أبرز ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد فوز ترامب.. إعداد وتحليل/ أ. منصور أبو كريم
مقدمة
يحمل كل رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من المبادئ والأهداف، التي يحاول تحقيقها خلال فترة رئاسته، وتعتبر هذه الأهداف والمبادئ جزء من استراتيجية الرئيس أو الحزب الحاكم، لذلك دراسة السياسة الخارجية تتطلب فهماً دقيقاً لمختلف مخرجات السياسة الخارجية من أهداف ووسائل وأدوات وعوامل ومحددات مؤثرة، بشكل مباشر أو غير مباشر في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، لذا فصناعة قرارات السياسة الخارجية يمكن أن تدرس في ضوء تفاعل صناع القرارات وبيئتهم الداخلية، وإن ما يميز قرارات السياسة الخارجية عن بقية القرارات أنها تخضع لتفاعل فريد من نوعه، إلا وهو التفاعل بين البيئة الداخلية والخارجية، وما يحتويه ذلك التفاعل من ضغوط مختلفة ومتعارضة .
ويتطلب تحقيق أهداف السياسة الخارجية التي تسعى لتحقيق أكبر قدر من المصالح القومية، لاستخدام العديد من الوسائل والأدوات أهمها الدبلوماسية، والقوة العسكرية، والأدوات الاقتصادية، كما قد تلجأ إلى أساليب أخرى كالدعاية وأعمال التجسس. وإن مـدى توفر هذه الوسـائل قد يتيح للدولة حرية وقدرة أكبر على تنفيذ أهداف السياسة الخارجية، والواقع أن أهمية أدوات السياسة الخارجية لا تنبع فقط من أهميتها لتحقيق الأهداف ولكن أيضاً من كونها عاملاً مؤثراً في مسار السياسة الخارجية. حيث أصبـح القـرار السياسي الخارجي يتأثر ويؤثر بكثير من العوامل والمتغيرات، حيث تلعب هذه المتغيرات دوراً مؤثراً سلبياً أو ايجابياً في السلوك السياسي الخارجي، حيث يتوقف هذا التأثير على طبيعة هذه المتغيرات من جهة، وكيفية إدراك تأثيرها من قبل صانع القرار السياسي الخارجي من جهة ثانية، وعندما نجد أنفسنا أمام حاجة الى دراسة السياسية الخارجية لدولة ما، يكون أمامنا دراسة مجموعة من المحددات الداخلية والخارجية التي تلعب دوراً فعالاً في شكل السياسة الخارجية لتلك الدول . ومنذ أن أعلنت النتائج الأولية عن فوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ثار الجدل في داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها حول الطبيعة الشخصية للرئيس ترامب، ومضامين خطابه السياسي، الأمر الذي فتح الباب أمام طرح مجموعة من التساؤلات حول ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وقضاياها الأساسية؟ وهل هذه السياسة سوف تكون استمرار لسياسة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الأبن؟ أم سوف تكون مختلفة عن تبني نهج القوة الخشنة؟ وأين تتقاطع وتختلف من سياسة سلفه باراك أوباما؟
أولاً: الجدل المثار حول انتخاب ترامب
أثار انتخاب دونالد ترامب مرشح للحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عاصفة من الانتقادات والتساؤلات التي تركزت حول شخصية الرجل وخبرته السياسية، وأسلوب أدارته للولايات المتحدة في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية، حيث تساؤل “كريستوفر هِل” مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق كيف أنتج الحزب الجمهوري مرشحاً رئاسيا يحمل رؤية باهتة قاتمة لآفاق أميركا حتى أنه يتصور أن البلاد انزلقت إلى هاوية قد لا تخرج منها أبدا، وفي حين لا يزال قسم كبير من العالم يتطلع إلى الولايات المتحدة طلبا للزعامة الدولية الحكيمة، فإن المؤتمر الوطني الجمهوري في كليفلاند -حيث جرى ترشيح ترامب رسميا- لم يعرض شيئا سوى الخوف والكراهية. كان ذلك أحد العناصر اللافتة للنظر في الخطاب الذي ألقاه ترامب في المؤتمر الهجوم الذي شنه على آخر إدارة جمهورية. فوصف جورج دبليو بوش بأنه متآمر مع هيلاري كلينتون في تشابكات وتعقيدات خارجية متنوعة، مثل الحروب والأسوأ منها الاتفاقيات التجارية. حيث وجدت مؤسسة الحزب الجمهوري فترة الانتخابات التمهيدية في حيرة من أمرها، تتساءل كيف من الممكن أن يحدث شيء مثل ترشح ترامب، على سبيل المثال، في مارس/آذار 2016، وَقَّع المئات من المستشارين الجمهوريين، الذين يمثلون طائفة واسعة من وجهات النظر في السياسة الخارجية على خطاب مفتوح أعربوا فيه عن معارضتهم لترامب، ورغم أن بعض هؤلاء المستشارين دعموا ترامب هذا الخريف، بعد أن “اطمئنوا” إلى التزامه بوجهات نظرهم، فإن أغلبهم لن يفعلوا .
وفي هذا السياق نشر موقع “ميدل إيست” تقريراً تحدث فيه عن تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يشتد فيه التنافس بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون قبل أسابيع قليلة تفصلهما عن حسم السباق نحو البيت الأبيض. وقال الموقع، في التقرير الذي نشره موقع “هيل نيوز” إن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تعتبر أكثر ذكاء وعقلانية، وتحظى بدعم واحترام أبرز زعماء وقادة العالم، بينما يبدو ترامب أكثر تهوراً، وأقل معرفة بالتعقيدات السياسية التي تحكم العالم، ما يساهم في صناعة أعداء جدد للولايات المتحدة وخسارتها لحلفائها التقليديين. وتثير هذه التناقضات في المشهد السياسي الأمريكي قلق المجتمع الأمريكي حول المستقبل السياسي للبلاد. وذكر الموقع أن الاختيار بين المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كان يخضع لمعايير مختلفة ويصبح الخيار أصعب عندما يتعلق الأمر بمدى تأثير السياسة الخارجية لكل مرشح منهما على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف الموقع أن دونالد ترامب يتبنى مواقف معادية للتدخل العسكري في الشرق الأوسط، ويشكك دائما في مدى نجاعة هذه الاستراتيجية في العراق وليبيا، بهدف مساعدتها على صناعة الديمقراطية، أو الإطاحة بأنظمة تتعارض معها .
