من لندن إلى واشنطن. وعد بلفور .108 عام .. جريمة مستمرة.. بقلم/إحسان بدرة Ihsan Badra

من عام 1917 . إلى 2025 قرن وثمانة أعوام على وعود بلفور المشوار الجريمة ضد الشعب الفلسطيني مستمرة وعداً من لا يملك لمن لا يستحق — مهّد الطريق لولادة أكبر مأساة إنسانية في القرن العشرين، وما تزال فصولها تتكرر حتى اليوم في غزة، حيث تُرتكب جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي في وضح النهار.
في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني2025 تحل علينا ذكرى ال_108 لوعد بلفور المشؤوم ومازال الفلسطيني في غزة والضفة والقدس ينزف دما ويعيش أفظع فصول النكبة المستمرة والحرية المتجددة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تجاوزت كل حدود الابادة والتدمير والاقتلاع والتهجير والتهديد وسط عجز دولي وصمت أخلاقي وتخاذل اقليمي يعكس ميزان العدالة في هذا العالم الذي ما زال يكيل بمكالين. .
ومنذ ذلك التاريخ المشؤوم ومن كامبل بانرمان.إلى بلفور ومن لندن إلى واشنطن مازالت خيوط ألسياسة الاستعمارية ذاتها هي هي قديمة . جديدة متجددة بأشكال وألوان مختلفة بالمظهر وهى ذاتها بالجوهر والهدف وتختلف في أدوات التنفيذ فتلك سياسة أنجبت الكيان الصهيوني كقاعدة متقدمة للمشروع ع الغربي في قلب المنطقة العربية .. وعد بلفور والربيع العربي الفوضى الخلاقة مشروع الشرق الأوسط الجديد .غزة الجديدة ..

وعد بلفور لم يكن مجرد تصريح سياسي بل هو جريمة قانونية وأخلاقية وماساة إنسانية …
وعداً من لا يملك لمن لا يستحق — مهّد الطريق لولادة أكبر مأساة إنسانية في القرن العشرين، وما تزال فصولها تتكرر حتى اليوم في غزة، حيث تُرتكب جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي في وضح النهار.
واليوم وبعد مرور 108 عام على تلك الجريمة نعلن بريطانيا اعترافها بالدولة الفلسطينية . ورغم أنها خطوة متأخرة الا أنها ذات أهمية سياسية وأخلافة وقانونية لا يمكن تجاهلها لأنها تحمل في طياتها أبعاد سياسية مهمة لأنها تمثل من حيث الجوهر إقرار ا ضميا بالخطأ التاريخي والذي ارتكبته بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني واعترافا بمسؤوليتها عن الكارثة التي نشأت عن بلفورها وسياسية انتدابها التي سلمت فلسطين إلى العصابات الصهيونية ….
وهذا الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية رغم أهميته السياسة والدولية إلا أنه يبقى ناقصا ما لم يترجم إلى اعتذار رسمي وتعويض عملي ودعم حقيقي لقيام الدولة الفلسطينية
على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ القرار (194) الخاص بعودة اللاجئين إلى ديارهم.
واعتراف بريطانيا بدولة فلسطين لا يسقط المسؤولية التاريخية لها بل يحملها التزاما مضاغفا بإصلاح ما أفسدته سياسة المملكة المتحدة “:بريطانيا”: الاستعمارية …
واليوم بريطانيا مدعوة لتكفير عن خطيئتها لا قولا بل بالفعل من خلال الضغط على دولة الاحتلال لوقف الاعتداءات والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزةة وأنها احتلاله واحترام قرارات الشرعية الدولية والتي
التي ظلّ يستهزئ بها على مدى سبعة وسبعين عاماً.
وباستمرار المؤامرة من لندن إلى واشنطن والدعم المفتوح يظهر أن النكبة الفلسطينية ليست حدثا من الماضي بل تواطؤ دولي وصمت المؤسسات التي يفترض بها أن تحمي القانون والعدالة وحقوق الإنسان. ولهذا، فإن من واجب دولة فلسطين، ومعها الشعوب الحيّة في العالم، التحرك قضائياً وسياسياً لمقاضاة بريطانيا على وعد بلفور وما ترتب عليه، ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية.
لقد آن الأوان لأن يُدرك المجتمع الدولي أن لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط دون تحقيق العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني، المتمثلة في إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين إلى وطنهم. كما أن مقاومة الاحتلال بكافة أشكالها تبقى حقاً مشروعاً كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية، طالما ظلّ الاحتلال جاثماً على الأرض الفلسطينية.
وستبقى فلسطين — برغم الجراح والدمار — تنبض بالحياة والكرامة، تصرخ في وجه العالم بأن حقها لا يسقط بالتقادم، وأن وعد بلفور سيظل وصمة عار في جبين من صنعوه ورعوه.

إن الله يمهل ولا يهمل، ولن يضيع حقٌّ وراءه شعبٌ حيٌّ ومطالب.

صحفي وناشط سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com