حرب غزة كشفت السِّتار عن بعض التجار الفجار، والمبادرين الكذابين السارقين.. أ,د/ جمال أبو نحل

جاء في الحديث النبوي الشريف الصحيح عن الصحابي الجليل رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إِنَّ التُجَّارَ يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ فُجَّارًا ، إِلَّا مَن اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ )؛ وهذا الحديث النبوي الشريف ينطبق تمامًا على بعض تجار الحروب المجرمين في غزة ممن استغلوا حاجة الناس أثناء الحرب ورفعوا الأسعار، واحتكار السلع، ولقد جاء في شريعتنا الإسلامية، من خلال السنة النبوية المشرفة، والتي كشفت بالدليل القاطع أن التاجر المُحتكر للسعلة ملعون وملعون كل من يقف في الكواليس من خلف الستار يحميهم، ويجمع ويأخذ الإتاوات، وكل ذلك على حساب الشعب المظلوم الذي يعيش غالبيتهم في الخيام التي لا تقيهم حر الصيف، ولا برد الشتاء القارس؛ ومن المعلوم أن من يفعل ذلك الفعل الشنيع هم بعض أدعياء الوطنية، والدين من حكام غزة الظلمة المتنفذين، والمنتفعين من جماعة إخوان الشياطين الكذابين المفسدين!. وبعد انتهاء عامين، ونيف على حرب الإبادة الوحشية الإجرامية الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ ظهرت على السطح، وبشكل كبير من خلال وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، في المجتمع الفلسطيني الغزي ظواهر عجيبة غريبة، مُريبة لم يرى مثلها قط الشعب الفلسطيني؛ حيث صرنا نشاهد ثلة من اللصوص السارقين السفهاء البلهاء الكذابين يتاجرون بمعاناة الشعب من خلال تصوير عشرات، ومئات الفيديوهات للتسول مستغلين حاجة رجل كبير للطعام، والشراب فيقومون بتصويرها وهو مجرداً من ملابسه بشكل مهين، وأمام الكاميرات، والتصوير يتواصل مستغلين حاجة بعض الأسر ويصورون بعض الأطفال وهم يعطونهم مساعدة مالية بسيطة، وكذلك تصوير من بترت أطرافهم للتسول عليهم، وصور يا فلان… وانتشر على مواقع التواصل التوك توك، وموقع الانستغرام الخ..؛ وصور أطفال غارقين بالمطر في الخيام، وأطفال فقدوا أطرافهم في تلك الحرب الوحشية، وأطفال ونساء لا يجدون لقمة خُبز، ويظهر ذلك الكذاب المُبارد المجرم اللص السارق في الفيديوهات وهو يصرخ ويبكي، ليقنع من يشاهد من المتبرعين في كل العالم بصدقه، ومن يراه من الشعوب العربية والإسلامية وهو يبكى دموع التماسيح ويقول :”سوف نحاسبكم أمام الله إن لم تنشروا هذا المقطع من الفيديو، وإن لم تتبرعوا “، ولا تشفع لهم يا رسول الله”، وكلام على هذا النحو من الكذب، والتسول المصور، الممنهج، كما يستغلون من يقومون بتصويره بغزة من الأسر المحتاجة الغارقة في المطر في الخيام، ومن الأطفال الأيتام، وممن فقدوا أطرافهم، وممن لا يجدون قوت يومهم ويظهرون أنفسهم كأنهم المنقض المخلص، وأنهم يقدمون المساعدة، ويقدمون فُتات الموائد شيء لا يذكر، بينما يسرق أولئك القطط السمان وأصحاب الكروش المنتفخة من أكل المال الحرام من المبادرين الكذابين سارقين أموال المساعدات، فصار أغلبهم أغنياء من المال الحرام الذي حصلوه باسم الشعب المنكوب في خيام غزة؛ وبعد الحرب شاهدنا بعض الناس من أصحاب الأخلاق السيئة، من أغلب المبادرين من الرجال، والنساء، يتكلمون بكلام الدين ويتلون آيات من القرآن الكريم، ويتخذون كتاب الله وسنة نبيه وسيلة للتسول والسرقة وجمع المال كمساعدات للناس ويقومون بسرقتها؛ ولذلك إن الأخلاق الطيبة الحسنة أعظم الأرزاق. وهي نادرة في هذا الزمان، فمن زاد عليك في الخُلق زاد عنك في الدين؛ وأكثر ما يدخل أهل الجنة الجنة تقوى الله وحسن الخُلق، ومن المعلوم عن أغلب شعب غزة أنهم أهل نخوة، ووفاء، وشجاعة، وأهل الجود، والكرم، وحسن الضيافة، ويحبون العطاء بكُل سخاء، على الرغم من فقدانهم الرخاء، رغم قلة ذات اليد؛ لكن غالبية الشعب الغزي بعد مغامرة ومقامرة السابع من أكتوبر أصيبوا