وذكر الموقع أن مواقف المرشح الجمهوري دونالد ترامب حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تتسم غالباً بالتناقض وعدم الوضوح، حيث كان ترامب الذي يعارض اليوم التدخل الأمريكي في العراق، من بين أبرز المساندين للغزو الأمريكي قبل أشهر قليلة من بدايته، وخلال تصريح له على إحدى الإذاعات الأمريكية في ذلك الوقت أكد أنه يقف إلى جانب الحرب. وأضاف الموقع أن هذه التناقضات لا يمكن أن تحجب عنا تبنيه لسياسة معارضة التدخل العسكري في الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية ومراهنته عليها لكسب أصوات الأمريكيين. وفي إحدى تصريحاته ذكر ترامب أن “الوضع اليوم في الشرق الأوسط أصبح أسوء مما كان عليه، قبل أن تقحم الولايات المتحدة نفسها في حروب لا زالت مستمرة منذ 15 سنة، أو تنفق مليارات الدولارات في هذه الحروب، وتفقد آلاف الجنود في ساحات المعركة”. وذكر الموقع أن عقيدة ترامب تقوم أساساً على معارضة التدخل العسكري في الشرق الأوسط، إلا إذا كانت هناك شبهات حقيقية حول وجود خطر مباشر على أمن الولايات المتحدة الأمريكية، سواء عن طريق تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة . وهذا هو جوهر الاختلاف ما بين استراتيجية ترامب مع كلاً من بوش الأبن أوباما، عبر تقنين التدخل بما يخدم المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية.
ثانياً: الرئيس ترامب واستراتيجية القوة الخشنة
يتسم النظام السياسي الأمريكي بالثنائية الحزبية، والتناوب على تولي مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بين الحزب الجمهوري ذو الصبغة المحافظة والحزب الديمقراطي ذو الصبغة الليبرالية المتحررة، لذلك لكل حزب سياساته الخاصة التي يعمل على تطبيقها عند وصوله لسدة الحكم، ويعد الخطاب السياسي لكل رئيس أمريكي أحد أبرز الأدوات والوسائل التي يستخدمها بهدف توضيح رؤية إدارته للسياسة الخارجية نحو العالم بأسره. ومن الضروري الإشارة إلى أن كل رئيس أمريكي جديد يأتي وفق أجندة تعمل على تنفيذ مجموعة من الخطط الاستراتيجية المرسومة مسبقاً، نحو جميع القضايا المرتبطة بالمصلحة الأمريكية العامة.
واعتمد الحزب الجمهوري في ظل حكم الرئيس جورج بوش الأبن على امتلاك أحادي للقوة الشاملة لحماية الأراضي الأميركية، وتدعيم هيمنة الولايات المتحدة وفق رؤية ومنظور المحافظين الجدد اليمينية، التي كانت مسيطرة في ذلك الوقت، حيث أن إدارة بوش الأبن قد جاءت إلى الحكم وهي ترفع شعارات وتتبنى سياسات في ظل هيمنة “المحافظين الجدد” على محاور صنع السياسة الخارجية الأمريكية، وتقوم على فكرة إدارة ظهر أمريكا للعالم، والحديث عن أنه ” إذا تكلمت أمريكا فيجب أن يستمع ويطيع العالم”، انطلاقاً من منطق ضرورة فرض الهيمنة الأمريكية على العالم بالقوة .
وأصبحت السياسة الخارجية الأمريكية تعتمد على القوة في ظل مفهوم جديد للأمن القومي، حيث أصبح يتعدى الحدود الأمريكية ليشمل أي تهديد مستقبلي للأمن والمصالح الأمريكية، وقد رفضت التقيد بالأمم المتحدة والتحالفات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ورفضت أيضاً المشاركة والتوقيع على اتفاقيات ومعاهدات دولية، تحد وتحجم من التحرك الأمريكي خارجياً، ناهيك عن التأييد المطلق لإسرائيل، هذا فضلاً عن الحديث عن تعزيز الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقاً من قناعة مفادها أن هناك ارتباط بين النظام السياسي والثقافة المجتمعية والنظام التعليمي بالشرق الأوسط وتفريخ الإرهاب .
وأعطت الولايات المتحدة الأمريكية لقضية الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط؛ أهمية كبيرة خاصة بعد أحداث 11سبتمبر2001، حيث تم الربط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بين الإرهاب وغياب الديمقراطية في الشرق الأوسط، وفى حقيقة الأمر كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد للحفاظ على مصالحها الكبرى في الشرق الأوسط على استراتيجية تقليدية لم تتغير منذ الحرب العالمية الثانية كثيراً، بالرغم من التعديلات التي طرأت عليها، وكان الهدف الرئيسي لهذه الاستراتيجية هو الحفاظ على الوضع القائم في الشرق الأوسط . حيث أصحبت الولايات المتحدة تنظر إلى الأوضاع الداخلية في عدد من دول الشرق الأوسط، على أنها تمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، على أساس أن هذه الأوضاع تمثل تربة خصبة لنمو الإرهاب والتطرف، وقدمت وزيرة الخارجية الأمريكية “كونداليزا رايس” إطاراً نظرياً لفهم طبيعة هذه التهديدات حيث تحدثت قائلة: ” إن طبيعة النظم أصبحت أكثر أهمية من حيث توزيع القوى في عالم اليوم وإن هناك مصدراً جديداً لتهديدات الولايات المتحدة في عالم اليوم، هو ما أطلقت عليه التهديدات الناتجة من التفاعلات داخل ما يسمى بالدول الضعيفة والفاشلة، فالدولة الضعيفة والفاشلة هي الطريق الذي يسهل انتشار حركة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل .
وقد شكلت أحداث 11 من سبتمبر تحدياً كبيراً للولايات المتحدة الأمريكية ولأمنها القومي، مما جعلها تقوم بمراجعة منظومة الأمن القومي الأمريكي، بهدف سد الثغرات التي كشفت عنها تلك الهجمات، والعمل على منع حدوثها في المستقبل. وقد أدت هذه الأحداث إلى ازدياد عدد التدخلات الأمريكية في شؤون الدول الأخرى؛ حيث بدأ صانعو السياسات الأمريكية يتساءلون عما إذا كانت الأنظمة السلطوية في الشرق الأوسط تستطيع الاستمرار في المحافظة على المصالح الأمريكية. ومن الواضح أن إدارة بوش الأبن كانت تعتقد أن الطريقة المثلى لذلك هي تعزيز الديمقراطية والإصلاحات على نطاق واسع في الشرق الأوسط من خلال استخدام القوة الخشنة التي مارستها في المنطقة العربية، والتي نتج عنها اسقاط أنظمة سياسية وممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على أنظمة أخرى . ولكن يبقى التناقض الرئيسي والعقدة المتفجرة في عقيدة بوش الأبن في حربه ضد الإرهـاب، فـي التنـاقض بـين الشعارات النظرية للسياسة الخارجية الأميركية بالنسبة لنشر الديمقراطية في العالم العربي، وبين التطبيقات العملية للحرب على الإرهاب والتي عززت أمن الأنظمة العربية المتسلطة والتي ترتبط مع الولايات المتحـدة بـصلات أمنية وعسكرية وثيقة، استغلت الأنظمة المتسلطة في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم هذا الهوس الرسمي الأميركي من أجـل اقتناص مساعدات أميركية سياسية واقتصادية عبر اختلاق تهديدات تتكرر دورياً .
