المطران عطا الله حنا: العواصف زادت من معاناة أهلنا في القطاع


مع كل منخفض جوي يضرب غزة نرى المشاهد المروعة التي تتجاوز قدراتنا على احتمالها فأهلنا في القطاع يواجهون معركة البقاء وقد طارت الخيام والبرد ينهش أجساد الأطفال.
ان مشهد الأطفال الذين يرتجفون من لسعة البرد انما تقشعر له الابدان وفي غزة لم تعد الحرب وحدها هي التي تؤلم الغزيين فمع كل منخفض جوي يتحول المطر من غيث الى عدو يفتك بما تبقى من حياة، فلا سقف يحميهم ولا جدار يقيهم.
فإلى متى سوف تستمر محنة غزة والالام والاوجاع هناك لا يجوز ان تبقى وان تستديم ومسألة اتخاذ القرارات الحاسمة من اجل الإغاثة والمساعدة وإعادة الاعمار لا يجوز تأجيلها.
فمع كل تـأجيل يحصل تزداد المعاناة وتزداد الالام والاحزان ، لم نكن نتوقع شيئا من قمة ميامي ولم نصدم بنتائجها لان هذا هو الواقع الذي نعيشه ، ولكننا نتسائل اين هم الاشقاء العرب من كارثة غزة وقد بتنا نلحظ بعضا من الصراعات العربية الداخلية وكأنه يراد الهاء العرب بخلافات وصراعات لكي لا يفكروا بالقضية الأهم وبالمسألة التي يجب ان تحظى باهتمامهم وهي قضية فلسطين وخاصة معاناة أهلنا في غزة.
ان كارثة غزة لا يجوز ان يتم تأجيل علاج تداعياتها فكل تأجيل هو امعان في المأساة والكارثة وما نحتاجه اليوم انما هي قرارات فاعلة وعاجلة وضرورية من اجل الإغاثة والمساعدة الضرورية والتفكير بشكل جدي بانتشال الركام وإعادة الاعمار.
لا تتركوا أهلنا في غزة فريسة لالة القهر والتنكيل والعواصف التي زادت من معاناة أهلنا في القطاع المنكوب والمكلوم.

المطران عطا الله حنا 
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 31/12/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com