سورية ستنتصر على مخطط أردوغان الحقود

 
 
بعد اجتماعه الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الأبيض، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انه لا يمكن لتركيا أن تكون خارج التحالف الذي تقوده اميركا ضد "تنظيم داعش"، وهذا الاعلان هو تغيّر في الموقف التركي المعلن قبل ذلك بأن تركيا لن تشارك في هذا التحالف، ولن تسمح للطائرات الاميركية باستخدام المجال الجوي التركي لضرب هذا التنظيم الارهابي. وعاد أردوغان الى تركيا ليعلن خطته في اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لدعم ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة"، وصرح وبكل وقاحة ولؤم وحقد أن الهدف الأول لتركيا هو اسقاط نظام الرئيس الأسد! وتعود أسباب تغير موقف أردوغان من حالة المتحفظ من المشاركة في التحالف الى حالة الانضمام الفعلي اليه الى عدة وقائع ودوافع مهمة وهي:-
 
  • وجود علاقة قوية بين "داعش" و"تركيا"، اذ أنه لولا الدعم التركي لما كان هناك هذا التنظيم الارهابي. وهذه العلاقة مثبتة من خلال شراء تركيا للنفط الذي يبيعه هذا التنظيم الارهابي، وفي ان تركيا هي التي سمحت لعناصر آتية من كل حدب وصوب في العالم بدخول أراضيها ومن ثم التسلل الى داخل الاراضي السورية للمشاركة في المؤامرة ضد سورية التي تستهدف تدمير سورية، وكذلك وفرت حكومة أردوغان السلاح لهؤلاء الارهابيين، وسمحت لقادتهم بالتحرك داخل تركيا بكل حرية وبالتنسيق مع أجهزة مخابراتها.
 
  • مارس الرئيس اوباما ضغطاً على أردوغان، أو بالأحرى نصحه بتغيير موقفه لأن تركيا أصبحت متهمة بالوقوف وراء الارهاب. وهذا سيسيء الى حزب الاخوان المسلمين في تركيا، والى التنظيم الكبير في الخارج.
 
  • وجد أنه من الضروري الا يستفز الاكراد في تركيا ضده اذ ان الاكراد في المنطقة الواقعة شمال العراق وشرق سورية يواجهون ويحاربون "داعش"، ووجهوا نداءات بضرورة قيام أكراد تركيا بتقديم دعم لاخوانهم الاكراد الذين يحاربون ارهاب داعش، ويتصدون لجرائمه. لذلك فان عدم اعلانه وقوفه ضد "داعش" قد يثير الاكراد أكثر وأكثر ضد سياسته الرافضة لمنحهم الحرية التي يطلبونها!
 
  • وجد أردوغان انها فرصة ذهبية له لاقامة منطقة عازلة كان يحلم بها ويسعى لاقامتها منذ بدء المؤامرة على سورية، ويبدو أن الرئيس الاميركي اوباما اعطاه الضوء الاخضر للمضي قدما في هذا المخطط تحت ذريعة توفير الامان للحدود التركية، وكذلك لدعم ما يسمى بـ "المعارضة المسلحة المعتدلة" لتحقيق هدف رئيسي له، وهو تقسيم سورية، أي اضعافها، والعمل على اقامة نظام حكم "اخواني" في سورية بديلاً عن الحكم الوطني الحالي بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد.
 
  • اقامة هذه المنطقة "العازلة" أو ما يسمونها "الآمنة" على اراضي العراق وسورية ستساهم في منع توحيد الاكراد في الدول الثلاث تركيا والعراق وسورية، وبالتالي ستكون عقبة كأداء أمام اقامة أي كيان   مستقل لهم في هذه المنطقة.
 
انطلاقاً مما ذكر، فان اردوغان الحقود يكيل عداء قوياً للنظام الوطني في سورية لعدة أسباب ومن أهمها:
 
أولاً: الدولة السورية عرّت أردوغان ومخططاته العدائية للعرب، ومحاولته السيطرة عليهم من خلال افشال المؤامرة التي شنت على سورية.
 
ثانياً: تبين للعالم أن اردوغان يجيد فن "الخداع" اذ انه اقام علاقات مع الدولة السورية ليدخل عبرها الى العالم العربي نظراً لمكانتها المميزة في قلوب الجماهير العربية، ولكنه في الوقت نفسه كان يطعن هذه الدولة من الخلف، أي انه يمارس سياسة الخداع، وقد كشفته القيادة السورية وعرته سياسياً.
 
ثالثاً: حاول توفير الدعم لاخوانه "الاخوان المسلمين" في سورية اذ كان حزبه يطالب الرئيس الأسد بالسماح لقادة الاخوان بممارسة نشاطات سياسية، وبأن يحصلوا على مناصب رفيعة، لكن الرئيس الأسد كان واعياً لمخططات وأهداف أردوغان، ورفض ذلك رفضاً باتاً.
 
رابعاً: سقوط الاخوان المسلمين على أبواب دمشق ساهم في سقوطهم على أبواب القاهرة وفي العديد من الاقطار العربية إذ أنهم حاولوا امتطاء موجة سُميت بالربيع العربي ولكنهم فشلوا، لان الجماهير العربية لفظت مخططهم الواسع الخطير.
 
بعد كل الفشل الذي مني به أردوغان في تنفيذ مخططاته ضد سورية، الا انه ما زال يسعى جاهداً لتحقيق أحلامه، ولذلك فان اقامة منطقة "عازلة" يعني احتلال اراضٍ سورية، وهذا يعني اعتداء على سيادة سورية مما قد يشعل فتيل حرب استنزاف طويلة الأمد لان اردوغان سيواصل دعم "الارهاب" في سورية ضد الدولة السورية، وسيحاول المستحيل وقدر الامكان اسقاط قيادة الرئيس الأسد وبشتى الطرق القذرة.
 
سورية، القيادة والجيش والشعب، تعرف مخططات وأحلام اردوغان، وهي قادرة على التصدي لها، ولما يُخفيه نفس التحالف الاميركي الوهمي ضد داعش من مخططات وأهداف قذرة ضد القيادة السورية التي لعبت دوراً فعالاً في عرقلة تنفيذ هذا المشروع الاميركي القديم المتجدد، مشروع الشرق الأوسط الجديد، أي مشروع تقسيم وتفتيت واضعاف الشرق الاوسط لصالح اسرائيل.
 
وسورية لن تقف وحدها في مواجهة هذه المؤامرة الكونية الدنيئة، فهناك اصدقاء لها من دول وشرفاء في العالم يعاضدونها، ويناصرونها، ولن يسمحوا بسقوط قيادة الاسد لانهم لن يسمحوا بهيمنة قادة فاسدين عديمي الاخلاق على العالم بشكل عام، وعلى المنطقة بشكل خاص!
 
2/10/2014

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com