شمس فتح ال《61》.. بقلم/ إحسان بدرة

● هذه الأيام تطوي”فتح” 61 عامًا من الكفاح والنضال والتضحيات والبناء لتكون في أول الحركات الثورية الفلسطينية والعربية والتي ناضلت ضد الصهيونية .
وقدمت قوافل الشهداء من القادة واعضاء المركزية و المقاتلين والجرحى والاسرى وتحملت في سبيل تحقيق أهدافها الكثير من الألم والبعد والغربة والجروح والغدر، وطرزت تاريخ جهادها ونضالها بأحرف من نور ونار حتى تحقق النصر الناجز في الخلاص من الظلم والإضطهاد والديكتاتورية وأشرق فجر الحرية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمام أحرار وشرفاء العالم.

●تحتفل “فتح: هذه الأيام بذكرى تاسيسها 《61》وفي وقت يختلف عن كثير من الأوقات والسنين الماضية في فترة النضال و المقاومة فهى اليوم تقطف ثمال نضالها الطويل والمستمر من أجل الحفاظ على الإرث النضالي والثوابت الوطنية من أجل الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وإزالة الظلم والطغيان، الذي كان وما زال يجثم على صدر أبناء الشعب الفلسطيني.

● فتح اليوم تبدو أقوي من أي مرحلة ماضية بفضل حنكة وحكمة بقيادة الرئيس محمود عباس “أبو مازن:1 رئيس دولة فلسطين ورئيس حركة فتح ومعه إخوته في اللجنتين المركزية والثورية والمجلسين الإستشاري والعسكري، وقدرتهم على إدارة الملفات سواء تلك التي تتعلق بإدارة الدولة أو العلاقات مع المحيط العربي والإقليمي والدولي، أو تلك التي تتعلق بالبناء التنظيمي للحركة خاصة بعد المتغيرات التي حدثت في الهيكلية التنظيمية للحركة خلال السنوات الاخيرة.
● في ذكرى الانطلاقة “فتح” تقف في مقدمة الحركات والاحزاب الوطنية والثورية ضد الاحتلال الإسرائيلي وترفض كل أساليب الترهيب والترغيبمن الاحتلال وقدمت الشهداء تلو الشهداء من القادة واعضاء اللجنة المركزية وعل رأسهم الشهيد ” أبوعمار. وابو جهاد وابو أياد وكمال عدوان وكمال ناصر وغيرهم من الشهداء . لأنها تعلم أن الطريق الحرية والاستقلال لا يعبد إلا بدماء الشهداء

● حركة فتح منذ انطلاقتها تواجه الاحتلال وجها لوجه ولم تنكفأ على نفسها أوتشعر بالإحباط في أي يوم من سنوات المواجهة والجهاد والمقاومة، لأن قيادة الحركة كانت تعمل وفق مبدأ “التوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه”، وبقيت مرابطة في سهول وأهوار وأغوار وجبال الوطن الفلسطيني، موطنه نفسها على الألم ونكران الذات والتفكير بتحقيق المصلحة العامة حتى لو تطلب ذلك إلغاء المصلحة الخاصة وهذا المنهج بقي جزءا من فلسفة هذا الخط التحرري النضالي الفتحاوي حتى يومنا هذا.

● وفي طلوع شمس الفتح ال 《61》تفتخر “فتح: بما قدمته للوطن والشعب الفلسطيني الأصيل سواء في سنوات النضال والتفاح والمقاومة أو في سنوات البناء.. حيث قدمت في سنوات النضال قوافل من الشهداء على اختلاف صفاتهم الرسمية والتنظيمية والاعتبارية وفي مقدمتهم.الشهيد الرمز القائد ياسر عرفات وشهداء اللجنة المركزية لفتح.

