يوم في المعرض الدولي للكتاب..  معمر حبار

مقدمة الزّائر:

زرت معرض الجزائر الدولي للكتاب 1447هـ -2025. رفقة مجموعة من الأساتذة. ودار حوار، ونقاش حول جملة من النّقاط. وسعى صاحب الأسطر لاستحضار ما ذكره للأصدقاء الكرام. وبعض النقاط تعمّد الزّائر أن لا يتطرّق إليها. لأنّها تحتاج لمقال منفرد. إذا سمح المقام بذلك. وكتبت منشورا وأنا في المعرض. لأنّه لا يتطلّب التّأخير[1].

كتب الأبناء:

اشتريت هذا العام كتابين من المعرض بنفسي. وكلّفت من قبل أبنائي بشراء كتب لي من نفس المعرض. وسأوافيكم بقراءتي لها لاحقا. وقد أفردت لهما منشورا لمن أراد الزّيادة[2]. وسبب شرائها، والاهتمام بها.

وكلّفتهما أيضا بشراء كتابين لشمس الدين أصغر الأبناء باعتبار شيخه مختار بوطبل طلب منه ذلك. والكتابين لهما علاقة بعلم القراءات.

من أجل اللّغة الفصحى:

تطرّقت إلى جملة من النّقاط مع أساتذة في أطوار مختلفة، ومنها: ضرورة استعمال اللّغة العربية الفصحى. والابتعاد عن استعمال العامية. وممّا قلته: استعمال العامية من أساتذة اللّغة العربية، وأساتذة المواد الأخرى. أنجب أجيالا لا تحسن اللّغة العربية، ولا الفرنسية، ولا الإنجليزية. وبالتّالي لا يحسنون العلوم المتعلّقة باللّغة المستعملة.

تدخل أستاذ في اللّغة العربية، وقال: المستوى في تدني مستمرّ. والغاية أن يفهم التّلميذ الدرس. ومهما كانت اللّغة المستعملة. ولذلك نخاطبهم بالعامية.

قلت: يقوم الأستاذ الفرنسي -كمثال- بتلقين اللّغة الفرنسية للمغترب، والعربي، والأوروبي، والقادم من الأدغال، والفرنسي. وبلغة فرنسية فصحة. ولا تراه يبرّر لضعف المستوى، ولا للذين يجهلون لغته بالكامل. بل ولا عدو اللّغة الفرنسية. ما جعل الفرنسي لا يتلعثم في حديثه، ويتقن لغته، ويتحدّث بطلاقة وسهولة، ويفهم الجميع ويفهمه الجميع.

استنكرت -وما زلت- على الأساتذة الجزائريين و-العرب- استعمال العامية مع أبنائنا. وهو جريمة، وخيانة في حقّ الأمّة، وتاريخها، وحاضرها ومستقبلها، ولغتها العربية.

التميّز والضعف:

تحدّث الأصدقاء عن الفساد في المجتمع، ومؤسّساته. لكنّهم بالغوا في التّعميم. فتدخلت قائلا: وجود الرداءة في بعض القطاعات لا يلغي التميّز لبعض الأفراد البارعين في مجالاتهم. والمطلوب الاهتمام بهذه القلّة المتميّزة. وإحاطتها بالرعاية، والحماية، والمكافأة الفاعلة.

تربية الأبناء:

تحدّث الأصدقاء عن تربية الأبناء من الناحية المادية. وبما أنّ الجانب المادي ضروري. ولا يمكن تجاهله. أضفت: تربية الأبناء تحتاج الى رعاية ربانية ترافق الاولياء. لأنّ التّوفيق من الله تعالى. والأبناء زرع. والزّرع ينمو، ويشتدّ، حسب طبيعة الماء والتّربة.

التضحية بالمنصب:

كلّ صديق رأى في التّضحية من زاويته، وتجربته. وهم أهل علم، وخبرة. وأضفت: عظمة بعض الشخصيات في أنّهم ضحوا بأعزّ ما يملكون من أجل الآخر. ومنهم:

ضحى عبد المطلب بنفسه، وماله، ومنصبه، وجاهه من أجل نصرة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وسيّدتنا أمّنا خديجة: ضحّت بتجارتها، وأموالها، وسلعها، ومكانتها. لأجل أن تناصر زوجها. وهو الفقير، والمسكين، والمطارد.

وسيّدنا الصّدّيق: ضحى بماله، وتجارته، ومكانته، وأبيه، وزوجه، وابنتيه، وسلاحه المتمكّن في كونه نسّابة العرب. من أجل نصره صديقه، وأحبّ النّاس إليه. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

الأخلاق والآلة:

قلت: سيارتك لا تتركها دون بنزين مهما كانت الظروف لأنّه قد يحتاجها جارك، أو غيره. لأمر طارئ لا يقبل الانتظار. وإذا قلت له أنّها غير مملوءة بالبنزين. فإنّه لا يعذرك، ولن يسامحك ما حييت. لأنّ مصيره -في تلك اللّحظة- مرهون بمساعدتك إيّاه.

العلم والإدارة:

الإدارة لا تلتقي مع العلم. وإن التقيا يجب أن تضحي بأحدهما. وإذا خرجت من الإدارة وأنت تقدّر الحرف، وتحترم السّطر، وتعرف قدر الكاتب والكتاب. وبينك وبين الفساد سدّا منيعا. فأنت ممّن رضي الله عنهم. ونلت رضا الوالدين.

جوّ القراءة:

أخذت قسطا من الرّاحة. وأنا أرتشف فنجان شاي. إذ بامرأة رفقة أبنائها الثّلاثة الصّغار. تجلس بجواري، وفي نفس المائدة. وممّا قلته لها: الأب مطالب أن يرافق الأبناء إلى المعرض، وكلّ مكتبة. حتّى يتربى الأبناء على حبّ، واحترام، وتقدير الكتب. فينمو الطفل سليما. ويضيف للمجتمع بقدر ما تلقّى، ونال، وتربى عليه.

الإثنين 20 جمادى الأوّل 1447هـ، الموافق لـ 10 نوفمبر 2025

الشرفة – الشلف – الجزائر

[1]  مقالنا: #ارفع_أوساخك_قبل_كتبك

الجمعة 17 جمادى الأوّل 1447هـ، الموافق لـ 7 نوفمبر 2025

[2]  منشورنا: #كتب_للقراءة

السّبت 18 جمادى الأوّل 1447هـ، الموافق لـ 8 نوفمبر 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com