وتعتبر هجمات11 من سبتمبر نقطة تحول أخرى في تاريخ الولايات المتحدة وبالتحديد في مجال سياستها الخارجية تجاه حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، حيث طفا على السطح تساؤل طرح على صناع السياسة الخارجية الأمريكية، وهو هل تساند الولايات المتحدة حلفاءها من الأنظمة التقليدية والدكتاتورية في الشرق الأوسط، لضمان الاستقرار واستمرار الوضع القائم على حساب أولويات السياسة الخارجية ومصالحها الجديدة التي تؤكد دفع التنمية السياسية والديمقراطية في المنطقة . وبعد هذه الهجمات تبنت الولايات المتحدة استراتيجية لمحاربة الإرهاب قامت على مبدأين أساسيين، هما من جهة (الضربة الاستباقية) لحماية الأمن الحيوي الأمريكي داخلياً وخارجياً، ومن جهة أخرى نشر الديمقراطية وتقويض الأنظمة المستبدة، عبر استخدام الضغط العسكري مسلكاً لفرض الحرية من منطلق العلاقة العضوية بين تعميم الديمقراطية وضمان الأمن الأمريكي الداخلي .
لذلك فإن كانت السياسية الخارجية الأمريكية في عهد بوش الأبن اعتمدت على القوة الخشنة في تعاملها مع الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية من خلال إسقاط أنظمة، وممارسة ضغوط سياسية وإعلامية على أنظمة أخرى، مستخدمة قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان ذريعة للضغط على تلك الدول، فهل السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد الجمهوري ترامب، سوف تتبنى نفس استراتيجية القوة الخشنة؟، أم سوف يتبنى ترامب استراتيجية وسياسة خارجية مختلفة؟
ثالثاً: عوامل الاتفاق والاختلاف بين سياسة ترامب وأوباما
على الرغم من أن تصريحات المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية لا تأخذ على محمل الجد، في أغلب الأحيان، فهي للاستهلاك الداخلي، بسبب شدة التنافس الانتخابي، إلا أن النظر لمضامين السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، من واقع الخطابات مصدر التحليل، فإن هناك مجموعة من عوامل التغير عن سياسة إدارة أوباما ومجموعة من عوامل الثبات، يمكن من خلال استعراضها، فهم طبيعة التحولات المحتملة في السياسة الخارجية الأمريكية، حال وصول ترامب للسلطة، بعد انتخابات نوفمبر 2016 :
1ـ السمة العامة أو النزعة الأساسية التي يعمل من خلالها ترامب تعتمد على عقلية قومية بخلاف العقلية العالمية التي يستند إليها أوباما فترامب يمجد الدولة القومية ويعتبرها أساس التحرك في سياسته وأن المصالح القومية فوق كل اعتبار.
2ـ التعامل مع أوروبا سوف يشهد تحولًا عن إدارة أوباما، فاستراتيجية أوباما في 2015 أكدت على ضرورة العمل مع الحلفاء في أوروبا ودعمهم بل أشارت إلى مساعدتهم فيما يتعلق بالتوسع الروسي وتأمين احتياجاتهم من الغاز والاحتياجات النفطية بدلا من الاعتماد على روسيا وذلك بتوفير تكنولوجيا الغاز الصخري “shell oil”، في المقابل يتبني ترامب لهجة حادة بصدد أوروبا وبصدد التعاون معهم وبصدد الإنفاق العسكري لأعضاء الناتو، وبالرغم من أن إثارة هذا الأمر ليس جديداً في أروقة صنع السياسة الخارجية الأمريكية، إلا أن ما ذهب إليه ترامب يتجاوز التعامل السابق، بالرغم من أن هناك تعديلات في معدل الإنفاق مؤخرا يقارب الحد الذي تطلبه الولايات المتحدة.
3ـ روسيا في إدارة أوباما لم تقابل بهذا الترحيب والرغبة في التعاون بشكل واسع بل وصل إلى فرض العقوبات والتعامل معها بشكل عدائي على خلفية أزمة أوكرانيا. ولم يتم بالتنسيق معها إلا في حدود الضرورة التي تحتم عليه التنسيق ولاسيما في الشأن السوري.
4ـ توجه ترامب نحو الشرق الأوسط أكثر ميلًا لإسرائيل ودول الخليج على عكس التوجه نحو إيران كما كان الوضع من إدارة أوباما. كما أن التعامل مع الحلفاء من الأنظمة في المنطقة ربما يكون أبرز في سياسة ترامب، بحيث يختلف فيه عن تأخر أوباما في تعاونه مع تلك الأنظمة كالنظام المصري على وجه الخصوص وعدم إظهار عداء مباشر لثورات الربيع العربي كما هو الحال مع ترامب. كما أن الموقف من القضية الفلسطينية في عهد أوباما، المعلن منها فقط، يعتبر مغايرا للموقف المعادي الذي أعلنه ترامب صراحة ورفضه للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
5ـ توجهات ترامب ضد تنظيم الدولة أكثر حدة وعنفاً ورغبة في القضاء السريع، بخلاف موقف أوباما الذي لم يتخذ خطوة عسكرية ضد التنظيم، وإن كانت سياسة أوباما قد حققت أهدافها فيما يتعلق بحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
6ـ الإسلام السياسي حتى كمفهوم شهد تغيرا في خطاب ترامب. فأوباما كان يتعامل مع الإسلام السياسي بتعريف مستقل عن الإرهاب على خلاف ترامب الذي غالبا ما يجعلهم مترادفين. فأوباما لم يعادي كل تيارات الإسلام السياسي ويتعامل معها على أنها تنظيمات إرهابية أما ترامب فهو يُدين الإسلام السياسي ويتهم أوباما أنه ساند وصول الإخوان المسلمين للحكم.
7ـ يشهد الملف السوري عدة اختلافات بين توجهات ترامب، وسياسات أوباما، أولها فكرة التدخل العسكري، التي لم يقم بها أوباما ولكنه أعلن عنها في وقت من الأوقات، وهو ما يخالف موقف ترامب الذي يرفضها تماما ويري أنه يجب تركهم يحاربون بعضهم البعض دون تحمل أعباء تدخل عسكري. وثانيها، الموقف من بشار الأسد، فترامب ظهر أكثر وضوحًا بقبول الأسد وتفضيله على مشهد الفوضى الذي يخلفه وطالما أن الأسد يحارب تنظيم الدولة فهو لا يري ضرورة رحيله. وثالثها الموقف من التدخل الروسي في سوريا فهناك معارضة، على الأقل علنية، من قبل إدارة أوباما، لكن ترامب يبدو وكأنه مرحب بهذا التدخل في ظل أنه يحارب تنظيم الدولة ويخدم أهم أهدافه في سياسته نحو الشرق الأوسط.