● فإن تاريخ “فتح” بدأ منذ الثمانية والأربعون وتلك الفترة كافية للوصول إلى سن البلوغ والفتوة وآكتساب الخبرات النضالية .
ونجاح حركة فتح يكمن في استراتيجيتها وبرامجها التي تتعامل بهما منذ تأسيسها والمبنية على مبدأ الإنفتاح الإيجابي على كافة القوى الوطنية الفلسطينية, حيث كان هذا المبدأ في أولى إهتماماتها حتى وإن إختلفت مع بعض هذه القوى في رؤيتها للأمور والأوضاع التي تمر بالوطن، والأوضاع التي تحكمها معتبرة هذا الإختلاف في الرؤى والتصورات ليس معناه القطيعة خاصة مع القوى التي عملت معها جنباً الى جنب في العملية التحررية والنضالية.
حيث ترى حركة “”فتح”” في الحوارات والمكاشفات يجب أن تكون النهاية لحل الإشكاليان واتباع الطرق الدستورية واعتماد التوافقات من دون نكاية أو استقواء بهذا الطرفاو ذاك من الأطراف الخارجية غير المعنية أصلا بالازمة الحالية القائمة في فلسطين.
● ولقد مثلت حركة “فتح” نقطة مضيئة في تاريخ الخط النضالي المقاوم وهذه إضافة كبيرة إلى إغناء هذا التاريخ بصفحة جديدة
مشرقة من صفحات النضال في إتجاه بناء دولة المؤسسات العصرية لخدمة الوطن والمواطن، وبمراجعة تاريخها منذ تأسيسها في بدايات ستينات القرن الماضي وحتى يومنا
وفي كل صفحة من صفحاتها عنوانا من المجد والفخار والتضحيات والدماء التي روت أرض فلسطين بأغلى الرجال والشباب والأطفال والنساء لأن تاريخ “فتح” قائم على أسس التضحية في سبيل الوطن والقضية وفي سبيل بناء الدولة
● ولقد تعمدت مسيرة فتح النضالية بالتضحيات الجسام والمتضمنة بالعديد من الإنجازات التي هى نتاج للتاريخ الوطني المشرف لها ولرمزها التاريخي الممثل بشهيد فلسطين ياسر عرفات ” أبو عمار” الذي أسس وقدم لتجربة وطنية مميزة وكبيرة بابعادها وكذلك أرسى أبوعمار دعائم تيار فكري مقاوم ويقوم على أسس
الشراكة والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب الفلسطيني من دون تهميش أو إقصاء أو إستبعاد لأي فصيل من الفصائل وبناء دولة المؤسسات وهو الشعار الذي ناضل من اجلهشهيد فلسطين وآهتبره الهدف الأسمى لنجاح الجهود والتضحيات والتي قدمها الفلسطينيون طوال سنوات النضال والمواجهة مع العدو والتي حققتوفيها حركة “فتح” مكانة مميزة وكبيرة وشكلت معادلة واضحة لها ثقلها في الساحة السياسية واثبتت انها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله وهي التي سمحت لها أيضا بأن توظف مكانتها السياسية تلك وحضورها الاجتماعي والسياسي والإقتصادي في بلورة مشاريع ومبادرات وطنية وسياسية تقرب المسافات بين الجميع وتعمل على تذويب الخلافات بين أطراف العملية النضالية والسياسية وهو دور رحبت به جميع الكل الفلسطيني نظراً لتقديرها لمكانتها ونزاهتها ولنهجها الوطني البعيد عن الإصطفافات العنصرية، وحرصها الواضح في المحافظة على الانجازات الوطنية، بإعتبارها تمثل نتاجا لهذه الجهود والتضحيات وترتبط بمصير العملية السياسية في الوطن بأكملها.

● وتأتي الذكرى ال《61》لحركة “فتح” وقد طوت صفحة أخرى من صفحات تاريخها النضالي الزاخر بالعطاء والتضحية والجهاد والفداء ونكران الذات ولقد استطاعت حركة ” فتح” الديمومة أن يكون لها دور فاعل ومؤثر على كافة مجريات الاحداث على الساحة الفلسطينية في فترة زمنية مهمة جدا من تاريخ فلسطين المعاصر والذي شهد تحولات جذرية من نظام الحكم الثوري إلى نظام حكم الدولة المؤسساتية، بعد ان كان الوطن فيما مضى من نظام حكم إحتلالي صهيوني عنصري الى نظام ديمقراطي مؤسساتي حر تشوبه كثير من الاشكاليات وتعوقه مجموعة من المعوقات لعل من ابرزها طبيعة تركيبة المجتمع الفلسطيني.

ولا نبالغ إذا قلنا أن حركة “فتح” في فترة تصديها لمقارعة الآحتلال الصهيوني قد ركزت على هدف استراتيجي محدد الاستقلال فسخرت كل الطرق والعوامل لتحقيق المشروع الوطني فعملت قيادتها ممثلة بالرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات “أبو عمار” ومعه أعضاء اللجنة المركزية واعضاء مجلسها الثوري والاستشاري والعسكري وكذلك قيادات المحافظات والاقاليم والمناطق من أجل التحرير والاستقلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف . لذا شكلت “فتح” فصائل العمل المسلح
المتثلة “بأيلول الأسود””وبالفهد الأسود”” وبصقور فتح””وبكتائب شهداء الأقصى” والمجموعات العسكرية والأمنية الفتحاوية، من أجل تحقيق هدف الحرية والاستقلال والقضاء على حلم إسرائيل بالتوسع والسيطرة على الأرض الفلسطينية
● ولقد حرصت فتح طوال سنين النضال على مقارعة. الظلم والاستبداد والقهر الاجتماعي الذي مارسه ولا يزال يمارسه الاحتلال الصهيوني وتحملت المسؤولية الوطنية مؤكدة على أن هذا العمل تكليف شرعي ووطني وليس لإقتناص الفرص للحصول على امتيازات شهوة الحكم والتسلط .
وهذا ما يقر به حتى المناوئين “لفتح” فضلاً عن كوادرها ومسؤوليها وقيادتها وأنصارها وجماهيرها وعناصرها ومناصريها الواسعة وقاعدتها الشعبية العريضة
● وفتح عندما تفتخر بقاعدتها الشعبية وجماهيرها الواسعة فهو حق طبيعي لها وحقها الشرعي والاخلاقي.
● عاشت الذكري وعاشت الفتح وعاشت فلسطين وعاشت الوحدة والنصر حليف شعبنا وقضيتنا ودولتنا دوماً وأبداً.

صحفي وناشط سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com