اتفاق النفاق بين امريكا وتركيا
يؤكد الاتفاق الاميركي التركي لتدريب ما يسمى بـ "المعارضة السورية" لمواجهة تنظيم داعش على أن الاميركيين لا يراهنون على التصدي ومواجهة "داعش" عبر القصف الجوي، لذلك فهم بحاجة الى خمسة آلاف مقاتل من المرتزقة لمساعدتهم، وهذا يعكس في الوقت نفسه أنهم يضحكون على أنفسهم، فاذا كانت الغارات الجوية لم تستطع أن تحد من خطر "داعش"، فهل بضعة آلاف من المرتزقة سيكونون قادرين على التصدي لهذا التنظيم الارهابي الخطير الذي هو اساساً صناعة اميركية صرفة!
والمضحك في الموضوع ايضا ان تدريب هؤلاء "المعارضين المرتزقة" سيتم في تركيا المتعاونة مع تنظيم "داعش"، والتي توفر العلاج المجاني لعناصره، وعملية نقل القبر الفارغ "لسليمان شاه" هي خير دليل على هذا التعاون.
وهذا الاتفاق، وبالفعل، ليس هو للتصدي لتنظيم "داعش" وبقية المجموعات والتنظيمات الارهابية المشاركة في المؤامرة على الشعب السوري، بل هو لتعزيز هذه القوى الظلامية المضللة لمواصلة تدمير سورية، وخاصة بعد أن ظهرأ جلياً للجميع ان الجيش السوري يحرز تقدماً ميدانياً ويسحق هذه المجموعات الارهابية في العديد من الاماكن وخاصة في الجنوب السوري. وما يثبت ذلك أن المئات من العناصر الارهابية مع ضباط أتراك عبروا الحدود التركية السورية قرب حلب مؤخراً من اجل دعم التنظيمات الارهابية في مواجهة الشرعية السورية التي بدأت بالفعل تسيطر وتهيمن على العديد من المناطق في محافظة حلب.
وهذا الاتفاق هو أيضاً سابقة دولية خطيرة، اذ ان السكوت عليه وتطبيقه يعني ان من حق أي دولة في العالم أن تدرب وتسلح المعارضة في أي بلد معاد لها، أي أن القوانين الدولية تم الدوس عليها.. وهذا يبرر مستقبلا ان يتم تسليح أي معارضة في دول الاتحاد الاوروبي أو العالم للدفاع عن نفسها، ولمواجهة ظلم وقهر الدولة لها! أي ان ذلك يقود الى "حكم الغاب" في العالم، ليغيب عنه بالتالي حكم الشرعية الدولية!
والاعلان عن هذا الاتفاق أكد أيضاً من جديد ان هناك مؤامرة على سورية، وهي مؤامرة دولية، وان تركيا لم تكن صديقة لسورية بل كانت عدواً لدوداً لها، تشارك في المؤامرة وبصورة واضحة ضدها. ويثبت الاتفاق ان الحرب على "داعش" هي حرب تهدف الى "تلميع" داعش، وان رفع راية التصدي لهذا التنظيم هي "شماعة" من أجل تبرير التدخل في سورية، ولمواصلة تدميرها.
واذا كانت اميركا وحليفاتها ودول العالم كلها معنية حقاً وحقيقة في التصدي لتنظيم "داعش" واخوانه من التنظيمات الارهابية الاخرى، فعليهم جميعا مؤازرة الجيش العربي السوري في عملياته النوعية والبطولية في سحق هذه التنظيمات الارهابية، فهو ليس بحاجة الى "معارضة مرتزقة" مرتمية بأحضان الغرب لتقاتل "داعش"، بينما هي على أرض الواقع تؤازر "داعش" وتدعمها للصمود اكثر وأكثر حتى يبقى النزيف مستمراً في سورية وفي شمال العراق، علما أن الجيش العربي السوري ليس بحاجة الى هكذا دعم، لانه قادر على المواجهة، وكل ما يهمه ان تسقط المؤامرة على سورية، وان "يكفوا شرهم" عن ارض هي كانت وما زالت، وستبقى، مهد الحضارات والديانات للعالم كله.
بوركت الأيادي التي تواجه الارهاب في سورية وفي المنطقة، ولعن الله كل الذين أياديهم ملطخة بدماء عربية زكية طاهرة.. والنصر آت لا محالة على الارهاب مهما كانت الصعاب والمؤامرات والاتفاقات المنافقة بين حكومات دول لا تريد الا الفوضى للمنطقة ولكل أنحاء العالم.
24/2/2015