رابعاً: أبرز ملامح السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب
يتبنى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مجموعة من المواقف المختلفة، التي تبدو أنها متعارضة مع سلفه الرئيس بارك أوباما، حول كثير من القضايا الدولية والإقليمية، فهو من أتباع مبدأ العزل والانكفاء الداخلي، بهدف اعطاء الأولوية للاقتصاد على القضايا الدولية الأخرى، فهو لا يريد أن تلعب أمريكا دور شرطي العالم، عبر التدخل في الأزمات والصراعات، إلا التي كانت مرتبطة بتحقيق مصالح أمريكا بالدرجة الأولى، وعندها يكون التدخل مبرر من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة المختلفة.
ومن خلال خطاباته الأساسية، والتي تم الاعتماد عليها في هذا التحليل يمكن الوقوف على عدد من المبادئ أو المنطلقات الأساسية للسياسة الخارجية للمرشح الرئاسي دونالد ترامب :
1ـ يتبنى ترامب في سياسته الخارجية مبدأ “أمريكا أولا” كالهدف العام من سياسته الخارجية بمعنى أنه لا يجب على أمريكا أن تؤَّمن مصالح غيرها أو تضعها في اعتبارها بالقدر الحالي، مع ضرورة الالتزام بالمصالح الأمريكية والتعامل معها على أساس أنها الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوي السياسة الخارجية. فأمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل.
2ـ يعد ترامب من أصحاب مبدأ العزلة في السياسة الخارجية “isolationist” حيث يرى أن الولايات المتحدة ليس عليها أن تتدخل في تنظيم شئون العالم من حولها وحل مشاكله، ويتجنب في سياسته الحديث عن العالمية “globalism”. لذا يغلب على خطابه الروح القومية بل ويعظم من أهمية الدولة القومية كما أشار صراحةً في خطابه عن سياسته الخارجية.
3ـ لا يؤمن ترامب بفكرة التدخل الإنساني “Humanitarian intervention” كأساس أو دافع للتدخل في الشأن الداخلي للدول. فطالما الأمر لم يمس المصالح الأمريكية فلا داعي لتورط القوات الأمريكية والسياسة الأمريكية في هذا الشأن. لكن عندما يتعلق الأمر بمصالح الولايات المتحدة يجب عليها التدخل العسكري الأحادي الذي لا تعتمد فيها على أطراف أخري “militaristic and unilateral interventionist”.
4ـ يقف ترامب ضد الهجرة فهو أكثر توجهًا للتأكيد على أن الولايات المتحدة تقتصر على مواطنيها “anti-immigrant and nativist” فهو يسعى إلى تقليص معدل الهجرة إلى الولايات المتحدة بل أحيانا يصل إلى حد منع فئات معينة من الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
مما يعني أن ترامب سوف يتبني استراتيجية جديد، تركز على مصلحة أمريكاً أولا، عبر تبني سياسة خارجية تقوم على تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بعيدا عن العواطف والقضايا الإنسانية، فهو يتجنب الحديث عن العالمية “globalism”. لذا يغلب على خطابه الروح القومية بل ويعظم من أهمية الدولة القومية كما أشار صراحةً في خطابه عن سياسته الخارجية. ويعد الرجل من أصحاب نظرية العزلة بعدم التدخل في شؤون الآخرين، حيث يتبنى استراتيجية تقوم على عدم تدخل أمريكا في تنظيم شئون العالم من حولها وحل مشاكله.
خامساً: موقف ترامب من قضايا الشرق الأوسط
على الرغم من محدودية خبرة الرئيس الأمريكي ترامب بالسياسية الخارجية بشكل عام، وقضايا منطقة الشرق بشكل خاص، إلا أن منطقة الشرق الأوسط أخدت نصيب الأسد من تصريحاته الإعلامية، التي بدأت منذ بداية الانتخابات التمهيدية قبل عام تقريباً، والذي أدلى خلال ترامب بمجموعة من التصريحات السياسية، حول عديد القضايا التي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، ولكن على الرغم من أهمية ذلك من الضروري -في فترات السباق الرئاسي في الولايات المتحدة بشكل خاص والعالم بشكل عام- أخذ تصريحات المرشحين نحو أيّ قضية داخلية أو خارجية بقدر كاف من الحذر؛ نظراً لأن الدعاية السياسية لجلب المؤيدين تختلف عن الموقف المحدد عند تولي المنصب ومواجهة الواقع. ويمكن رصد أبرز مواقف الرئيس الأمريكي الجديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط:
موقف ترامب من الصراع السعودي الإيراني
تكتسب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تجري كل أربعة أعوام، أهمية كبيرة، نظرا لأن الولايات المتحدة لا تزال تقف على رأس هرم النظام الدولي، وتتشابك في الكثير من أزماته وتفاعلاته، ومنها منطقة الشرق الأوسط. ورغم أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تحكمها العديد من الثوابت، والمحددات، والمصالح، بغض النظر عن طبيعة الإدارة ما إذا كانت جمهورية أو ديمقراطية، ورغم أن عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية تقوم على المؤسسات، وليس الأفراد، فإن شخصية الرئيس الأمريكي والفريق الرئاسي المعاون له في الإدارة تؤثر بشكل كبير في تلك السياسة، سواء من حيث التدخل، أو الانعزال، أو من حيث آلياتها، ما بين استخدام الأدوات الصلبة، مثل القوة العسكرية، والعقوبات والضغوط السياسية، وبين الآليات الناعمة، مثل المساعدات، والاحتواء، والحوار، والدبلوماسية .
يرى الدكتور “سعيد اللاوندي” خبير العلاقات الدولية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فوز ترامب سيكون له تأثير ايجابي جدا على الشرق الاوسط. رغم أن الولايات المتحدة لها سياسات ثابتة تجاه بعض القضايا، ولكن الجمهوريين سيحاولون تهدئة الاحتقانات في الشرق الاوسط، خاصة وأن ترامب قد القى باللوم على ادارة اوباما في ادارة أزمات الشرق الأوسط خاصة العراق”. وأعرب اللاوندي عن توقعه بأن يشهد دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط اختلافاً كبير، وعزا توقعه إلى ما تضمنته خطابات ترامب خلال الحملة الانتخابية .
