لمواجهة قرار ترامب.. المطلوب وقفة مراجعة شجاعة

بعد أن أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخطابه مساء أمس الاربعاء 6 كانون الاول 2017، اعترف فيه بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل، وأصدر أوامره ببدء خطوات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، لا بد من وقفة مراجعة صريحة لمواجهة مثل هذا القرار الخطير الذي يؤكد انحياز الادارة الأميركية الكبير للمواقف الاسرائيلية، ويؤكد أن أميركا لن تكون راعياً نزيهاً لمسيرة السلام بعد اليوم.

ولا بدّ من وقفة شجاعة لا نجلد فيها أنفسنا، بل نقيّم فيها موقفنا عبر العقود الماضية تجاه الحفاظ على صمود وعروبة المدينة المقدسة.

لا شك ان هناك تقصيراً تجاه القدس، فكثيرون يحبونها ويتعاطفون معها، ولكن أين هي الأفعال لتعزيز الصمود؟ وأين هي الاجراءات الواقعية والفعلية التي تدعم جميع أبناء القدس ليبقوا صامدين ومرابطين ومتحدين كل الاجراءات الاسرائيلية، والقرارات والمواقف الأميركية.

هناك اهمال واضح تجاه المدينة، وهناك تقصير مقصود، وهناك تغاضِ عن معاناة أبنائها.. فالقدس تعاني منذ سنوات، وتئن تحت وطأة الآلام والمعاناة، والدعم يأتي اليها فقط عبر بيانات عاطفية ، وفي الكثير من الاحيان، هي بيانات خجولة!

تساؤل يطرحه أبناء المدينة: ماذا قُدّم عبر السنوات الماضية لدعم صمود القدس؟ قد يدعي مستفيدون ومتنفذون انه قدم الكثير، ولكن على أرض الواقع لم يقدم ما هو يستحق الذكر، وما هو يؤثر ايجاباً على صمود المدينة.

وتساؤل آخر يجب طرحه الآن: ما هو المطلوب لمواجهة هذا الانحياز الأميركي لاسرائيل، وللحفاظ على ما تبقى من عروبة القدس؟

والجواب معروف ولا حاجة للافصاح عنه، ولكن الأهم هو العمل به وفي أسرع وقت، عندها نستطيع الرد على خطاب الرئيس ترامب بالقول أنه لا يستطيع تغيير الأمر الواقع للمدينة العربية، ولا يستطيع أنْ يصادر الدماء العروبية التي تسير في عروق كل أبنائها.. وان خطابه، إنْ احسنا صنعاً وتصرفاً، سيلقى في مزابل التاريخ، وسيبقى وصمة عار على جبين ترامب نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com