة، ويتحكمون في أسعار السوق. أنا لا ادافع عن أحد، وانما من باب المعرفة، وتوضيح الأمور.
قبل السابع من أكتوبر كانت الأسعار متوازنة، وفي متناول الجميع، بل كانت غزة أسعارها أقل بكثير من أسعار رام الله، لان الضرائب كانت محدودة وبنسبة قليلة.
أما اليوم التاجر الكبير الذي يحمل كل الذنوب، فهو مطالب بدفع مقابل تنسيق، ومقابل حراسات، ومقابل شاحنات، ومقابل تخزين، ومقابل حماية، وفوق ذلك تأتي الضريبة ال100 بالمائة على كل سلعة، كل ما سبق يتحمله المواطن.
قبل أيام كانت الأسعار قريبة من أيام ما قبل السابع من اكتوبر، وفجأة ارتفعت بشكل جنوني، لأن ثمة ضريبة عالية فرضت على كل سلعة، وعلى المواطن أن يتحمل ويدفع وهو صامت.
أنهكت الحرب المواطن وجعلته في حالة يرثى لها من ضيق العيش، ولم يرحمه أحد، ولم يقدم لهم أحد مساعدة، ومهما كان يتلقى راتب أو موظف في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار لا يكفيه ولا يكفي عائلته، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الأيتام وساكني الخيام الذين لا ينظر إليهم أحد بعين الرحمة، فكيف بهم العيش وهم لا يستطيعون توفير قوت يومهم بالاسعار الجنونية.
أدعو جميع القائمين على شؤون قطاع غزة، أن يراعوا حال السكان ومعيشتهم، وأن يتم الغاء جميع أنواع الضرائب على السلع التجارية بجميع أنواعها الداخلة لقطاع غزة، رحمة بأهل غزة ومن أجل تعزيز وجودهم على الأرض وعدم دفعهم للهجرة بحثا عن لقمة عيش كريمة.
الإنسان أسمى قيمة من كل الأموال، كنا شهود على كثير من الناس وأصحاب الاملاك، كم جمعوا من المال والعمارات والسيارات والمصالح التجاربة قبل الحرب، أين أصبحت الٱن بعد الحرب، تحولت إلى ركام، وأرجعت أصحابها إلى نقطة الصفر.
الاستثمار في الانسان، هو الذي يعيد المجد، ويحيي الأمل في النفوس أن الحياة في المستقبل ستكون جميلة. فما قيمة الأوطان بدون الإنسان.
غزة 4/11/2025