فمن المرجح أن يحدث وصول ترامب للبيت الأبيض تغيرًا في المشهد في الشرق الأوسط، من حيث إعادة ترتيب الأوراق والتحالفات في المنطقة، ويمكن أن نشهد تحولاً في الانتقال من التحالف مع إيران إلى العودة مرة أخري للتنسيق مع الأنظمة العربية التي قد يكون لها علاقة تقارب قوية مع الولايات المتحدة وعلى رأسهم دول الخليج ومصر، وسيتم بناء هذه العلاقات على أولوية حماية أمن إسرائيل، وربما ينتج تحالف ثلاثي “أمريكي إسرائيلي سعودي” ينسجم مع ما توارد مؤخرًا عن تطورات في العلاقات السعودية الإسرائيلية، وربما يكون رباعي “أمريكي إسرائيلي سعودي مصري” حيث أشار ترامب إلى أهمية التعاون مع دول الخليج التي لا تملك سوي المال، وِفق قوله، ثم أوضح أنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تدرب أي أفراد أو معارضين أو ثوار دون معرفة ما الذي سيفعله هؤلاء فيما بعد دون ضمانات لتحركاتهم القادمة. لذا لا يُحبذ ترامب أية تغييرات جذرية في المنطقة، ويدعو لدعم الاستقرار وإحكام السيطرة على المنطقة، مؤكداً أن بقاء رجال أقوياء، حتى وإن كانوا مستبدين، أفضل من الفوضى التي صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة .
الأمر الذي يعني أن ثنائية الصراع ما بين السعودية ودول الخليج ضد إيران، يمكن أن تميل صالح السعودية ودول الخليج، بسبب ما أعلن عنه ترامب، نحو التزامه نحو دول مجلس التعاون الخليجي على حساب إيران، في مخالفة لتوجه أوباما في أثناء فترة حكمه ولاسيما الأخيرة. هذه النقلة قد ينتج عنها إعادة توازنات القوى في المنطقة بشكل واضح، بما ينعكس على الدور الإيراني المتزايد في أكثر من بقعة خاصة إذا تعاملت إدارة ترامب مع إيران كأحد روافد دعم الإرهاب كما أشار ترامب في خطابه أكثر من مرة؛ أي أن العلاقات بين إيران وإدارة ترامب ربما تعود لنقطة الصفر، وفي المقابل سيكون على رأس قائمة الحلفاء في المنطقة إسرائيل لأن الولايات المتحدة لن تُخرج إسرائيل من أي محاولة تنسيق في الشرق الأوسط حسب توجه ترامب. فاستراتيجية الرئيس ترامب هي مزيج من التركيز على الداخل الامريكي والتعاون مع الحلفاء ولكن بمقابل.
موقف ترامب من إيران والبرنامج النووي
مع وصول الملياردير الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بات الاتفاق النووي الإيراني في خطر. حيث قام ترامب بالتصريح مراراً خلال حملته الانتخابية بأنه سيقوم بعمل “تعديلات جذرية” على الاتفاق النووي الإيراني الذي تم في 2015 بعد سنوات من المفاوضات المستمرة، حيث إن اعتراضه يأتي من النتائج التي حققتها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما في هذا الملف، والتي يرى ترامب أنها “مهينة” للولايات المتحدة و”تضعها في موقف ضعيف” أمام أحد أكبر أعدائها، طبقا لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وقال مستشار ترامب، وليد فارس، لشبكة “سي إن إن” إن ترامب يعتزم مراجعة الاتفاقية بشكل كامل، ثم إرسالها للكونجرس للتصويت عليها، ثم مطالبة الإيرانيين بعمل بعض التعديلات وإنه سيكون هناك محادثات حول تلك الاتفاقية .
ويعارض ترامب الاتفاق النووي مع إيران ويقول إنه قادر على التفاوض على صفقة أفضل، حيث بدأ تارةً أنه مستعدّ للتراجع عن الاتفاق، وتارةً أخرى يعتبر التراجع عنه استراتيجية سيئة. ويقول ترامب إنه سيوقف البرنامج النووي الإيراني “بأي وسيلة ضرورية”. كما ويؤيد زيادة العقوبات الاقتصادية أكثر مما كانت عليه قبل الاتفاق على ما يفترض، وأعرب ترامب عن دعمه الكبير لإسرائيل كشريك عسكري واقتصادي، حيث يؤيد ترامب التحالف الوثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويؤيد أيضاً الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران . ويحدد ترامب ثلاث نقاط للتعامل مع الملف الإيراني وهي :
(أ) لابد من الوقوف أمام المحاولات الإيرانية لدفع المنطقة لحالة عدم الاستقرار والسيطرة عليها. فإيران تمثل خطرًا على المنطقة وتهدد استقرار العديد من دول المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والمملكة السعودية العربية؛ وتدعم تنظيمات إرهابية كحزب الله في لبنان وحماس في غزة.
(ب) يجب إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران لأنه اتفاق كارثي، على حد وصفه، فلابد من إلغاء الاتفاق أو إعادة النظر فيه مرة أخرى لتعديله لأنه لا يمثل المصالح الأمريكية ويضر بأمن إسرائيل ومصالحها بشكل مباشر. وعلى أقل تقدير فلابد من وضع محددات بخصوص الاتفاق تضمن وضع إيران تحت المساءلة بشكل تام ويعزز من عدم محاولة إيران اختبار أسلحتها والذي لم ينص الاتفاق على منعه.
(ج) تفكيك شبكات إيران الإرهابية العالمية فإذا كانت إيران تملك شبكة قوية فالولايات المتحدة تستطيع بقوتها السيطرة على إيران.
ومن جهة أخرى أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه ليس هناك ما يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق، الذي أبرم في 2015 مع إيران بشأن برنامجها النووي، إذا ما أراد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ذلك. وقال المتحدث باسم الوزارة “مارك تونر”، إنه وإذ يحرص على عدم التكهن “بما ستفعله الإدارة المقبلة” برئاسة ترامب، الذي سيتولى مهامه الرئاسية في 20 يناير، فإن “أي طرف يمكنه الانسحاب” من الاتفاق، الذي أبرمته الدول العظمى وإيران العام الماضي، لضمان عدم حيازة طهران السلاح الذري. ولكن “تونر” حذّر من أنه في حال قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق، فإن هذه الخطوة ستكون لها “عواقب وخيمة على سلامة الاتفاق”. وشدد المسؤول الأمريكي على أن الاتفاق مع إيران ليس ملزماً من الناحية القانونية، ولكن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى أن من مصلحة الولايات المتحدة التمسك به .
