ليسوا “معارضين” بل عملاء لاسرائيل..

بعد أن فشلوا في مؤامرتهم على سورية، ورغم انتقالهم من بلد الى آخر، والادعاء بأنهم “معارضون” سوريون، من اجل الحصول على دعم لمؤامرتهم، فان هؤلاء لم يروا الا اسرائيل للاستنجاد بها، أي مطالبة اسرائيل بمساعدتهم علناً، مع انها كانت تساعدهم سراً وتحت يافطة مساعدات انسانية.. هؤلاء وبهذا التصرف اثبتوا، وبصورة واضحة غير قابلة للشك، أنهم مجرد أدوات في أيادي أعداء سورية، فهم جاءوا الى اسرائيل لشرح مواقفهم وتوجيه نداءات لمساعدتهم، ولاقامة منطقة حظر جوي في جنوب سورية.. هؤلاء اثبتوا ايضاً أن من حق الشعب السوري رفظهم، واعتبارهم لا يمتون لسورية بأية صلة، لا من قريب أو بعيد.

في قاعة في مبنى الجامعة العبرية على جبل سكوبس في القدس العربية عقدت ندوة حول الوضع السوري برعاية معهد ترومان، وذلك مساء الثلاثاء 17/1/2017. وشارك في هذا المؤتمر شخصياً عصام زيتون الذي ادعى أنه ممثل “الجيش الحر”، وسروان كجو الكردي الصحفي الفار من العدالة في سورية. أما فهد القاسمي فقد شارك عبر الفيديو كونفرس، وادعى أنه رئيس ما يسمى بـ جبهة الانقاذ، وشارك أيضاً أنور ناسو الذي تحدث عبر خدمة “السكايب”، وادارت الندوة عضو الكنيست الاسرائيلي كسينيا سفيتلوفا من المعسكر الصهيوني.

عندما اعتلى عصام زيتون المنصبة للحديث عن الوضع في سورية بدأت الاحتجاجات على كلامه. وقد اتهمه الطلبة العرب بأنه خائن وعميل.. ووقعت مشادة عنيفة بين زيتون والطلبة مما اضطر عضو الكنيست سفيتلوفا بالتدخل وطلب الهدوء.

هؤلاء “المعارضون” ليسوا سوريين لان المعارضة الحقيقية تناضل من داخل الوطن، وتعمل على كشف اخطاء الحكم، وتحاول اصلاحها.. أما “المعارضة” التي تستسلم للاعداء، وتلجأ الى العدو الأول لسورية، والمحتل لاراضيها، فهي ليست معارضة، بل فئة ضالة باعت أنفسها وكل ما تملك من أجل مصالحها الذاتية.

والوقاحة في هذا الموضوع ان هؤلاء “الشخوص” مدحوا اسرائيل وادعوا انها “حنونة”، وطلبوا وترجوا مساعدتها لهم، ونسوا أنها تحتل اراض سورية، واراض فلسطينية واراض لبنانية، وتناسوا ما يعانيه شعبنا الفلسطيني من احتلال اسرائيل لاراضيهم، وشطبوا من ذاكرتهم ان اسرائيل تمارس العنصرية والتفرقة والتمييز العنصري ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصامد.

هؤلاء تناسوا أو تغاضوا عن سياسة اسرائيل في هدم البيوت وتهجير أصحابها، وسرقة الاراضي واقامة مستوطنات عليها، وتناسوا وتناسوا.. وذلك لأنهم جاؤوا كي يكونوا “بوقاً” إعلامياً تظهر فيه اسرائيل انها دولة حنونة لا تمارس الارهاب مع أنها هي من تقف وراء الارهاب ضد شعبنا الفلسطيني وضد شعوب العالم العربي.

ماذا يعني حضور هذه العناصر هذه الندوة التي نظمت وعقدت بناءً على رغبتهم؟ وخاصة أن هذه العناصر هاجمت الدولة السورية تماما كما تهاجم اسرائيل هذه الدولة؟ وطلبت مساعدتها من دون أي حياء أو خجل.

يمكن الاجابة بالقول أن هذه الزيارة العلنية لاسرائيل تعني عدة حقائق وأمور:-

  • ان هناك اتصالات اسرائيلية “قوية” مع الذين يعارضون النظام المرتمين بأحضان الخارج، ويقيمون في دول عديدة وتركوا سورية منذ سنوات طوال!
  • ان لاسرائيل يداً في المؤامرة التي تواجهها سورية حالياً، وهي معنية باسقاط الدولة الشرعية ليحل مكانها نظام موالٍ لاسرائيل يتنازل عن الجولان السوري المحتل.
  • ان اسرائيل تشارك في الحملة الاعلامية، عبر هؤلاء العناصر وتلك الادوات الرخيصة، ضد سورية من اجل اظهار أنها الدولة الوحيدة المستقرة في الشرق الاوسط، وهي الدولة الوحيدة التي تمارس “الديمقراطية”!
  • ان اسرائيل تريد الاحتفاظ بالجولان للابد، فهي وجدت تلك العناصر المستعدة للتنازل عن هذه الاراضي لأنها أساساً باعت الوطن مقابل مصالحها الذاتية.
  • تحاول اسرائيل اظهار أنها تقدم مساعدات “انسانية” للشعب السوري، وهي “حنونة” جداً عليهم، علماً أنها توفر العلاج للارهابيين الذين يعيثون في سورية فساداً وتدميراً وقتلاً.
  • لم يبق لهؤلاء الخونة أية منابر للحديث عن سورية بعد أن تعروا ولم يبق أحد يصدقهم، فجاؤوا الى منبر الجامعة العبرية لعل وعسى سمعهم أحد من المضللين!

ختاماً: لا بدّ من القول أن أي “معارض” يتعاون مع أعداء وطنه يصبح خائناً عميلاً.. فهؤلاء الذين يصافحون اليد الاسرائيلية التي تقتل الشعب الفلسطيني وتحتل أراضيه، ليسوا فقط خونة وعملاء بل هم أدنى من ذلك، وسيلفظهم أحرار الأمة العربية كما لفظهم الشعب السوري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com