قصة قصيرة.. أحلام من ورق.. بقلم: ميرال أحمد

تبكي العين بحرقة ومرارة فسألتها لم  يا عين البكاء ؟ ..هل علي صديق؟ فقالت لا . قلت :هل علي حبيب ؟فقالت لا.فقلت : أجيبيني ياعين فالدمع أوشك علي النفاذ .فأجابت: أبكي علي زمان يندر فيه الوفاء ويخيب في البعض الرجاء , ويصبح الألم هو الدواء .

من المؤلم جدا أن تري شخصا تحبه مثل قطعة من السكر, تذوب في حبه, وهو في دمك مثل مئذنة في حي جميل, يلهمك يعطيك سكينة, ثم تكتشف انه بعيد كل البعد عنك لا يهتم بفرحتك به ولا يقدر مواقفك.

 أحلام مبعثرة هنا وهناك, كل حلم بات يرسم لوحة  سريالية لآمال وطموحات تحطمت وأحلام ورقية باءت بالخيبة والفشل, قلوب تنكسر  وجروح لا تلتئم , تعيش في شرايين الحياة , تدمي وتتألم , ثم تصمت, مثل تلك الفتاة  التي عشقت شابا وغدر فيها , فخاب  ظنها فيه فانهارت لوحة أحلامها لتسقط الذكريات التي مضت بأرضها وتحفر في النفس جرحا عميقا يملؤه ألأسي ولوعة تدمي القلوب …

تلك الفتاة بمشاعرها الرقيقة التي تشبه الياسمين في صفائه وجماله تدعي سلمي كانت تحلم أن تعيش حياة وردية يملؤها الحب والحنان في ظل المودة والوفاء بالعهد لكن ……….للأسف تحطم قلبها الصغير وأصبح لا يتسع لأي شيء في الحياة , بعد أن امتلئ بغدر البشر ووعودهم الكاذبة والخيانة التي أصبحت تمارس علنا لتترك وجعا و حزنا وحياة بلا روح.

في لحظة صمت وصراع داخلي تخاطب سلمي نفسها :كم أشتاق إلي رسلان لم أراه منذ فترة ,لقد أرهقني الانتظار فيارب أسعدني وابعد عني كل مكروه …

كانت سلمي تختار العزلة  والبقاء وحيدة , وكانت تتخوف من حدوث شيء مؤلم لها,  بعدما نجت عدة مرات من حوادث سيارات,  فهي تدعوا  من ربها بأن ينجيها من أي سوء وأن يسعد قلبها …

سيلا الأخت ألصغري  لسلمي تطرق الباب بقوة علي سلمي, وتفسد عليها هدوئها وعزلتها , فتتشاجرا , ولكن بعد قليل يتعانقا انها قصة حب لا تنتهي بين الأختين, وسرعان ما يدور بينهما حديث

سيلا: أراك قلقة وشاحبة, ومشتته, هل تشتاقين الي رسلان؟ سلمي: نعم أنا أفتقده كثيرا, وهو يستحوذ علي أفكاري وعواطفي, وقد مضي وقت طويل لم نتحدث مع بعض. سيلا: أتفهم حبيبتي عشقك له, وهذا هو حال العاشقين دموع ,وخوف ,واختناق,وألم, واللحظات الجميلة نادرة, خاصة وان كان الحبيب بعيدا, ولا يمكنك الوصول إلي إليه إلا قليلا.

تعيش سلمي لحظات  صعبة ممزوجة بالشك وتنتابها مشاعر الخوف والقلق , فهي تخشي أن يكون رسلان قد تغير ولم يعد يهمه أمرها

ثم تلملم جراحها وتحاول النهوض تنكسر تتعثر, ولكنها في النهاية تقف علي أقدامها تعاند اكتآبها  وتواصل ببطيء, لكن وضعها النفسي يزداد سوءا مع الوقت خاصة وأن الاتصال مع رسلان الذي يعيش في بريطانيا شبه منقطع, وهو لم يعد يجيب علي الهاتف واختفي من مواقع التواصل الاجتماعي.

مرضت سلمي كثيرا وأصبحت نحيلة  وفاقدة للشهية مما أثار مخاوف أسرتها التي نقلتها للعلاج  في المستشفي, وعاشت لبضعة أيام علي المحاليل والعلاجات الطبية حتى تجاوزت مرحلة الخطر وغادرت المستشفي,وظلت سيلا تلازمها طيلة  الوقت وتعتني بها,  وقد أصابت سيلا هستيريا البكاء خوفا علي أختها , فكانت تبكي عليها بحرقة شديدة , ولا تعرف كيف تساعدها.

عاد رسلان إلي بلده بسبب وفاة والدته, وبعد انتهاء الدفن وتقبل العزاء, ذهبت سلمي للعزاء والسلام, قابلها بفتور شديد, فظنونها كانت في مكانها, ولكنه بادر بالحديث إليها قائلا :سلمي لقد وعدتك بأشياء كثيرة ,ورجوت الله أن يساعدني علي تحقيقها لك ,ولكني للأسف لم أوفق في هذا, أنا اعتذر منك بشدة, أنت حرة طليقة وبإمكانك التصرف في حياتك كما يحلوا لك, سوف أغادر غدا من حيث أتيت, أتمني لك التوفيق في حياتك.

انسحبت سلمي دون أن تنطق بكلمة واحدة, وعادت أدراجها إلي بيتها .

شعرت بالهزيمة والخذلان لازمتها الدموع دون توقف, وشعرت بالإعياء فنامت.

في اليوم التالي يستقل رسلان السيارة إلي المطار, وفي الطريق الي هناك تتعرض السيارة إلي حادث إطلاق نار من الرصاص الطائش فتستقر رصاصة في رأسه وينقل إلي المستشفي وهو في حالة موت سريري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com