بنكبة كبيرة ففقدوا كل شيء، ورغم ذلك تجد بعضًا منهم” يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”. وأغلب الشعب في غزة بعد تدمير العدو المجرم للأبراج السكنية والعمارات، والمنازل، والبيوت صاروا يعيشون في خيام غير مناسبة للحياة الإنسانية الأدمية، وفي أوضاع مأساوية صعبة للغاية، ومما يحُزن كل حُر في غزة، وخارجها، ويدمي القلب ما نراه من كذب، ونفاق، وتزوير للحقيقة، وخروج عشرات إن لم يكن مئات الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي برعاية أدعياء الدين الكذابين المفسدين الذين يستجدون الرئيس الأمريكي ترامب للجلوس معهم، وبعدما تسببوا بتدمير غزة، وكبيرهم الذي قال عن آلاف الشهداء الأبرار في غزة بأنهم “خسائر تكتيكة”، وقد هرول خالد مشعل، خلال الحرب ومن معه لسيدهِم في إيران ليقدموا لخامنئي الطاعة، وهدية النصر كذبًا وزورًا من أجل كسب المزيد من المال لهم؛ وكل ذلك على أنقاض شعب غزة المنكوب المذبوح من الوريد إلى الوريد!؛ ولا يزال ألاف الشهداء جثامينهم الطاهرة تحت أنقاض البيوت المدمرة؛ وحاليًا يحاول حكام حماس في غزة وخارجها الظالمين أن يسيطروا على الشعب في غزة بالنار والحديد، ويفرضون الضرائب على الشعب وبالمقابل يظهروا للعالم أنهم قمة في التدين، والمقاومة والزهد والورع، وأن الحياة في غزة طبيعية ولكنهم يعلمون ويعلم كل سكان غزة أنهم يكذبون كما يتنفسون، وتراهم يصورون عدد كبير من الأطفال والنساء بأنه حفل تخريج فوج كبير من حفاظ، وحافظات كتاب الله؛ ولكن أغلبهم ليسوا بحفاظ!؛ وكذلك يقومون بتصوير غزة تعافت من خلال بعض إقامة بعض الأفراح وإقامة حفلات الدبكة، والمديح النبوي؛ وكذلك تصوير غزة تعافت من خلال الإعلان عن افتتاح عدد من المولات الكبيرة، ومن خلال فيديوهات كثيرة عن افتتاح مطاعم الشاورما، وبعض المحلات، على هذا النحو، والقبيل؛ ومن ثم ينشروا الفيديوهات على مواقع التواصل لجمع التبرعات والمال؛ وسرعان ما تنتشر تلك الفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم؛ ولما تقرأ التعليقات من الشعوب العربية، والإسلامية على تلك الفيديوهات الكاذبة تكاد تصاب بجلطة حينما تعلم أن الجهل عم، وطم وأن من يعلم الحقيقة قليل، وبالمقابل الكثير يتكلمون بما لا يعرفون صحته وكأن الكاذبين، والسفهاء، ممن يصنعون فيديوهات الكذب، والتفاهة يجدون رواجًا كبيرًا لها في مواقع التواصل؛ مستغلين تعاطف الشعوب مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة خاصة سكان قطاع غزة؛ والحقيقة المُرة التي يجب أن تنتشر هي معاناة الناس في خيام غزة، بعد طوفان النكبة الذي أغرق الشعب وتسبب بالدمار، والخراب، واحتلال غالبية قطاع غزة، وأغلب الشعب في غزة صار يعاني من الفقر المدقع، والأمراض، والبطالة والمشاكل الاجتماعية، إلا المبادرين اللصوص السارقين والتجار الفجار وحكام غزة الظلمة من قادة حماس الذين يسعون بكل قوة أن يبقوا يحكمون غزة ولو كان ذلك على جماجم كل الشعب الفلسطيني!؛ ولا يزال يتواصل القصف الصهيوني الوحشي على غزة وقتما يشاء العدو، وبعض النازحين في الخيام ماتوا من شدة البرد في الخيام، وصار أغلب الشعب حتى الأطفال يبحثون عن لقمة العيش لتوفير الطعام، والشراب، بدل ذهابهم لمقاعد الدراسة صاروا يذهبون كل صباح يتسابقون سعيًا للحصول على ربطة خبر، ويبحثون عن “تكيات توزع الطعام”، أو عن المساعدات!؛ حاملين معهم الأواني الفارغة سعيًا منهم للحصول على وجبة طعام تسد رمق جوعهم!؛ وصار غالبية الشعب في قطاع غزة على هذا الحال؛ يكافح رب الأسرة ليلاً، ونهار اً سعيًا لتحصيل لقمة العيش لأسرته من تكية طعام، أو جمعية أو مبادرين يصورون حاجة الناس في مشهد مُذل لرب الأسرة!؛ وفقد أغلب الشعب كل ممتلكاتهم في الحرب، وتحولت حياتهم كحال من كان يعيش في القصور ، وفجأة انتقل للعيش في القبور!