مؤتمر الدوحة: تحالف دولي لبحث قوة استقرار ومستقبل غزة

الدوحة – البيادر السياسي:- يعقد اليوم الثلاثاء منتدى دولي واسع النطاق برئاسة القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) في الدوحة، بمشاركة ممثلين من أكثر من 25 دولة، بهدف التخطيط لإنشاء قوة متعددة الجنسيات سيتم تعريفها كقوة استقرار لغزة.
بحسب المخطط المذكور، من المفترض أن يتناول المؤتمر قضايا جوهرية كالهيكل القيادي، ونطاق القوة، وقواعد الاشتباك، ومسألة التفويض الدولي، بما في ذلك إمكانية اتخاذ إجراء يُصرّح به من قِبل آليات الأمم المتحدة.
وتصف مصادر مطلعة على المناقشات هذا الحدث بأنه مرحلة تخطيطية تهدف إلى وضع أساس عملي لتنفيذ الترتيبات الأمنية وإدارتها على أرض الواقع، حالما يتم وضع إطار سياسي يسمح بذلك
قبل يوم من انعقاد المؤتمر، استضاف رئيس وزراء قطر، الدولة المضيفة، حسين الشيخ نائب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس ، لبحث ملف غزة وإقامة دولة فلسطينية.
وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، واستعرضا، بحسب البيان القطري، “آخر التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأكد رئيس الوزراء مجدداً دعم قطر القوي للقضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، وكرر البيان الرسمي رسالة قطر بأن حل المنطقة يجب أن يقوم على القانون الدولي وحل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. ويبدو بالتالي أن الدوحة تعتزم استغلال هذا اللقاء للدفع نحو إقامة دولة فلسطينية
يُنظر إلى هذا الاجتماع، الذي يُعقد قبل يوم من المؤتمر، من قِبل الشخصيات السياسية على أنه محطة هامة تهدف إلى صياغة الإطار العام مُسبقًا: ليس فقط مسألة من سيُؤمّن الأمن وكيف سيتم نشر القوات، بل أيضًا من سيُدير الأمور وما هي السلطة السياسية في غزة في اليوم التالي.
من وجهة نظر قطر، التي لعبت دورًا محوريًا في غزة خلال السنوات الأخيرة، يُمثل هذا الاجتماع مصلحة مزدوجة: من جهة، تعزيز مكانتها الدولية كوجهة لا يُمكن تجاهلها، ومن جهة أخرى، ضمان ألا تُقيّد الآلية التي ستُنشأ في أعقاب الحرب الساحة بحل مؤقت بلا أفق، بل أن تُحقق الهدف السياسي الذي تُؤكد عليه باستمرار.
يُفسر جدول أعمال المؤتمر حساسية الموضوع: فالقوة متعددة الجنسيات لا تزال في مرحلة التخطيط، ومن المتوقع أن تتضمن المناقشات مسائل عملية، مثل تحديد المسؤولية، وإصدار الأوامر، وكيفية العمل في بيئة تتداخل فيها الاعتبارات الأمنية والإنسانية والسياسية، وما هي حدود السلطة في ضوء العوامل المحلية. إن مجرد وجود منتدى بهذا الحجم، بقيادة الولايات المتحدة واستضافة قطر، يُشير إلى محاولة لبناء آلية دولية منسقة، قادرة، نظرياً على الأقل، على سدّ “فجوة” السيطرة والاستقرار في غزة



