الوحدة الوطنية سلاحنا الفعال
مرات عديدة تجاوزت الألف ولربما المليون مرة، ونحن ننادي ونطالب ونناشد وندعو للعودة الى الوحدة الوطنية على ساحتنا الفلسطينية، لأن الانقسام ليس لصالحنا، ولانه يُستغل ويُستثمر من قبل الاعداء للنيل منا، وكذلك لطعننا، وطعن قضيتنا التي هي من المفروض أن تكون قضية العرب الاولى والمركزية.
لقد عقدت لقاءات عديدة، وتم التوقيع على أكثر من اتفاق سواء في القاهرة أو في السعودية، أو في الدوحة، ولم تطبق هذه الاتفاقات حتى الآن، لأن الغلبة هي للمصلحة الفئوية والحزبية على المصلحة العامة، وعلى مصلحة الوطن العليا.
لقد تأملنا عدة مرات في أن المصالحة الوطنية ستتحقق، وأن اجواء الوحدة ستعود الى ساحتنا الفلسطينية، لكن هذه الآمال سرعان ما تلاشت واندثرت، وحتى وصل بنا الأمر اليوم الى عدم "الاهتمام" بأي خبر عن امكانية تحقيق مصالحة وطنية، وأصبحنا نشك في اي جهد جديد، أو في أي تحرك جديد نحو المصالحة.
إن المرحلة الحالية صعبة جدا، وحساسة أيضاً الى أبعد الحدود، هناك ضغوطات تمارس على قيادتنا الفلسطينية، وهناك تهديدات تتلقاها سلطتنا الوطنية، والمعطيات والاجواء الدولية تحتم علينا الرد على ما تطرح علينا من أفكار وحلول، والرد يحتاج الى موقف قوي داخلي لمواجهة ردود الفعل على مثل هذه الحلول سواء أكان ردنا يعجب أو لا يعجب الادارة الاميركية الراعية حاليا لجهود السلام والمفاوضات المباشرة. وعلى جميع الفصائل أن تعمل على توحيد جهودها لتحقيق الوحدة الوطنية الآن كي تكون القيادة الفلسطينية قوية في الرد على هذه المقترحات والحلول غير آبهة للتهديدات والضغوطات، آخذة بعين الاعتبار مصلحة القضية فوق كل المصالح الآخرى.
الوضع صعب معقد وصعب جداً، والمرحلة الحالية حاسمة، لذلك نناشد مجدداً جميع القوى الوطنية على ساحتنا الفلسطينية بالعودة لاقتناء السلاح القوي الفعال لنا، الذي هو الجدار الحصين لقضيتنا، ألا وهو الوحدة الوطنية. فكفانا انقساماً، ولا بدّ من انهائه في أسرع وقت ممكن، وكفانا جلد أنفسنا وتوجيه الانتقادات اللاذعة، وعلينا العمل معاً في حماية قضيتنا والعمل على توفير حل عادل شامل ونهائي لها. إنها مسؤوليات الجميع، وعلى الجميع تحملها، ومن يقصّر لن يرحمه التاريخ.