في الذكرى الرابعة لرحيل الحبيب.. جاك خزمو.. ستبقى ذكراك نبراسًا ينير لنا الطريق وعلى العهد باقون.. محمد المدهون

أربعة أعوام مضت على رحيل الإعلامي الكبير والسياسي المخضرم جاك خزمو رئيس تحرير مجلة البيادر السياسي.. هذا الرجل الذي أسس أعرق مجلة عرفتها فلسطين، وأطول مجلة استطاعت الصمود لعقود في ظل سياسة تكميم الأفواه التي انتهجتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.. فتحدى هذا الرجل المعطاء جبروت وآلة القمع الإسرائيلية، ونهض بمؤسسته ومجلته من قلب القدس العربية المحتلة، لتكون منبر من لا منبر له، وصوت كل فلسطيني حر.. نور بزغ من وسط الظلام  لينير طريق الحرية ويكون الصوت المدافع عن الحق الفلسطيني، ومرآة تعكس هموم وقضايا شعبنا الفلسطيني، وتفضح جرائم الاحتلال في كافة بقاع الوطن المحتل..

تحدى فقيدنا الغالي كل الإجراءات القمعية والممارسات الاحتلالية وسياسة تضييق الخناق والاعتقال والترهيب والتهديد والاعتداء هو ورفيقة دربه زوجته الدكتورة/ ندى الحايك خزمو، وعملا جنبًا إلى جنب للارتقاء بهذا الصرح الإعلامي الذي خرج أجيالًا من الصحفيين والإعلاميين والكتاب الذين أصبح لهم الآن بريقًا.. الكثير منهم تتلمذ في مدرسة البيادر السياسي ونهل من خبرة ومعرفة الأستاذ جاك.. هذا الرجل الوطني الذي كرس حياته خدمة لقضيته ووطنه.. رجل الوحدة الوطنية الذي لطالما نادى عبر مؤسسته وأدواته الإعلامية، ومن خلال كل الوسائل الإعلامية التي أتيحت له والمناسبات التي شارك فيها من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال.. حارب سياسة التهجير من القدس المحتلة التي اتبعتها حكومات الاحتلال المتعاقبة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، ووقف بالمرصاد لعمليات تسريب الأراضي والعقارات، وهاجم سماسرة الاحتلال ونبه لخطورتهم وخطورة ما يقومون به، وعمل على التحشيد للتجذر في الأرض الفلسطينية وفي المدينة المقدسة، وفتح صفحات مجلته للكل الفلسطيني للدفاع عن الأرض والوطن والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية.

رفض فقيدنا الغالي كل الإغراءات التي قدمت له للهجرة من القدس المحتلة وبقي صامدًا في وطنه وأرضه ومدينته، عاش يكابد ويصارع من أجل البقاء والاستمرار، ولم يتخل عن هويته وقضيته ووطنه، في وقت تخلى عنه القريب والبعيد، واجه الأزمات الواحدة تلو الأخرى، وخاصةً الأزمات المالية والحصار المالي الذي فرض عليه وقطع المخصصات المالية عنه، لكن كل ذلك لم يجعله يحيد عن هدفه الذي وضعه نصب عينيه منذ الحطة الأولى للانطلاق في عام 1976.. واستمر حبيبنا الذي نفتقده هذه الأيام في مسيرته الوطنية والإعلامية إلى أن غادر عالما هذا إلى عالم أفضل في الخامس من حزيران عام 2020، تاركًا ورائه إرثًا وطنيًا ورسالة سامية ورثها لزوجته المناضلة الدكتورة ندى التي قطعت عهدًا على نفسها بأن تواصل الطريق حتى الرمق الأخير.. طريق جاك خزمو الذي عبده بالتضحيات والمعناة والصعاب والمخاطر.. طريق كلفه الكثير من المعاناة في ظل الأزمات التي تعصف بالوطن.. فمازالت مؤسسة البيادر الصحفية التي أسسها الأستاذ جاك مستمرة في عملها وعطائها، ومازال موقع البيادر السياسي الإخباري يواصل عمله تحت إشراف كامل من الدكتورة /ندى خزمو التي طرقت كل الأبواب من أجل استمرار هذا الصرح الإعلامي الكبير والنهوض به وأداء رسالته الوطني والإعلامية على أكمل وجه.. أربعة أعوام مضت ومازلنا على العهد سائرون وسنواصل العطاء والعمل دون كلك أو ملل، وسنتحدى كل الصعاب ولن نوقف رسالتها السامية وسنحافظ على الإرث الكبير الذي خلفه لنا فقيدنا الغالي الأستاذ جاك.

رحم الله حبيبنا وأستاذنا ومعلمنا الأستاذ جاك خزمو.. وإلى الأمام وعلى العهد باقون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com