المطران عطا الله حنا: الرأي العام العالمي وخاصة عند شريحة الشباب انما يتبدل ويتغير لصالح عدالة القضية الفلسطينية

ان السلام الحقيقي يمر عبر طريق واحدة وهي الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة والاعتراف بحق هذا الشعب المظلوم في ان يعيش بحرية وكرامة وامن وامان وسلام في وطنه وارضه المقدسة .ش
وما نشهده اليوم هو كم هائل من المؤامرات الهادفة الى وئد حلم الشعب الفلسطيني في تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية وهذا لن يؤدي الى السلام حتى وان ادعى البعض بأنهم يعملون من اجل السلام ، فالسلام ليس شعارا يتغنى به البعض واذا لم يتم العمل على تحقيق العدالة المغيبة في هذه الديار فعن أي سلام يتحدثون؟!
ان المؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والتي تنسجم وسياسات وممارسات الاحتلال لن تؤدي بنا الى السلام المنشود.
فالسلام لا يبنى على القمع والظلم والاستبداد ولا يبنى من خلال انهاء وتصفية القضية الفلسطينية بل يبنى من خلال حل عادل لهذه القضية يصون حق هذا الشعب المشروع والذي لا يسقط بالتقادم وهو يسعى من ان اجل ان يحيا في وطنه بعيدا عن كل الممارسات الظالمة والسياسات الاحتلالية القمعية التي لا يمكن ان يقبلها وان يبررها أي انسان عاقل.
فلسطين ليست ارضا بلا شعب لشعب بلا ارض فالشعب الفلسطيني موجود ولا يحق لاحد ان يتجاهل وجوده وحقوقه وثوابته الوطنية والفلسطينيون لا يطلبون منة من احد بل ينادون بأن تعود اليهم حقوقهم السليبة التي سلبت منهم عنوة .
ان الأوضاع الراهنة التي يعيشها الفلسطينيون لا يمكن لاي جهة حكيمة ومسؤولة في هذا العالم ان تقبل بها وخاصة ما حدث في غزة وما يحدث في الضفة الغربية حيث يستهدف الفلسطينيون في كافة تفاصيل حياتهم .
نعم نحن مع السلام ولكننا لسنا مع الاستسلام واستسلام الفلسطينيين الذي يريده البعض لن يحقق السلام فالسلام طريقه واحدة وهو حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يصون الثوابت ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الذي ينتمي لهذه الأرض وجذوره عميقة في تربتها.
نتمنى ان تزداد القناعة في هذا العالم وخاصة في الغرب بضرورة العمل على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وليس القبول بسياسات وممارسات الاحتلال .
العالم يتبدل ويتغير والرأي العام العالمي وخاصة عند شريحة الشباب بات يتبدل ويتغير يوما بعد يوم لصالح عدالة القضية الفلسطينية .

المطران عطا الله حنا 
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 18/12/2025