تحت يافطة المساعدات الانسانية معارضون في خدمة اسرائيل
مع مرور كل يوم وكل أسبوع تتعرى ما تُسمى بـ "المعارضة" السورية الموالية للخارج أكثر وأكثر عبر كشف روايات وقصص عن اتصالاتها وعلاقاتها مع "قادة اسرائيل"، وهذه الروايات تؤكد على أن "المعارضة" ليست وطنية، وان أهدافها خطيرة وخبيثة، وكذلك ان اسرائيل متورطة في التآمر على سورية عبر هذه المعارضة، أي أن المعارضة هي الجسر التي تدوس عليه اسرائيل في محاولة منها للوصول إلى بعض أهدافها داخل "سورية".
وأهم هذه الروايات المعلنة أنه تم تهريب عائلة يهودية من سورية، وقد وصل اثنان من أفراد العائلة الى اسرائيل، ولحق بهما بقية افرادها.. وحسب وسائل الاعلام العبرية فإن منظمة "موتي كهانا" التي يتزعمها رجل أعمال اميركي انشغلت في تقديم مساعدات للنازحين السوريين، ومن خلال هذه المساعدات الانسانية اقامت علاقات مع "معارضين" ساعدوا في ضمان توجه العائلة للخارج متجاوزة العديد من الحواجز الأمنية. وان ثمن تذاكر السفر الى اسرائيل لافراد العائلة امنته منظمة غير حكومية تترأسها جال لاسكي، وهذه المنظمة تقدم مساعدات انسانية من اسرائيل لشعوب دول تعرضوا للكوارث وممن لا تقيم حكوماتهم علاقات مع اسرائيل. وكان رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو قد التقى لاسكي ومنظمة الكشافة الاسرائيلية لشكرهم على جَمعهم الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية وتوزيعها على النازحين السوريين في الاردن وفي جنوب تركيا.
وهناك رواية ثانية معيبة حول قيام رئيس حزب اليسار الكردي محسوم فيصل بكر سيمو بارسال رسالة تهنئة الى روفين ريفلين بمناسبة انتخابه رئيساً لدولة اسرائيل جاء فيها: "أن اسرائيل ليست عدونا، بل الرئيس الأسد ومعاونيه، وان حزبه يطلب من اسرائيل، حكومة وشعباً، الوقوف الى جانب الشعب السوري أكثر من السابق". وادعى في رسالته أن حزبه يرفض التطرف والارهاب من أية جهة في سورية.
أما أمير عابدي، رئيس العلاقات الخارجية في هذا الحزب الكردي الموالي للغرب، فقد ادعى أنه ليست هناك أية مشكلة مع اسرائيل، وان مهامه الأساسية هي التعاون معها، وانه مستعد لاقامة سلام معها! وانه لا يخجل من اتصالاته مع قادة اسرائيل. وقال في مقابلته مع صحيفة الجيروسالم بوست الصادرة باللغة الانجليزية يوم 25/6/2014 "ان الاكراد يقفون الى جانب اسرائيل أكثر مما هم يقفون الآن الى جانب العرب"!
من الروايتين السابقتين يمكن الاستنتاج أن اسرائيل تستغل ما يسمى بالمساعدات الانسانية للوصول الى بعض الاشخاص. ولكسب "معارضين" الى جانبها يوفرون لها معلومات ويؤدون خدمات أكثر ما قد يقدمه لها عملاء ومخبرون لها على الاراضي السورية، وتستغل هؤلاء لتنفيذ مخططاتها وللحصول على معلومات "خاصة" عن الوضع الداخلي في سورية. وكذلك يمكن الاستنتاج وبكل سهولة أن المنظمات غير الحكومية الغربية التي توزع مساعدات انسانية على النازحين السوريين هي منظمات موالية لاسرائيل إذ توفر لها ما تريده من معلومات، وتشارك بصورة غير مباشرة في ابقاء نار الدمار مشتعلة ولسنوات طوال.
اليافطة المرفوعة هي "مساعدات انسانية" أما الهدف الحقيقي منها فهو التدخل بالشأن السوري لدعم المؤامرة.. ولكن الشعب السوري الشقيق أفشل هذه المؤامرة وأسقطها، وها هو في المراحل النهائية من القضاء على الارهاب واركانه.. ومن حق سورية أن تقف دائماً ضد اقتراح "الممرات الآمنة" بحجة توفير مساعدات انسانية، لأن هذه المساعدات ليست بالفعل سوى وقودا لاطالة أمد الأزمة، ودعم للارهاب.