إجراء الانتخابات يعني انتصار الشعب السوري على المؤامرة الكبيرة
مسيرة الدولة نحو الامام مستمرة وشرعيتها تنبع من الشعب السوري وحده
فوز الرئيس الأسد فيها تعزيز وتجديد لشرعيته وثقة الشعب به
رغم ما تتعرض له سورية من مؤامرة بشعة منذ أكثر من ثلاث سنوات، فان الاستحقاق الدستوري هو أمر مهم ومقدس لكل سوري، وهو أمر ضروري لممارسة الديمقراطية، وفي ابداء الرأي في النظام السياسي الذي يدير الوطن.
في أوائل شهر حزيران القادم، بعد حوالي أسبوع من صدور هذا العدد تبدأ الانتخابات الرئاسية في سورية، إذ أن هناك ثلاثة مرشحين لهذا المنصب وفي مقدمتهم الرئيس الدكتور بشار الأسد. وهذه هي المرة الأولى منذ قرون التي يتم فيها التنافس الحر والديمقراطي على منصب الرئاسة.
هناك ترحيب شعبي كبير باجراء هذه الانتخابات الرئاسية، لكن الدول المعارضة لسورية والمشاركة في التآمر عليها، غضبت وتبدي اعتراضها على ذلك لعوامل عديدة ومهمة.
عوامل معارضة الخارج للانتخابات
في البدء لا بدّ من القول أن اجراء الانتخابات الرئاسية تعني عدة أمور مهمة وفي مقدمتها أن مؤسسات الدولة مستمرة في أداء مهامها، وان الدولة السورية لم تسقط، وها هي الحياة تسير رغم النزيف الذي أحدثه الارهابيون. وتعني هذه الانتخابات أن الشعب السوري يختار الرئيس الذي يريد، ويرفض التدخل الأجنبي، ويرفض أيضاً أن يختار من هم في أحضان المتآمرين رئيساً لسورية.
وهذه الانتخابات تعني أن السيطرة على الوضع الميداني هو للدولة السورية عبر الجيش العربي السوري الذي يكبد الارهابيين المرتزقة خسائر فادحة يومياً، وفي كل مكان يطل الارهابيون فيه.
ويعني أن الشعب السوري ملتزم بتطبيق وتنفيذ الاستحقاق الدستوري، أي تطبيق الدستور الذي وضعه وصاغه وصادق عليه، وليس على مزاج دستور يريدون فرضه عبر معارضة فاشلة لا تستقوي الا بالآخرين، وخاصة باعداء سورية.
والمعارضون غاضبون لأن انتخاب الرئيس بشار الأسد يعني أنه رئيس شرعي ولولاية جديدة، وان هذا "سيَخـْزق" عين كل من يعاكس ذلك ويدعي بأن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته. فهذه الانتخابات ستعزز شرعيته وستقول نتائجها لكل انسان في الخارج: "نحن السوريين نقرر مصيرنا ونختار رئيسنا، ولا دخل لكم في أمورنا الداخلية".
مقاييس سورية وليست خارجية
لن تجري الانتخابات الرئاسية حسب مقاييس ومعايير الجهات الخارجية المعادية، بل ستجري ضمن مقاييس سورية صرفة، مقاييس ديمقراطية حقاً وحقيقة.
رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية في سورية طالب الاعلام السوري الرسمي بمنح المرشحين الثلاثة اعلانات متساوية وحيزاً اعلامياً عادلا، وحذر من الانحياز لمرشح دون آخر. اي أن المرشحين الثلاثة من بينهم الرئيس الأسد يحصلون على نفس امدة الزمن من الدعاية، وهذا هو قمة الديمقراطية والعدل، وهذا يعبّر عن ثقة الرئيس بشار الأسد بشعبه الذي يعطيه الحق في ابداء رأيه، وفي اختيار الرئيس الذي يريده، وتم اختيار المرشحين من قبل مجلس القضاء الأعلى استناداً للقوانين السورية، أي أن كل شيء هو سوري، والدستور الذي تسير بموجبه الانتخابات هو دستور حضاري متطور أقر بعد بدء المؤامرة، واعتبر جزءاً من مسيرة الاصلاح السياسي في سورية.
انتخابات حرة وشرعية
أعداء سورية يدعون ويقولون: كيف يمكن اجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني الحالي. ويدعون أن "المعارضة" تسيطر على جزء كبير من الأراضي السورية.
والرد واضح ويكمن في أن عدد سكان سورية يصل الى 23 مليون نسمة، ولو فرضنا أن 4 ملايين هم بالخارج، فإن 19 مليون يبقون في سورية ويستطيعون الادلاء بأصواتهم، أي ممارسة الاقتراع.. والمنطقة الوحيدة التي لن تتواجد فيها صناديق اقتراع هي بلدة الرقة لسيطرة الارهابيين حاليا عليها. وحسب احصائيات رسمية سورية وغير سورية، فان الدولة تسيطر كاملاً وتدير شؤون حوالي 17 مليون نسمة، أي ما يعادل أكثر من 70 بالمائة من الشعب، وهناك حوالي مليونين هم موالون للدولة ولكنهم يعيشون في ظروف صعبة بسبب الارهابيين، وهؤلاء يستطيعون ممارسة الاقتراع لأنه تم تأمين صناديق اقتراع لهم!
واضافة الى ما ذكر، فإن الدولة السورية طلبت من الدول المضيفة للنازحين السوريين السماح لهم بالادلاء بأصواتهم، الا أن بعض الدول ترفض ذلك لسبب واحد لأنها تعرف أن غالبية السوريين في الخارج وخاصة المغتربين منهم في اوروبا، واميركا اللاتينية، هم مع النظام، وسيصوتون لصالح الرئيس بشار الأسد. ومنع هذه الدول السوريين المقيمين على أراضيها من ممارسة حق الاقتراع يهدف الى "تقليل"، وتخفيض عدد المصوتين لصالح الرئيس الاسد، وكذلك فان المشاركة في هذه الانتخابات من قبل السوريين في الخارج تعني اعطاء شرعية اضافية لهذه الانتخابات.
الدولة السورية تقول وبكل جرأة ان الانتخابات ستكون حرة ونزيهة، وسيتم فرز الاصوات علنا وعبر شاشات كبيرة، وترحب بحضور مراقبين من دول صديقة لرؤية هذا العرس الوطني الكبير.
انتخابات في أجواء انتصارات
وستجري هذه الانتخابات في اجواء انتصارات يومية يحققها الجيش العربي السوري، أي أن الدولة تعزز من تواجدها وسيطرتها على الوضع، كما ان الارهابيين بدأوا بالفرار، وهناك مئات المسلحين يستسلمون يوميا، وتتم تسوية أوضاعهم، ويعلنون ندمهم، وهذا يعني ان شوكة الارهاب بدأت تضعف وما هي الا فترة قصيرة ويتم خلع هذه الشوكة والقضاء عليها.
ولا بدّ من القول أن نتيجة هذه الانتخابات ستذهل العدو، وكل المتآمرين لانها ستكون لصالح سورية، وستعني أن سورية قد انتصرت على الارهاب والمؤامرة، وان الدولة السورية تسير الى الامام رغم انوف كل الأعداء، وكل العملاء والمأجورين المعادين لقلب العروبة النابض.