ماذا بعد الحرب؟؟؟.. بقلم/إحسان بدرة

أكثر من عامين ونصف على حرب الابادة 2023 المدمرة المهلة وغيرة النسبوقة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعيشون واقعا لا يوصف من المعاناة والحصار إغلاق المعابر والدمار والفقر وانعدام الأمن غياب الرؤية المستقبلية للقطاع الذي كان ينبوع وشعاع من الوطنية والعطاء والنضال.
وهنا الواقع ومعطياته يفرض علينا أسئلة فرضية لها مدلولها الواقعي نتيجة الحرب وتداعياتها والتي تفضل معلقة ….
● حول مستقبل القطاع ومن سيديره وكيف سيخرج من هذه الكارثة ؟؟؟ … !!!
ومن زاوية أخرى تظهر أسئلة
استدراكية. يطرحها الكثير ون
● هل يمكن تقبل غزة بقوات دولية؟
حقيقة أبناء قطاع غزة لا يثقوا
باي وجود أجنبي بسبب ما عانوه من ويلات الاحتلال والحصار والتدخلات الإقليمية ..
ولكن بسبب الواقع الماساوي الذي خلفته حرب الابادة وعلى كل المستويات من تدمير وخوف وجوع ومرض وحصار وفقدان الأمل بالمستقبل و بعد ان تم القضاء على الماضي بما فيه وما عليه وبعد انعدام منظومات الحياة الصحية والتعليمية والسياسية المعيشية وغياب الأمن والخدمات هذا قد يدفع بقبول وجود قوات دولية تعمل على حماية المدنيين تكون تحت إشراف الأمم المتحدة وتضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة. أما تلك القوات الدولية إذا كانت لخدمة الاحتلال وترسيخ وجوده من جديد في القطاع أو لفرض واقع جديد فهى مرفوضة وستعامل معاملة الاحتلال نريد إخراج الاحتلال لا اشتبداله باحتلال آخر .
ومن الزوية الاخري من المشهد نجد إسرائيل تحاول تقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة تسيطر عليها أمنيا دون تحمل أي مسؤولية كقوة احتلال ومستخدم الغذاء والمساعدات كوسيلة ضغط .
ولكن من واقع التجارب فهذا الواقع لن يستمر وأن طال لأن غزة ترفض التقسيم وإدارة غزة بعد الحرب فلن تكون كما كانت قبل الحرب حيث أن الأوضاع تغيرت والتفاهمات الإقليمية والدولية
أما إدارة غزة بعد الحرب فلن تكون كما كانت قبلها فالأوضاع تغيرت والتفاهمات الإقليمية والدولية سيكون لها دور كبير وكذلك رأي الشارع الغزي الذي خرج منهكا من تحت الركام ..
ومعبر رفح سيبقى شريان الحياة الأهم وفتحه بشكل كامل يتطلب انسحابا إسرائيليا وإدارة فلسطينية رسمية برقابة دولية وتنسيق مصري فلسطيني .. أمااستمرار التحكم الإسرائيلي بالمعابر يعني بقاء الحصار والمعاناة المتجددة لأبناء القطاع.
.. ومن هذا الواقع يطرح سؤال
هل ستعود السلطة الفلسطينية إلى غزة ؟؟
نعم فالسلطة هي الجهة الشرعية المعترف بها دوليا، وعودتها ممكنة لكنها تحتاج إلى توافق وطني حقيقي وتوحيد المؤسسات والتحضير لانتخابات عامة، وبالتالي فإن تجاهل دور السلطة أو استبدالها بوصاية دولية سيخلق فراغا خطيرا ترفضه ويرفضه الشارع الفلسطيني في الوطن والشتات.
أما قضية السلاح تبقى من أكثر القضايا حساسية وإذا تم نزعه فيجب أن يسلم للسلطة الفلسطينية وتنظيمه لمنع استخدامه داخليا ضمن مرجعية وطنية واحدة .
وموضوع التواصل بين حماس والإدارة الأمريكية هو انعكاس لواقع جديد فرضته الحرب حيث أن واشنطن تدرك أن أي ترتيب في غزة دون مشاركة حماس لن يكون قابلا للاستمرار دون أن يعني ذلك اعترافا سياسيا بحماس …
وفي نهاية المطاف تقف غزة اليوم أمام خيارين …
● إما حل سياسي شامل يعيد الوحدة الوطنية ويفتح الطريقة نحو الدولة الفلسطينية .
● أو استمرار إدارة أزمة طويلة تبقي القطاع في حالة معاناة دائمة ..
[ ] ورغم كل هذا قد تكون الحلول قريبة من حيث التوقيت ولكنها بحاجة إلى إرادة دولية دولية
حقيقية ووحدة فلسطينية وضغط شعبي يفرض مستقبلا أفضل، فغزة التي صمدت أمام الإبادة لن تقبل بحلول مؤقتة أو حصار جديد بأسماء مختلفة.
صحفي وناشط سياسي



