تنظيم “داعش” في اسر ائيل خطوات استباقية لمنعه من القيام بعمليات ضدها

صعدت الاجهزة الأمنية الاسرائيلية مؤخراً من حملتها ومطاردتها للذين ينتمون فكريا الى تنظيم داعش، أو يخططون للذهاب الى سورية والقتال الى جانب هذا التنظيم الارهابي، او الذين يخططون لتشكيل خلايا “داعشية” تنفذ عمليات ضد مؤسسات وقواعد عسكرية في اسرائيل. هذا التصعيد جاء بعد أن وردت معلومات للاجهزة الامنية مفادها ان “داعش” قد يعمل في اسرائيل في حالة فشله في سورية، وهذا الفشل آت لا محالة سواء في سورية أو العراق، ولذلك فانه قد يغير من بوصلته باتجاه فلسطين.

وحسب وسائل الاعلام، فقد اصدرت المحكمة المركزية في الناصرة مؤخراً حكماً على كل من الشبان: محمد غزالة (23 عاماً) من يافة الناصرة، بالسجن الفعلي 60 شهراً، والشاب احمد احمد (26 عاما) من الناصرة بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرا، و12 شهراً مع وقف التنفيذ، وكذلك الشاب محمد شريف (23 عاما) من الناصرة، بالسجن الفعلي 60 شهراً اضافة الى 18 شهرا مع وقف التنفيذ. وهؤلاء متهمون بتشكيل خلية لداعش، وكانت لديهم اهداف للاعتداء عليها، اضافة الى امتلاك سلاح واعداد مخططات خطيرة.

وكذلك كشف جهاز الامن العام الاسرائيلي “الشاباك” النقاب عن اعتقال مشتبه به من جلجوليا بتأييده لداعش، ونيته الانضمام للتنظيم في سورية، ولكن العائلة قالت ان ابنها كان يتواصل هاتفيا مع شقيقه الذي يقاتل الى جانب تنظيم داعش للاطمئنان عليه!

لماذا هذا التصعيد الآن؟ رغم أن اسرائيل كانت توفر المساعدة “الانسانية الصحية” لمصابي التنظيمات الارهابية التي تقاتل ضد سورية على حدود الجولان السوري المحتل. وكانت ايضا تغض النظر عن نشاطات هذا التنظيم والتنظيمات الاخرى في سورية، وكانت تبارك كل ما يفعلونه لاضعاف سورية، ومحاولة اسقاطها.

أسباب التصعيد

لا بد من الاشارة الى ان الطيران الاسرائيلي قصف قبل فترة قصيرة خلية لداعش في الجولان بعد ان قام اعضاء هذه الخلية باطلاق قذائف صوب اسرائيل. واعلنت اسرائيل وقتها انها لن تسمح لأي تنظيم بالعمل ضدها.. وهذا مؤشر ايضا الى “وقوع طلاق” بين داعش واسرائيل، بعد ان كان “داعش” لا يفكر في اسرائيل، ولا يخطط للاعتداء عليها، ولكنه اليوم بدأ يفكر في ذلك من اجل كسب شعبية ما، أو حتى للاساءة للقضية الفلسطينية، عبر الصاق “الارهاب” بها!

وكانت اسرائيل قد اعلنت عن تنظيم داعش تنظيما محظورا في اسرائيل وذلك يوم 3/9/2014، لان خلايا لداعش بدأت تظهر في اسرائيل، ولان شباناً بدأوا الانخراط بهذا التنظيم فكريا، وكذلك قتاليا عبر التوجه الى تركيا ومن ثم الى سورية للقتال هناك.

وأسباب التصعيد الاسرائيلي ضد داعش قد تنحصر بالآتي:-

  1. تأكيد اسرائيل للعالم بأنها ضد الارهابيين، وضد داعش لان هناك اتهاماً لها بأنها كانت تقف الى جانبه حتى يدمر سورية.
  2. التغاضي عن “داعش” ساهم الى حد كبير في ظهور خلايا نائمة لداعش في اسرائيل.
  3. هناك خوف بأن من يدعم داعش، قد يطلب منه القيام بعمليات ما في اسرائيل!
  4. فكر داعش متواجد في المنطقة، ولا بدّ من سياسة حاسمة وصارمة للتعامل مع هؤلاء، ومحاولة ثنيهم عن هذه الآراء.
  5. كان “المنتمون” أو “المتعاطفون” مع “داعش” يتوجهون للقتال في سورية، اما اليوم فهم يشكلون خلايا للقيام بعمليات داخل اسرائيل، أي ان اسرائيل كانت تصدر داعش الى الخارج، اما اليوم فان داعش هو في قلبها ويشكل خطرا كبيرا عليها.
  6. هناك خوف من ان هذا التنظيم قد يساعد الفصائل او قوى اسلامية للنيل من اسرائيل، ولربما يتم تعاون بين داعش وجهات عديدة للقيام بأعمال مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
  7. لا بدّ من ممارسة قبضة حديدية ضد هذا الفكر، وهذه الخلايا الخطيرة. ولذلك فان أي متعاطف مع داعش سيواجه عقوبات كبيرة وصعبة.
  8. محاولة اسرائيلية لاظهار انها ضد داعش والتنظيمات المسلحة الارهابية الاخرى. وان لا تعاطف ولا تساهل مع الذين يدعمون هذا التنظيم، أي لاظهار ان اسرائيل ضد الارهاب ولن تسمح له بالتواجد في اسرائيل.

داعش في اسرائيل

سواء نفت اسرائيل او اكدت ذلك، فان داعش متواجد داخل اسرائيل عبر وسائل عدة، واهمها عبر الفكر، وهذا بحد ذاته يشكل خطرا عليها.

ولا بدّ من القول ان اسرائيل بدأت العمل الجاد ضد داعش لارضاء الرئيس الاميركي الاتي دونالد ترامب الذي سيقف ضد الارهاب، وضد داعش ايضا، وهي تريد اظهار انها ضد الارهاب ومستعدة للتعاون معه ضد هذا التنظيم، أي ستحاول ارضاء الادارة الاميركية الجديدة من ناحية داعش حتى تحصل على ما تريد، وكذلك اظهار ان لا خلاف مع ترامب حول هذا الموضوع.

مهما حاولت اسرائيل التغطية على دعمها للارهاب في السنوات الماضية، ومهما غيرت من توجهاتها تجاه الارهاب، فان داعش متواجدة فكريا وبقوة في اسرائيل.. وهذا هو الخطر الحقيقي الذي تواجهه والذي يؤرق القيادة الاسرائيلية. و”يبشر” بحالة عدم استقرار آتية لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com