؛ ومن النور إلى الظلام، ومن الرخاء إلى العناء!. ومن نور العلم، والتعليم إلى ظلمات الجهل!؛ بعدما كان الشعب الفلسطيني أكثر شعب متعلم في العالم وخاصة في غزة فأكثرهم يحملون المؤهلات العلمية العليا من الماجستير، والدكتوراه؛ وصار الشعب غزة يعاني الأمرين في النزوح في خيام الموت والعذاب، والمعاناة، والألم، وصار مجرد حصول الأسرة بغزة على خيمة تسترهم للعيش فيها هو إنجاز!؛ مع العلم أن تلك الخيام التعيسة لا تصلح أصلاً للحياة البشرية الأدمية، ولا تَقى من حر الصيف اللهاب، ولا من برد الشتاء القارس، وصار الموت يحيط فيهم من كل جانب؛ بينما بعض قادة التنظيمات الحاكمة في غزة، ومن الأفراد، وبعض العاملين في المؤسسات والجمعيات؛ والمبادرين سرق بعضهم ما جمعه من مال على حساب دم الشعب الفلسطيني في غزة، وصار من الأغنياء بمالٍ سُحتٍ حرام؛ وهنا نُورد مثالاً واحدًا فقط لأموال منهوبة تم جمعها للشعب في غزة من شعب موريتانيا؛ حيث أعلنت المبادرة الإيبيرية لدعم سكان غزة، التابعة لقبيلة أولاد أبييري الموريتانية، قبل نصف عام تقريبًا عن تسليمها حصيلة تبرعات أبناء القبيلة للأهالي في غزة، وهو مبلغ نصف مليار أوقية موريتانية قديمة، وبعض التبرعات كانت من الذهب والمجوهرات وسلمت أموال تلك التبرعات إلى ممثل حركة حماس في موريتانيا: “محمد صبحي أبو صقر”، وذهب أسامة حمدان ويشكرهم شخصيًا!؛ فأين ذهبت تلك الأموال!؟، فلم يرى الشعب في غزة منها شيئًا!؛ ومن الواضح أن أموال التبرعات التي جُمعت للشعب الفلسطيني تذهب لحماس، ولذلك قال القيادي الحمساوي خليل الحية مال حماس لحماس”! والصحيح أن مال الشعب ومال التبرعات كله لحماس!؛ فالشعب خارج حساباتهم التنظيمية، والحزبية الضيقة!؛ رغم أن الشعب الفلسطيني البطل قدم أعظم صور التضحية، والنضال، والصمود، والصبر، والفداء، والإباء، والمصابرة، والمفروض تكريمه وليس العودة لما كان عليه الحال قبل الحرب من التضييق على أرزاق الناس بغزة، وفرض الكثير من رسوم الضرائب، و الإتاوات عليهم، والتضييق عليهم في معيشتهم؛ فلا نامت أعين المبادرين الخونة السارقين اللصوص الكذابين، ولا نامت أعين التجار الفجار من المحتكرين للسلع وممن يرفعون الأسعار، ومن يقف خلفهم من أمراء الظلام الظالمين من حكام غزة، وكذلك اللصوص ممن هم خارج غزة، وقد جمعوا ملايين الدولارات باسم الشعب بغزة، ومن ثم سرقوها، ولا يزالوا يتمسكون بحكم غزة ولو كان ذلك على حساب جماجم الشعب الفلسطيني، ويستجدون ترامب ليرضى عنهم، والشعب بغزة أغلبهم صاروا ينامون بالخيام التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء؛ ولذلك ندعو المتبرعين للحذر الشديد، والتمحيص، والتدقيق كثيرًا، قبل إرسال أي تبرع، وخاصة ممن يصورون الناس، ويهتكون ستر الأسر المستورة من المبادرين الكذابين السارقين الذين يرفعون أصواتهم و يذرفون دموع التماسيح أثناء تصويرهم للفيلم الهندي الكاذب الذي يقومون بتصويره لإقناع المشاهدين للفيديو على مواقع التواصل من المتبرعين بالتبرع لهم؛ فأولئك الشرذمة المجرمة من الكذابين تفوقوا على أكبر عصابات النصب، والسرقة في العالم!؛ فلا نامت أعين أولئك اللصوص، والخونة، والجبناء السارقين، وجاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به”.
الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الأستاذ، والمحاضر الجامعي غير المتفرغ/ غزة ــ فلسطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين، والأدباء العرب بفلسطين
dr.jamalnahel@gmail.com
—
دكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
0568919333-059771126-0598919333
————————————————————-
فيس بوك :https://www.facebook.com/jamal0017
فيس بوك احتياطي : https://www.facebook.com/jamal.nahel.3
مدونة فيس : https://www.facebook.com/DR.JAMA12345/
————————————————————
تويتر : @DrNahel سكاي بي : dr.jamalnahe



