جاك خزمو.. سيسجل التاريخ بحروف من ذهب مسيرتك النضالية والوطنية والإعلامية.. ندى خزمو

كم من كلمة رثاء كتبتها لفراق أعزاء، ولكن عندما أريد الكتابة عنك يا أيها الغالي أجد نفسي عاجزة عن التعبير عما يجول في قلبي.. لأنه مهما كتبت فلا كلمات أو عبارات تستطيع أن تفيك حقك..

ها قد مر عامان على رحيلك يا زوجي الحبيب.. وما زال قلبي ينزف دمًا على فراقك.. وما زلت عاجزة عن التصديق بأنك رحلت.. مشاعر قاسية مؤلمة تلازمني.. فلا الأيام استطاعت أن تنسيني، ولا الشهور استطاعت أن تخفف من مقدار الألم والحزن الذي أشعر به كل يوم، بل كل لحظة.. فما زلت أسمع صوتك همساتك، ضحكتك، حتى أنفاسك أشعر بها حولي.. لأن كل شيء يذكرني بك.. وطيفك ما زال يلازمني.. فكيف أنساك يا عمري..

ظننت أن الصبر سيمكنني من النسيان، وسأقتنع بأنك رحلت وأتأقلم على الحياة من دونك، ولكن لا شيء استطاع أن ينسيني، أو أن يمسح دموعي.. والفرح ضل طريقه إلى قلبي.. فكيف أفرح من دونك..

رحلت وتركت لي شريط ذكريات، أعود بها إلى الماضي، إلى الأيام التي كانت تجمعنا، إلى الحنان والحب والقلب الأبيض الذي تميزت فيه بجدارة.. إلى تواضعك وتسامحك وشهامتك ونزاهتك وطهارة قلبك ولسانك.. هذه الصفات التي أجبرت الجميع على احترامك..

وان كان شيئاً يعزيني هو أنك تركت تاريخاً مشرفاً ناصع البياض، لا تشوبه شائبة، تضحيات وعمل متواصل ونضال في سبيل إعلاء كلمة الحق، وفي خدمة الوطن والقضية، ناضلت بكل ما أوتيت من قوة واستطعت لوحدك أن تحقق إنجازات عجزت عنها مؤسسات كبرى، رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتنا، ولكنك استطعت الصمود لوحدك، ولم تتخاذل حتى في أصعب لحظات حياتك وأنت تصارع المرض الخبيث، وصراع آخر كان بالنسبة لك أكبر وأعظم من المرض اللعين وهو الصراع من أجل البقاء والاستمرار في تأدية رسالتك على أكمل وجه. ولا يمكنني أن أنسى مقدار ألمك وحزنك عندما أجبرتنا الضغوطات الكبيرة علينا والظروف المادية الصعبة على إيقاف المجلة المطبوعة وإصدارها الكترونياً، والحزن الأكبر عندما أجبرنا على إيقاف الإصدار الالكتروني للمجلة والاكتفاء بالموقع الإخباري، فقد كنت تشعر كمن فقد ابنه أو ابنته.

وعندما رحلت سمعت الكثير الكثير بأنه يجب الحفاظ على تراثك الكبير الذي تركته، وإحياء المجلة، وبأن مسيرتك يجب أن تستمر و….. ولكن عند ساعة الجد اختفى غالبية هؤلاء.. حاول البعض ولكنهم للأسف لم ينجحوا رغم أنهم بذلوا جهوداً كبيرة.. كل الشكر والتقدير لهم..

آه ما أصعب على المرء أن يخذل ممن ظن أنهم سيقومون بواجبهم تجاه الإنسان الذي ضحى وأفنى حياته وعمره في سبيل وطنه..  خذلوك في حياتك وها هم يخذلونك بعد مماتك.. ولكن وإن خذلوك فقاعدتك الجماهيرية وحب الشعب لك أقوى..  وسيسجل التاريخ بحروف من ذهب مسيرتك النضالية والوطنية والإعلامية..

رحمك الله يا أعز الناس.. عشت شامخاً شموخ الجبال ورحلت واقفاً كالشجر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com