اسقاط طائرة “اف 16” رسائل سورية “حمر” لاسرائيل

يوم السبت الموافق العاشر من شهر فبراير / شباط الجاري سيبقى يوماً أسود في تاريخ اسرائيل بشكل عام، وسلاح الجو الاسرائيلي بشكل خاص بعد أن استطاعت قوات الدفاع الجوي السوري عبر صاروخ أرض جو اسقاط طائرة اسرائيلية مقاتلة من طراز “اف 16”. هذه الحادثة أذهلت القياديين السياسيين والعسكريين في اسرائيل، الذين حاولوا تبرير سقوط الطائرة، وحاولوا خلق قصص وروايات وحكايات، لكن الواقع يقول أن سورية هي التي أسقطت هذه الطائرة، ووجهت رسائل “حمر” الى قادة اسرائيل ومن أهمها:
الرسالة الأولى أن سورية لن تسكت على اختراق المجال الجوي السوري، وستسقط أي طائرة معادية، وهذا ما أكده نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، وبالتالي فان على اسرائيل ان تحسب ألف حساب قبل القيام بأي عدوان جديد على الأراضي السورية.
الرسالة الثانية تؤكد لاسرائيل أن سورية تمتلك قدرات دفاعية قوية، وتستطيع استخدامها متى شاءت ورأت ان ذلك مناسباً. وان هذه الامكانيات هي سورية، ومتطورة مهما كانت أماكن الصنع لهذا السلاح الفعال والقوي.
الرسالة الثالثة والواضحة تقول أن لسورية سيادتها، وأن محاولة اسرائيل التدخل في الشأن السوري ستفشل، لأنها هي التي تقرر من يقيم على أراضيها من قواعد عسكرية أو تواجد أمني استشاري، ولا يحق لأي طرف كان التدخل في ذلك بمن فيهم اسرائيل، التي تدعي وتقول انها ستمنع تواجد ايران وحزب الله في سورية، وتحاول الحصول على استعطاف ودعم من بعض الدول الأجنبة والعربية لها، التي شاركت وتشارك في المؤامرة الكونية على سورية، من خلال الادعاء بأن التواجد الايراني يشكل خطراً أمنياً على اسرائيل، وتحاول التغطية على حقيقة ان سياسة وممارسات وتوسعات اسرائيل الاستيطانية هي سبب التوتر في المنطقة، وهي التي تشكل خطراً على أمن الشعوب، وتشكل خطراً عليها عبر مغامراتها ومقامراتها!
الرسالة الرابعة تتمثل في القول لاسرائيل ان سورية قوية، وان دعم اسرائيل للارهاب والارهابيين لم يحقق أي شيء على ارض الواقع ، وان هذا الارهاب الذي أعاث دماراً في سورية لم يؤثر على موقفها المقاوم، بل زاده إرادة وإصراراً على التمسك به. وان اسرائيل ستدفع ثمن أي عدوان وعليها ألا تجرب ذلك.
واضافة الى هذه الرسائل “الحمر”، فان اسرائيل منزعجة ومذهولة في آن واحد، لأن صاروخاً من طراز “سام5” استطاع اسقاط أحدث طائرة في العالم، مما يعني ذلك ان هذا الصاروخ مطور كثيراً، وتطويره كان مفاجئاً.
واسرائيل قلقة من مفاجآت لها في حال شن عدوان واسع على سورية، ولذلك لم يتردد رئيس وزراء “اسرائيل” من الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوم السبت المقدس بالنسبة لليهود مخالفاً للقوانين الدينية، طالباً منه تهدئة الوضع، وأنه لا يسعى الى حرب واسعة.
إسقاط الطائرة الاسرائيلية من طراز “إف 16” ليس حدثاً عادياً وبسيطاً، فهو سيغير من قوانين الاشتباك، وكذلك سيشكل ردعاً لعنجهية سلاح الجو الاسرائيلي، ورعباً كبيراً للطيارين الاسرائيليين في حال انتهاك طائراتهم المقاتلة أو القاذفة للسماء السوري او للاجواء القريبة منه.. وهذا الاسقاط هو درس لاسرائيل، كما ان عليها فهم الرسائل “الحمر” الموجهة اليها قبل أن ينحمق قادتها ويتخذوا قرارات مقامرة مستقبلاً!
القدس 17/2/2018