المطران عطا الله حنا: لن تتمكن أي قوة غاشمة من تصفية انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث الا وهي القضية الفلسطينية 

ما هي نتيجة لقاء ميامي سوى مزيدا من التآمر على شعبنا وقضيته العادلة ومشرقنا كله فلا يجوز ان يظن احد في هذا المشرق انه بعيد عن هذا التآمر وعن هذه المخططات الاستعمارية فالمتآمر على فلسطين وعلى شعبنا في غزة هو متآمر على الامة كلها وعلى الأقطار العربية كلها أيضا .
ما فائدة هذه القمة اذا لم تكن نتيجتها تحقيق العدالة ورفع الظلم والمعاناة عن شعبناـ اعتقد بأن شعبنا الفلسطيني لم يكن يتوقع او يراهن على هذه القمة وهذا ما نلحظه بالفعل حيث تجاهلت القمة مسألة في غاية الأهمية وهي معاناة شعبنا في غزة وكأنها لا تعني لهم شيئا .
انها قمة فيها امعان في التآمر على شعبنا المظلوم وعلى امتنا كلها فمتى سيصحو العرب من كبوتهم لكي يصححوا اعوجاجاتهم وتكون بوصلتهم في الاتجاه الصحيح.
يجب ان يعرف القابع في البيت الأبيض بأن أي معادلة لا تنهي الاحتلال وتحقق امنيات وتطلعات وثوابت شعبنا لن توصلنا الى السلام المنشود فالسلام لا يبنى على حطام الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
طريق السلام واحدة وهي تلك التي تؤدي الى حل عادل للقضية الفلسطينية حل يصون حرية وكرامة وحياة الانسان الفلسطيني ، حل يزيل الحواجز والاسوار العسكرية المقيتة التي جعلت الفلسطينيين يعيشون وكأنهم في سجن كبير.
نعم نحن مع السلام وقد قلنا هذا مرارا وتكرارا للوفود الغربية وخاصة الامريكية التي تصل الى القدس ولكن السلام الذي نتحدث عنه هو ليس سلام الاستسلام والتنكيل والتآمر على الشعب الفلسطيني ، انه سلام يصون الكرامة والحرية وحق الفلسطينيين في ان يعيشوا بحرية وأمان وسلام في وطنهم وفي ارضهم المقدسة.
انها قمم فاشلة اذا لم تؤدي الى تحقيق العدالة المغيبة في هذه الديار ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه.
أي قمة تتجاهل الشعب الفلسطيني وقضيته ومعاناته وجراحه وآلامه انما هي ليست قمة للسلام بل قمة للامعان في التآمر على شعبنا من اجل تصفية قضيته العادلة، في عالمنا لا توجد هنالك قوة قادرة على تصفية هذه القضية لأنها قضية شعب حي يعشق الحياة والحرية والكرامة .

المطران عطا الله حنا 
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 30/12/2025 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com