بعد اغتيال “رائد سعد”.. الوسيط المصري “غاضب جدًا” ويلوح بالانسحاب وحماس “مستعدة للاشتباك”

القاهرة- البيادر السياسي:ـ لوحت الحكومة المصرية ولأول مرة تقريبا بإعلان الامتناع عن الوساطة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية إذا لم يتقدم المسؤولون في الإدارة الأمريكية بالقيام بواجبهم والتزاماتهم في ضبط إيقاع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويبدو ان أزمة تلوح في الأفق الآن بعدما قررت فصائل المقاومة وتحديدا حركة حماس التلويح بتعليق المشاركة في أي مفاوضات والعودة الى خيار الاشتباك العسكري إذا لم تفي الأطراف الوسيطة بالتزاماتها بخصوص وقف إطلاق النار.
والمرجح ان اغتيال القيادي العسكري البارز في جناح كتائب القسام الشيخ رائد سعد شكل صدمة كبيرة للأوساط التي تقوم بالوساطة.
وأبلغت كل من مصر وتركيا الإدارة الأمريكية بأن بنيامين نتنياهو يخطط عبر ذلك الاغتيال لإعاقة التفاهم على انطلاق المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار مع الاشارة الى ان البروتوكول الذي أنجزه المصريون والقطريون في اللقاء الوحيد العلني بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وقائد حركة حماس خليل الحية ومرافقين له من الصف القيادي ناقش بوضوح مسالة الاغتيالات.
وأبلغ ويتكوف في ذلك الوقت وفقا للرواية المصرية القيادات في حركة حماس بان إدارته تضمن تجنب اغتيال قيادات بارزة في الفصائل المقاومة في المرحلة اللاحقة بسبب ورود نص في وثيقة ترامب باسم ” العفو عن المسلحين”.
وقال ويتكوف أن الإسرائيليين يعلمون بذلك وقد تم ابلاغهم والتفاهم معهم على هذا الاساس.
وشكل هنا اغتيال الشيخ سعد علامة فارقة في مسيرة الجاهزية للانطلاق نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
كانت تقارير إعلامية قد اعتبرت ان الادارة الأمريكية وبخت نتنياهو لأنه مرر الموافقة على اغتيال قيادي بارز في حركة حماس لأهداف غامضة مع ان حركة حماس تشكك في تلك الرواية وتقدر أوساطها ومصادرها بان الجانب الاسرائيلي لم يكن في موقع اغتيالات مباشرة من هذا الحجم وهذا النوع بدون الحصول على ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية.
وطالبت حماس ومعها فصائل المقاومة الوسطاء في القاهرة والدوحة وأنقرة بإبلاغها بصفة نهائية عما إذا كان الأمريكيون يستطيعون ممارسة الضمانات التي قدموها بوقف إطلاق النار والتمهيد للمرحلة التالية التي تشك قطر وتركيا في أن الإسرائيلي يخطط لأعاقتها الآن.
يطالب الوسطاء بتجميد الانتهاكات من الجانب الاسرائيلي مع العلم بأن حجة وذريعة نتنياهو التي استخدمها عند اغتيال الشيخ سعد والتي تقول بان الاغتيال رد علي انتهاك مارسته حركة حماس بزرع إحدى العبوات أصبح أشبه برواية لا يشتريها الأمريكيون وقد تم ابلاغ الاسرائيليين من واشنطن بذلك.