ويرى خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن للشرق الأدنى، “أندرو تابلر”، إن لموقف ترامب تأثيرا أكبر من مجرد افتعال أزمة مع إيران، حيث إن ترامب لا يرى أبعاد افتعال أزمة جديدة مع إيران، خصوصا إذا ما كان يطمح للعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناطق الصراعات في الشرق الأوسط، وبالأخص في سوريا. ويضيف “تايلر” أن ترامب سيتكبد خطأ جسيما إذا ما استمر في الفصل بين موقفه تجاه الاتفاق الإيراني وإيران نفسها، والعمل مع روسيا، حليفة إيران، لإيجاد حل للأزمة السورية والقضايا المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن صراعا مباشرا مع طهران سيحول بالتالي إلى صراع مع فلاديمير بوتين وروسيا بشكل مباشر، وهو الطرف الذي يفضل ترامب العمل بشكل أكثر قربا معه. وبينما يرى الخبير الدبلوماسي في صحيفة وول ستريت جورنال “جاي سولومون”، أن هناك طريقة قد يستطيع ترامب النجاح بها في إعادة المفاوضات مع طهران حول الملف النووي الإيراني، عن طريق العمل بشكل مكثف مع روسيا للضغط على إيران للقبول بالشروط الأمريكية الجديدة، لكن “سولومون” يرى أنه حل بعيد المنال، خصوصا أن البداية كانت متعثرة مع الجانب الإيراني، لكن إذا ما نجح ترامب في إقناع بوتين بالشروط الأمريكية فحينئذ قد تبدأ جولة مفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين بشكل أكثر سلاسة .
موقف الرئيس ترامب من مصر
تعتبر مصر لعقود من الزمان مركز اهتمام الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة لحماية السلام والأمن في الشرق الأوسط. وانطلق هذا الاهتمام بسبب ما تملكه مصر من الهيمنة في الدوائر السياسية والعسكرية والثقافية والدبلوماسية العربية. وتعد العلاقات الأمريكية المصرية مهمة لكلا الطرفين، إذ يوجد تأثير كبير في السياسة الخارجية لكل دولة اتجاه الأخرى، حول كثير من القضايا الدولية والإقليمية ذات الطابع المشترك، والمتتبع للعلاقات الأمريكية المصرية يجد أن طابع الاختلاف من حيث التعاون أو التصادم قد غلب على مجمل العلاقات الأمريكية المصرية، لأن مصر تعد حجر الزاوية في المنطقة وأن الولايات المتحدة لا تستطيع حماية مصالحها في الشرق الأوسط دون المرور من خلال مصر، وأخذ ما يدور بها في الحسبان. وقد مرت العلاقات الأمريكية المصرية خلال الفترة التي أعقبت عزل الرئيس مرسي بنوع من الفتور، نتيجة الإجراءات التي اتبعها النظام المصري الحالي، في التعاطي مع جماعة الإخوان المسلمين، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، تحت رعاية المرشحة الديمقراطية الخاسرة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلنتون.
ويشكل انتخاب ترامب خبراً سعيد للنظام المصري الحالي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة أن ترامب يتخذ موقف مناهض لحركات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر الخصم السياسي للرئيس السيسي، مما يعني أن فرص تحسن العلاقات المصرية الأمريكية تبقى فرص قوية جدا، بما يضمن تلقي مصر دعم سياسي واقتصادي خلال ولاية ترامب.
فمن المرجح أن تشهد العلاقات المصرية – الامريكية منحني أخر يكون أكثر دقة في العلاقات بينهما، مشيراً إلى ما أعلنه ترامب من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيكون شريكاً في محاربة الارهاب. وتنبأ بأن يقوم السيسي بزيارة الولايات المتحدة قريباً على عكس أوباما الذي تجنب السيسي حتى عندما زار نيويورك ولم يدع السيسي لزيارة البيت الابيض، بحسب اللاوندي. كان السيسي أول مسئول دولي يهنئ ترامب بالفوز بالانتخابات، موجها له دعوة لزيارة مصر خلال اتصال هاتفي جرى بين الرئيسين ، حسبما ذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط المصرية). فيما ترى الدكتورة منى بكير أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية أن فترة أوباما كانت الأسوأ في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تصاعدت فيها قوة الجماعات الاسلامية في مصر وتجميد المساعدات، وتابعت الدكتورة منى بكير ” على الرئيس الأمريكي المنتخب أن يوجه السياسات الخارجية للولايات المتحدة إلى المزيد من التوازن “. وأوضحت أن الشرق الأوسط يعاني من تبعات حرب العراق التي أدت إلى نشوء الجماعات المتطرفة والتي نتجت عن السياسات الخاطئة للولايات المتحدة الأمريكية، ولفتت إلى أن الارهاب يعد المشكلة الأكثر الحاحا في الشرق الأوسط والتي بالطبع تهدد أمن المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرة إلى ما سبق وأكده ترامب من أن السيسي شريكا له في الحرب على الارهاب. وأضافت أن هذا يعني أن السياسات الخارجية في عهد ترامب ستتبع منهجاً أكثر انفتاحاً على محاربة الارهاب في سوريا والعراق وليبيا، الأمر الذي سوف يخدم السياسة المصرية بالطبع .
لذلك فمن المرجع أن تتحسن العلاقات الأمريكية المصرية في عهد الرئيس ترامب، بسبب انسجام المواقف حول العديد من قضايا الشرق الأوسط بين البلدين، وفي مقدمتها، الموقف من حركات الإسلام السياسي المعتدلة والمتطرفة منها، والموقف من الأزمة السورية، حيث يفضل الرئيس ترامب سياسة التعاون مع الأنظمة القائمة، لأنها أفضل من الفراغ والتوتر الذي يحدثه سقوط الدول والأنظمة السياسية، الذي أدى لسيطرت الجماعات الإسلامية على كثير من المناطق في العراق وسوريا وليبيا.
موقف ترامب من الأزمة السورية
تناول ترامب القضية السورية بنفس التوجه العام القائم على رفض مبدأ التدخل الإنساني، ويفضل عدم إقحام الولايات المتحدة في نزاعات لا تمثل مصالحها. وعلى هذا الأساس فهو لا يحبذ التدخل المباشر في سوريا وبالأخص التدخل العسكري. ويتبني ترامب في رؤيته للمشهد السوري نظرية “الركوب بالمجان”، أي تحقيق المنفعة دون أن يتدخل بشكل مباشر في الأمر ففي حديثه عن النظام السوري حاليا فهو يحارب قوات تنظيم داعش لذا يقول “علينا أن ندعهم يحاربون بعضهم البعض وتتدخل الولايات المتحدة في نهاية المطاف إذا ما رأت أهمية ذلك للقضاء على تنظيم داعش”. ولذلك لا يعارض ترامب التدخل الروسي في سوريا معلنًا أن تنظيم داعش الذي تحاربه روسيا نحن نسعى للقضاء عليه لذا فإنه علينا ترك روسيا تقضي على هذا التنظيم بمعنى أن المنفعة مشتركة .
