أهلاً بالبابا فرنسيس|.. زيارة قصيرة ولكنها تاريخية ومهمة

تعزيز للوجود المسيحي وللحوار بين الأديان
 
يقوم قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الاول بأول زيارة له خارج الفاتيكان منذ توليه منصبه الديني الرفيع، وهي الزيارة الاولى له لمنطقة الشرق الأوسط (الاردن والديار المقدسة). تبدأ الزيارة قبل ظهر اليوم السبت 24 ايار 2014، بوصوله للعاصمة الاردنية حيث يستقبله العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، وتستمر الزيارة حتى صباح اليوم التالي، الاحد 25/5/2014. وخلال اقامته في الاردن سيقيم قداساً كبيراً في استاد عمان الدولي، كما يزور منطقة المغطس اضافة الى نشاطات وزيارات ولقاءات خلال هذه الزيارة القصيرة.
وقبل ظهر الاحد، وبالتحديد الساعة 11 قبل الظهر، يقيم قداسته قداساً احتفالياً في ساحة المهد، بعد وصوله الى بيت لحم عبر طائرة اردنية عمودية. ويجتمع لفترة مع الرئيس محمود عباس، ويزور مخيم الدهيشة ويلتقي عدداً من الشخصيات والعائلات على مأدبة غذاء في فندق الكازانوفا/ بيت لحم.
وبعد الظهر تتوجه طائرة الهيلوكبتر (العامودية) الاردنية وهي تقل البابا فرنسيس الى مطار اللد حيث يقام له استقبال رسمي، وبعد ذلك يتوجه الى كنيسة القيامة ليلتقي البطريرك الارثوذكسي المسكوني بارثولوميوس.. وهذا اللقاء هو تخليد واحياء للذكرى الخمسين سنة للقاء التاريخي الأول بين قداسة الحبر الاعظم البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني أثنيا اغوراس في القدس في كانون الثاني عام 1964. ويلتقي قداسته مع رؤساء الكنائس في الديار المقدسة.
وفي صباح اليوم الثالث الاثنين 26/ايار/ 2014 يقوم قداسته بزيارة الحرم القدسي الشريف، وعلـّية صهيون في منطقة النبي داود حيث يقيم قداسا يقتصر على رجال الدين لضيق المكان. وظهراً يلتقي في النوتردام بالقدس مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اذ يتناولون معا الغذاء. وبعد ظهر يوم الاثنين يتوجه قداسته الى مطار اللد حيث يقام له حفل وداع رسمي اذ تنقله الطائرة الى روما مباشرة.
 
البابا الرابع الذي يزور الديار المقدسة
البابا فرنسيس هو البابا الرابع خلال50 عاما، يزور الديار المقدسة. فقد افتتح زيارات الحجح للديار المقدسة البابا بولس السادس عام 1964، وبعد ذلك قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة الديار المقدسة والاردن عام 1999، وقام قبل عدة سنوات البابا بندكت السادس عشر بزيارة الاردن والديار المقدسة. وها هو البابا فرنسيس الاول يقوم بهذه الزيارة "الدينية الراعوية" وزيارة البابا فرنسيس قصيرة كما كانت زيارة البابا بولس السادس قبل 50 عاما، والبابا الوحيد وخلال الخمسين سنة الماضية، الذي لم يقم بزيارة الديار المقدسة هو يوحنا بولس الاول الذي توفي اثر سكتة قلبية بعد أشهر عديدة من توليه منصبه ليخلفه في المنصب البابا يوحنا بولس الثاني.
زيارة البابا فرنسيس هي شكلا ثلاثة ايام، وعمليا هي أقل من 60 ساعة. وهي زيارة مكثفة، وتهدف أولاً وأخيراً الى الحج للديار المقدسة، وثانياً لقاء البطريرك المسكوني بارثولوميوس، أي احياء الذكرى الخمسين للقاء التاريخي الارثوذكسي الكاثوليكي الذي تم في القدس.
 
مرافقو ومستقبلو البابا
الوفد المرافق للبابا سيضم عدداً من الكرادلة. وسيكون في استقباله قادة ورؤساء الاردن وفلسطين واسرائيل، وكذلك بطاركة الكنائس الكاثوليكية وهي: المارونية والروم الكاثوليك، والسريان الكاثوليك، والاقباط الكاثوليك، والارمن الكاثوليك اضافة للبطريرك اللاتيني فؤاد طوال وجميع الاساقفة الكاثوليك في الاردن والديار المقدسة.
 
من مزايا هذه الزيارة
رغم أن الزيارة قصيرة، لكن برنامجها مليء بنشاطات وفعاليات عديدة إذ أن البابا يزور مدن عمان، بيت لحم، والقدس. ويزور نهر الاردن، ويقيم ثلاثة قداديس اثنين في ساحتين كبيرتين، استاد عمان وساحة المهد، أما الثالث فهو قداس يقتصر على رجال الدين فقط. سيزور قداسته كنيستي المهد والقيامة وعلية صهيون. والكنيسة على نهر الاردن.
ولقد وضع في البرنامج زيارة مخيم الدهيشة، لانه بابا الفقراء والمظلومين، ليطلع على وضع اللاجئين الفلسطينيين ويعلن تعاضده معهم. وسيقوم بزيارة الحرم القدسي الشريف في اطار تشجيعه للحوار المسيحي الاسلامي، وتضامنا مع المسجد الاقصى امام الاعتداءات والمخاطر الاسرائيلية التي يتعرض لها يوميا.
لن يزور البابا الناصرة حيث شهدت البشارة بولادة السيد المسيح للعذراء مريم وسيلتقي برئيس وزراء اسرائيل نتنياهو في فندق النوتردام التابع للفاتيكان، اذ انه يستقبل نتنياهو ولا يذهب الى مقره، لان زيارته دينية وزيارة حج!
 
لن ترضي الجميع
هذه الزيارة لن ترضي الجميع، وستكون هناك انتقادات لها من عدة نواح. وهذه الانتقادات نابعة من محبة هؤلاء للبابا فرنسيس. ومن هذه الانتقادات الاساسية ان الزيارة جدا قصيرة، وبرنامجها ثقيل جدا.. وانها لم تشمل مدينة الناصرة.
أبناء فلسطين التاريخية لن يلتقوا أو يروا البابا سوى في قداس ساحة المهد قبل ظهر الاحد 25/5/2014، فأبناء فلسطين من الشمال والجنوب والقدس والضفة سيتوجهون الى بيت لحم للمشاركة في هذا القداس الحبري العظيم.
 
زيارة تاريخية
ستكون الزيارة تاريخية ومهمة، وهي تؤكد على الوجود المسيحي في الديار المقدسة. وان في فلسطين عدة ديانات.. وهي الديانات السماوية الثلاث. وهذه الزيارة بصورة غير مباشرة هي دعم للوجود المسيحي في المنطقة، وتعزيز للحوار بين المسيحيين، وللحوار بين الديانتين الاسلامية والمسيحية.
قد "يتقدس" البابا أكثر من خلال حجه للديار المقدسة، ولكن هذه البلاد تحصل ايضا على بركة اب كبير وعظيم.. وهي تتشرف باحتضانه، وتزيد قداسة وطهارة به.
فأهلاً بالبابا فرنسيس وبكل مرافقيه.. وان شاء الله بصلواته ودعواته يحصل شعبنا الفلسطيني على حقوقه كاملة وينتهي كابوس الاحتلال البغيض المستمر لمدة 47 عاماً!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com