أسباب رفع نتنياهو الفيتو مؤقتاً عن عملية المصالحة الفلسطينية

اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر يوم أمس قرر عدم اجراء أية مفاوضات مع حركة “حماس” إلا بعد تخليها عن السلاح، والاعتراف بدولة اسرائيل، وقطع علاقاتها مع ايران. ومن يصغي أو يستمع إلى هذه القرارات يظن أن حركة “حماس” تسعى لاجراء مفاوضات مع اسرائيل، وكأنها ترغب في الاعتراف باسرائيل. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن قرار المجلس الوزاري هو “للاستهلاك” الداخلي من خلال ارضاء اليمين الاسرائيلي، واظهار أن الحكومة الاسرائيلية هي ضد المصالحة الفلسطينية، مع أن “الواقع” غير ذلك.
استناداً إلى مصادر مُطّلعة فان نتنياهو “رفع”مؤقتاً الفيتو عن هذه المصالحة، وهو يرغب في نجاحها أو استمرارها لفترة محددة (ثلاثة إلى ستة شهور) وذلك للأسباب التالية:-
- المصالحة تعني لنتنياهو أن اسرائيل تستطيع أن تُعرقل أية مفاوضات أو تقديم أي تنازلات لأنها ستدعي أن القيادة الفلسطينية متحالفة مع منظمة “ارهابية” هي حركة “حماس”، ولن تكون هناك أي مفاوضات مع القيادة الفلسطينية مع مشاركة “حماس” فيها!
- تحمل الرئيس عباس لمسؤوليات القطاع سيكون عبئاً كبيراً عليه، وسيواجه الصّعاب من مختلف الأوجه، وبالتالي إضعافه!
- تلبية لطلب ورغبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعدم التدخل حالياً في موضوع المصالحة، حتى لا يُخرّب ذلك على جهود ترامب لتحقيق صفقة القرن، التي تتضمن إقامة علاقات علنية بين اسرائيل ودول عربية واسلامية.
- لا يريد نتنياهو “معاكسة” مصر، أو مناكفتها لأن هناك مصلحة لدى مصر في تحقيق المصالحة، وفي وضع ترتيبات أمنية مع حركة “حماس” للحفاظ على حدودها مع القطاع، ومنع سلفيين متطرفين من التسلل إلى سيناء، والمشاركة في عمليات ارهابية ضد الجيش المصري.
- شعور نتنياهو، ومعلوماته من الأجهزة الأمنية، بأن هذه المصالحة لن تدوم ولن تكتمل لأن هناك “خلافاً في النهج” بين حركتي حماس وفتح، ولأن الرئيس عباس يرفض بقاء سلاح في أيدي فصائل فلسطينية، لأنه يؤمن أن لا سلاح في السلطة الوطنية إلا سلاح الشرعية فقط!
- إعطاء فرصة لنتنياهو كي يدّعي أن الرئيس عباس لا يريد تحقيق سلام، فهو يضع شروطاً تعجيزية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو يفضل المصالحة على تحقيق السلام في المنطقة!
- اقتناع نتنياهو بأن الإدارة الاميركية التي لم تعارض حالياً الوساطة المصرية لتحقيق المصالحة، وبالتالي على “تحييد” أو “ترويض” أو ابعاد “حماس” عن قطر وتركيا وايران، ستدرك في النهاية أن “حماس” لن تتخلى عن سلاحها، أي لن تتخلى عن “ارهابها” كما اميركا واسرائيل تصفها لامتلاكها لهذا السلاح.
إنطلاقاً مما ذكر، فأن اسرائيل تجد “منفعة” من وراء عملية المصالحة، وذلك من خلال استغلالها لتنفيذ مخططاتها! وما يعلن من قبل الصحف أو على لسان مسؤولين اسرائيليين لا يعكس حقيقة “الفكر” أو الموقف الاسرائيلي الحقيقي!