لذلك سوف يشهد الملف السوري عدة اختلافات بين توجهات ترامب، وسياسات أوباما، أولها فكرة التدخل العسكري، التي لم يقم بها أوباما ولكنه أعلن عنها في وقت من الأوقات، وهو ما يخالف موقف ترامب الذي يرفضها تماماً، ويري أنه يجب تركهم يحاربون بعضهم البعض دون تحمل أعباء تدخل عسكري. وثانيها، الموقف من بشار الأسد، فترامب ظهر أكثر وضوحًا بقبول الأسد وتفضيله على مشهد الفوضى الذي يخلفه وطالما أن الأسد يحارب تنظيم الدولة فهو لا يري ضرورة رحيله. وثالثها الموقف من التدخل الروسي في سوريا فهناك معارضة، على الأقل علنية، من قبل إدارة أوباما، لكن ترامب يبدو وكأنه مرحب بهذا التدخل في ظل أنه يحارب تنظيم الدولة ويخدم أهم أهدافه في سياسته نحو الشرق الأوسط . ولكن في وقت لاحق أوصى ترامب باستخدام “قوة هائلة” ضد الأسد وأعرب في الوقت عينه عن قلقه إزاء ما سيأتي بعد سقوطه، وقد أعرب عن تشكيكه بموضوع تدريب المعتدلين السوريين وما إذا كان يمكن الوثوق بهم، يعارض فرض مناطق حظر جوي في سوريا، ولكن يدعم إقامة مناطق آمنة. يقول ترامب إنه سيمنع اللاجئين من دخول الولايات المتحدة وإنه سيمنع جميع المسلمين من الدخول إلى البلاد حتى يقوم نظام الهجرة بتحسين إجراءات الفرز .
وفيما يتعلق بمصير الأسد، أشار ترامب إلى أن الإبقاء على رجال أقوياء في منطقة الشرق الأوسط أفضل من الفوضى، وربط ترامب هذا التوجه بسياق الحرب على العراق _ التي عارضها حسب قوله _ والوضع في مصر وليبيا وكأنه يريد أن يقول إن الإبقاء على القذافي وصدام على سبيل المثال ربما كان أفضل مما وصلت إليه المنطقة من فقدان السيطرة وعدم الاستقرار. “Strongmen better than chaos”. وبخصوص مسألة اللاجئين السوريين، يقترح ترامب إقامة مناطق آمنة “safe zones” في الداخل السوري يعيش فيها السوريون بحيث يعودون لتعمير بلادهم عند انتهاء الحرب. وبالنسبة لما يمكن أن يقدمه من دعم لهذا، يعلن ترامب أنه يمكن أن يدعم هذا اقتصاديا لكن لم يتعرض للحديث عن الدعم العسكري لتأمين تلك المناطق.
لذلك فأن موقف ترامب من الأزمة السورية لم يتضح بشكل كامل بعد، فهو تارة يريد أن يترك القضية للروس، وتارة أخرى يؤيد استخدام قوة أكبر ضد الأسد، لذلك فأن الموقف من الأزمة السورية لم يتحدد بشكل كامل، خاصة أن هذه الأزمة متشابكة ومتداخلة، ومرتبطة بمصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها الخلجيين والإقليميين، وبالتالي الموقف النهائي من الأزمة السورية والرئيس بشار الأسد، قد يتحدد بعد تشكيل الفريق المعاون للرئيس الأمريكي الجديد، ورؤية وزيري الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد.
موقف ترامب من الدولة الإسلامية(داعش)
تقدّم دونالد ترامب بخطة معقدة يصعب اتباعها غالباً فيما يتعلق بالدولة الإسلامية. في البداية، كان متردداً بشأن التدخل في الصراع، بحجة أنه لم تكن لديه مشكلة في ترك روسيا تحارب الدولة الإسلامية. وقال إنه لا حاجة إلى التدخل الأمريكي وإنّ الولايات المتحدة تستطيع ببساطة “الاهتمام بالبقايا” بعد أن تهزم روسيا التنظيم. وفي إطار أي جهد أمريكي، يؤيد ترامب استخدام عدد محدود من القوات البرية الأمريكية. يؤيد قصف حقول النفط العراقية لقطع إيرادات التنظيم، ولكنه يريد أيضاً أن تزوّد العراق الولايات المتحدة بـ 1.5 تريليون دولار أمريكي من عائدات النفط لسداد تكاليف الحرب. يدعم ترامب قتل أسرى مقاتلي الدولة الإسلامية في محاولة لوضع حدّ للتجنيد. ويقول إنّه ينبغي القضاء على الدولة الإسلامية قبل أن تتعامل الولايات المتحدة مع الأسد.
وتعتبر النقطة الوحيدة التي أشار فيها ترامب إلى احتمالية تدخل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة فهو يعلن أنه سيحاربهم ويقضي عليهم. وعملية التدخل من أجل القضاء على داعش قد تكون ذريعة لتدخل عسكري في عدد من الدول بحجة محاربة الإرهاب وتنظيم داعش في تلك الدول التي تتمدد فيها كالعراق وسوريا وليبيا ومصر بالرغم من أن هذا قد يتناقض مع فكر ترامب الذي لا يميل إلى التدخل العسكري ولكن ترامب أعلنها صراحة أنه عند الحاجة للتدخل من أجل مصلحة الولايات المتحدة فإنه لابد من التدخل وبشكل حاسم يحقق نصرًا للولايات المتحدة الأمريكية .
موقف ترامب من القضية الفلسطينية
على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أوائل الزعماء العرب الذين هنأوا دونالد ترامب على فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية لكن المحللين يرون أن فترة رئاسة المرشح الجمهوري سيكون لها تأثير سلبي عميق على تطلعات الفلسطينيين نحو الدولة المستقلة، في الوقت الذي تعزز فيه ثقة الإسرائيليين بعد فوز ترامب بسبب تعهد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
رغم ذلك تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالعمل من “أجل سلام عادل ودائم” بين إسرائيل والفلسطينيين “يتم التفاوض عليه بين الطرفين” وذلك في أول رسالة له حول هذه المسالة منذ فوزه بالرئاسة نشرتها صحيفة “إسرائيل. وكتب ترامب في هذه الرسالة “أعتقد أنه بإمكان إدارتي أن تلعب دوراً مهماً في مساعدة الطرفين على تحقيق سلام عادل ودائم”، كما جاء في ترجمة خاصة بصحيفة القدس. وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن تقريراً سرياً أعده مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أكد أن “ترامب لا يرى في الشرق الأوسط (استثماراً معقولاً) ومن المرجح أن يتطلع لتقليص تدخله في المنطقة ولن تقف التسوية السياسية على رأس أفضليات الإدارة الأميركية القادمة”. وأكد التقرير بأن تصريحات ترامب تشير إلى رغبته بالتركيز على المعضلات الداخلية، كما تشير إلى تطلعه للتركيز على المكانة الدولية للولايات المتحدة .
