هل يتحلى بالجرأة ويطبق ميثاقها.. الأمم المتحدة في عهد أمينها العام الجديد غوتيريس

أنطونيو غوتيريس هو الامين العام للأمم المتحدة الجديد الذي سيخلف الامين العام الحالي، بان كي مون، مع مطلع عام 2017، ولولاية تستمر 5 سنوات. الامين الحالي خدم لمدة عشر سنوات في هذا المنصب الدولي الرفيع اذ تم تجديد انتخابه قبل 5 سنوات لولاية ثانية. وطبعاً التجديد لولاية ثالثة أمر صعب.

مجلس الامن الدولي اختار غوتيريس من بين أسماء عديدة طرحت للدراسة والتداول. وبعد التصويت على انتخابه، رفع القرار الى الجمعية العامة التي صادقت عليه خلال شهر تشرين الأول الحالي.

عهد مون سيء

 لقد كانت فترة ولايتي بان كي مون سيئة جداً للعالم، وكذلك للأمم المتحدة. وقد أثبتت الأمم المتحدة فشلها في وضع حد للنزاعات العديدة التي شهدتها وتشهدها العديد من المناطق، وكانت الأمم المتحدة بمثابة المتفرج على ما يجري. وتتخذ القرارات التي تعجب “اميركا” وحلفاءها لان مون جاء في فترة كان العالم يدار من قبل قطب عالمي واحد الا وهو “اميركا”.

أما خلال ولايته الثانية، أي قبل حوالي خمس سنوات، تغيرت وتبدلت الامور، وظهرت روسيا الاتحادية، وتعاظمت قوة الصين، وظهرت مجموعة “البريكس” التي تضم دول روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا، اضافة الى تجمع شنغهاي الذي يضم دول البريكس مع دول أخرى.

هذا التغير أوقف الأمم المتحدة عن اتخاذ قرارات على المزاج الاميركي وخاصة بعد قرار التدخل في ليبيا الذي دمرها بدلاً من أن يساعد الشعب الليبي في وقف سفك الدماء هناك، وتحولت ليبيا الى قاعدة قوية لتصدير الارهاب الى العديد من دول العالم، وخاصة في افريقيا وآسيا، والشرق الأوسط.

ويمكن القول أن هناك عدة عوامل شلت مون كثيراً واضطر للمسايرة وقبول ما هو غير عادل، وغير منصف وذلك لحماية مصالحه الشخصية. فهو تحت امرة اميركا لانها هي التي جاءت به من كوريا الجنوبية التي هي تحت سيطرتها، واميركا هي ممول رئيس للأمم المتحدة. فقد اتبع سياسة مسايرة اميركا حتى ولو كان ذلك على حساب كرامته وسمعته. وسلبيات مون عديدة ومن أهمها:-

  • لم يفعل أي شيء لمكافحة الارهاب الذي يستشري في، ويورق العالم كله، واكتفى باصدار بعض البيانات الخجولة!ّ
  • لم يستطع ايقاف نزاع اقليمي واحد خلال ولايته بل ان العالم شهد المزيد من الصراعات والنزاعات والمواجهات الساخنة.
  • تراجع عن قرار الأمم المتحدة في وضع السعودية على قائمة الدول الداعمة للارهاب، وذلك بعد أن هددته السعودية بقطع دعمها المالي للأمم المتحدة.
  • سمح الى حد كبير بتدخل دول العالم بسيادة وشؤون دول عديدة. ماذا فعل مون ليمنع قصف ليبيا، والتدخل في شؤونها وتدميرها. لم يمنع السعودية من تشكيل تحالف يقوم منذ عشرين شهراً على تدمير اليمن بصورة جنونية، أي أن العالم شهد فوضى كبيرة لأن الأمم المتحدة سمحت للعديد من الدول في انتهاك سيادة واراضي دول أخرى لتحقيق أهداف خطيرة، هي أهداف تدميرية.

من الايجابيات في عهد مون

يمكن القول أن ايجابيات حدثت خلال عهد مون، ويمكن اختصارها بالآتي:

أولاً: الجمعية العام للأمم المتحدة صوتت عام 2012 لقبول عضوية فلسطين (بصفة مراقب) في الأمم المتحدة.

ثانياً: أدلى ببعض التصريحات ضد الارهاب.

ثالثاُ: أدان قصف التحالف السعودي على صنعاء، وخاصة على القاعة الكبرى، وهذا القصف أدى الى مقتل واصابة حوالي ستمائة شخص فقط.

رابعاً: وضع السعودية على قائمة الدول الراعية للارهاب رغم انه اجبر فيما بعد على الغاء ذلك بعد تدخل وتهديد اميركا والسعودية.

خامساً: كان مشاركاً عبر مندوب له في الرباعية الدولية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، رغم أن هذه الرباعية لم تُحقق أي انجاز سياسي!

مرحلة غوتيريس ليست سهلة

يأتي غوتيريس الى الأمم المتحدة في ظل ظروف دولية معقدة، اذ ان الحرب الباردة انطلقت شرارتها، والنزاعات في عدة أماكن من العالم مستعرة، والوضع الاقتصادي العام متدهور، وهناك تحد للعالم كله يكمن في تصاعد الارهاب وادواته، وكيفية مواجهته.

هذا الأمين العام من اصول اوروبية، برتغالي الجنسية والانتماء، اشتراكي الفكر، ورئيس وزراء البرتغال لمدة 8 سنوات. والمفوض العام للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لمدة 12 سنة، لا بدّ ان يضع خطة للعمل.. ولن ينجح الا اذا كان جريئاً، مستقلاً، صادقاً في تصريحاته وقراراته لا يستكين ولا يلين، يتمسك بميثاق الأمم المتحدة ويرفض تجاوزه.

كل الأمل في أن يحقق غوتيريس نقلة نوعية في أداء الأمم المتحدة رغم الصعوبات والقيود الموضوعة أمامه!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com