أماني اسرائيل لن تتحقق… أهداف التصعيد العسكري ضد سورية

نهاية مرحلة العجز العربي اقتربت
“في الساعة الثالثة من فجر يوم الأربعاء الموافق 7/كانون الاول/2016 اطلقت اسرائيل 3 صواريخ ارض ارض من الاراضي المحتلة نحو منطقة تل الندى قرب مطار المزة العسكري. ولم تقع اصابات”، هذا ما جاء في بيان الجيش العربي السوري، في حين أن مصادر المعارضة ومصادر دولية ادعت ان اسرائيل قامت بغارة جوية على قاعدة المزة العسكرية.
في العادة، لا تعلن اسرائيل أي شيء عن عملياتها داخل الاراضي السورية، ولكن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان قال امام لجنة الامن والخارجية الاسرائيلية التابعة للكنيست الاسرائيلي ان اسرائيل ستعمل على منع حصول حزب الله على سلاح دمار شامل أو أي سلاح متطور سواء من ايران عبر سورية، أو من سورية لان هذا السلاح يشكل خطرا على امن اسرائيل، وكذلك أمن مواطنيها.
وقبل فترة قصيرة، شنت الطائرات الاسرائيلية غارة على موقع عسكري سوري بحجة اطلاق قذائف على المناطق المحتلة، وسبق ذلك ان قام الطيران الاسرائيلي بتدمير عربة تقل اربعة ارهابيين اطلقوا النار من داخل الاراضي السورية نحو دورية عسكرية اسرائيلية.
تساؤل لا بدّ من طرحه: لماذا هذا التصعيد الاسرائيلي علما ان اسرائيل تدعي، عبر مسؤوليها، انها لن تتدخل في الازمة السورية؟
خطورة التوقيت
هذا التصعيد العسكري الاسرائيلي على الحدود السورية تزامن مع عدة احداث ومن اهمها:
- قرب انتهاء المعركة في حلب، وتطهير الجزء الشرقي من المدينة من الارهابيين.
- توجيه رسالة الى سورية بعدم تقديم السلاح المتطور لحزب الله، وهذه الرسالة موجهة ايضا لايران.
- تذكير العالم بأن حزب الله ما زال يشكل خطرا على امن اسرائيل، وانه ما زال يحصن نفسه بالمزيد من السلاح المتطور.
- رسالة الى تركيا “الصديقة الآن” بأن اسرائيل لم تغير من سياستها تجاه حزب الله والرئيس الاسد على حد سواء.
- محاولة لرفع معنويات “المعارضين المسلحين” الذين بدأ الاحباط واليأس يسيطران عليهم، وبالتالي بدأت مرحلة نهاية الازمة السورية، ولكن ليس بالنتائج التي توقعتها اسرائيل ودول عديدة شاركت في المؤامرة على سورية.
- رسالة موجهة الى الروس المتواجدين في سورية بأن اسرائيل لها كامل الحرية في ضرب حزب الله اذا شكل خطرا على امنها، أي اذا حصل على سلاح متطور أو دمار شامل؟
اكذوبة سلاح الدمار الشامل
حين أرادت اميركا احتلال العراق، واسقاط الرئيس صدام حسين، استخدمت ذريعة امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل. وحاولت تقديم ادلة كانت ملفقة وكاذبة لتبرير أي احتلال للعراق. واعترف وزير خارجية اميركا في ذلك الوقت كولن باول، وبعد مرور عدة سنوات على هذا الغزو، بأن كل ما قدمه من دلائل كانت غير صحيحة وملفقة!
واذا نظرنا الى الاتهامات الاسرائيلية لحزب الله بانه يحاول الحصول على اسلحة دمار شامل، أي الى سلاح كيماوي أو نووي، فهذا غير صحيح بتاتا، ولكن ارادت اسرائيل تبرير اعتداءاتها المتكررة على سورية، وعلى حزب الله لانها قلقة جدا جدا من ان مقاتلي حزب الله يحصلون على خبرات قتالية فريدة ونوعية.
وهذا الاتهام يريد اثارة “القلاقل” و”المشاكل” في لبنان من خلال تحريض الجهات اللبنانية المعارضة لسلاح حزب الله بأن عليكم التحرك لمنع حزب الله من امتلاك اسلحة دمار شامل، أي التحرك ضد حزب الله، وبالتالي خوض معارض كلامية ضد حزب الله، وهذا بالطبع يعرقل مساعي سعد الحريري لتشكيل حكومة لبنانية جديدة.
أي بمعنى ادق، فان هذه الاعتداءات هي استفزازات واثارة المشاكل ضد حزب الله، وفي الوقت نفسه الادعاء بأن سورية عاجزة عن الرد الان نظرا لانشغالها في معارك طاحنة لكنس الارهاب من سورية، علما ان سورية لن تسكت وسترد في الوقت المناسب، وهذا ما يعرفه ايضا القادة الاسرائيليون الذين يغامرون ويلعبون بالنار!
الاماني الاسرائيلية لن تتحقق
في مقالة لوزير الدفاع الاسرائيلي في مجلة اميركية، مجلة “ديفنس” دعا ليبرمان الى ضرورة تقسيم الدول العربية الى دويلات وكيانات وكانتونات، ولكن هذه الاماني في سورية لن تتحقق بسبب صمود الجيش العربي السوري، والتفاف الشعب السوري حول قيادته الشرعية.
ترغب اسرائيل في التوصل الى اتفاق سايكس بيكو جديد يقسم الدول في المنطقة الى دويلات، وكيانات اثنية وطائفية حتى تبقى اسرائيل الدولة الاقوى المسيطرة على المنطقة، لكن صمود سورية سيمنع التقسيم، وسيفشل هذه المخططات.
هذه الاماني الاسرائيلية التي عبر عنها ليبرمان لن تتحقق لان العالم اصبح متعدد الاقطاب، ولان شعوب المنطقة تدرك مخاطر التقسيم، ولان المعطيات والظروف ليس مع هذا الطرح.
صحيح ان العالم العربي يمر بمرحلة عجز كبيرة، ولكن هذا العجز لن يبقى ابديا، وان نصر سورية على الارهاب هو قريب جدا وسيكون بداية الانتصار على هذا العجز العربي والتحول الى مرحلة القدرة والقوة والمبادرة، وهذا ما ستثبته الظروف لليبرمان ولامثاله.