واعتبرت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية تصريح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه عازم على تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، “مفاجأة من العيار الثقيل” و “تشوش على احتفالات اليمين الإسرائيلي” التي رأت في فوزه بالرئاسة الأميركية “نهاية فكرة الدولة الفلسطينية”، معتمدةً على تصريحاته في المعركة الانتخابية بأنه لن يضغط على إسرائيل لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين. واختارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنواناً لافتاً لهذه التصريحات: “ترامب يغيّر الاتجاه”، واعتبرت تصريحاته إلى صحيفة “وول ستريت جورنال” بداية “نزول ترامب عن شجرة وعوده الصارمة والحادة والخيالية أحياناً في حملته الانتخابية”. وأضافت أن حديث الرئيس المنتخب عن عزمه حل الصراع لم يكن التغيير الوحيد في مواقف “ترامب الجديد” إنما أيضاً وعده في حملته الانتخابية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ونقلت صحيفة “يديعوت” عن مستشار الرئيس ترامب “وليد فارس” قوله في هذه الشأن” رؤساء كثيرون أطلقوا مثل هذا الوعد… أيضاً ترامب وعد بذلك، لكن عليه أن يوفر إجماعاً لتحقيق ذلك”، وهو تصريح اعتبرته الصحيفة تمهيداً لتراجع ترامب عن وعده. وطالب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وزراءه ونواب الكنيست بالانتظار حتى تتسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها «لنبلور معاً السياسة عبر القنوات المتبعة والهادئة، وليس من خلال مقابلات إعلامية .
ومن جهة أخرى أثارت تصريحات ترامب خلال الانتخابات التحضيرية للترشيحات الحزبية، والتي أشار فيها بأنه سيتخذ موقفاً “محايداً” في “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، هواجس إسرائيلية، وهو الموقف الذي رفضته كلينتون أمام الأيباك قائلة: لا يمكن أن نكون محايدين؛ فنحن نرى أنفسنا في الموضوع الإسرائيلي”، وقد فسرت افتتاحية لوس أنجلوس تايمز الأمريكية موقف “الحياد” من طرف ترامب بأنه “لتشجيع الفلسطينيين عن الانخراط ثانية في التفاوض مع إسرائيل”. إنه يطالب بأن تكون المفاوضات بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي هي الأساس في تحديد شكل التسوية، أي أنه لا يريد دوراً محدداً للأمم المتحدة أو المجتمع الدولي في هذا الجانب تحديداً، وذلك يعني أن موضوعات القدس واللاجئين والحدود متروكة للتفاوض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أي لميزان القوى الثنائي، وهو ما يعني توفير البيئة المناسبة للطرف الإسرائيلي لممارسة كافة الضغوط المتوفرة على الطرف الفلسطيني لتحصيل أكبر قدر من المكاسب ويرى ترامب أن الدور الأمريكي يجب أن يقتصر في المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على دور “الميسّر للتفاوض facilitator of negotiations”، وقد انتقد في هذا السياق “ضعف وعدم كفاءة الأمم المتحدة”، رافضاً فكرة فرض حلّ في القضية الفلسطينية من خلال الأمم المتحدة، قائلاً “إن الحل يجب أن يكون من خلال مفاوضات الأطراف، وأنه سيستخدم الفيتو ضدّ أيّ حلّ يتبناه مجلس الأمن الدولي”؛ وهو موقف لا يختلف مع موقف المرشحة السابقة كلينتون؛ فهي قد أكدت أمام الأيباك على ضمان تفوق “إسرائيل” النوعي عسكرياً، وبتزويدها بالصواريخ وتكنولوجيا الكشف عن الأنفاق وتهريب السلاح، ومنع الهجمات “الإرهابية”، وترفض أيّ حلّ تفرضه الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن الدولي. وهي ترى أن نزعة “معاداة السامية” تتنامى في أوروبا، وتقول إنها كتبت رسالة لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في سنة 2015 أكدت فيها على معارضتها التامة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات Boycott, Divestment and Sanctions (BDS) campaign. أما موقفه من “المقاومة الفلسطينية”، يعتبر ترامب أكثر “كراهية” للمقاومة المسلحة من ناحية، ولطبيعتها الإسلامية من ناحية ثانية، وقد اتهم كلاً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي تحديداً، بتربية الأطفال الفلسطينيين على “العنف وكراهية اليهود”، ناهيك عن اشتراطه قبول الفلسطينيين بـيهودية الدولة الإسرائيلية؛ كما أبدى تشككه في النزعة السلمية لدى الطرف الفلسطيني، مشيراً إلى أن نزعة الإسرائيليين للسلام هي الأوضح. .
ورأى الأستاذ سعيد عريقات المختص بالشؤون الأمريكية أن موقف ترامب الذي يؤكد فيه حياديته في موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم تشديده على أن إسرائيل تبقى الحليف الأول لبلاده، فتح موضوع النقاش في الولايات المتحدة بشأن مدى انحياز أميركا لإسرائيل . ومن جهة أخرى يرى الدكتور إبراهيم ابراش أن على الرغم من الموقف السلبي لترامب من القضية الفلسطينية خلال حملته الانتخابية، حيث كان أكثر صراحة وكان أكثر عدوانية تجاه الفلسطينيين وأكثر تأييداً لإسرائيل، ولكن لا نعتقد أن في ذلك فرق كبير بينه وبين أوباما، ففي عهد أوباما/كلينتون حاولت الإدارة الامريكية أن تبدو موضوعية بل حاول أوباما، أن يبدو متعاطفاً مع الفلسطينيين والمسلمين ولكنه عمليا مارس عكس ذلك، المهم بالنسبة للفلسطينيين والعرب أن يتوقفوا عن المراهنة على كل رئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية وأن يحاولوا البحث عن مصالحهم القومية من خلال علاقات متوازنة مع كل الدول الكبرى، وعلى الفلسطينيين الاستعداد لمزيد من العدوانية الإسرائيلية وتوسيع النشاط الاستيطاني مع موقف أمريكي أقل تعاطفا مع الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة .
من جانبه، أكد السيد أمين شلبي سفير مصر السابق بواشنطن أن موقف الرئيس الأمريكي المنتخب من القضية الفلسطينية يعتبر موقف سلبي، حيث أعلن ترامب خلال المعركة الانتخابية تأييده لإسرائيل، وأنه سينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، معربا عن أسفه لهذا الموقف. وطالب بالانتظار قليلا لا اسابيع أو شهور حتى تتبلور مواقف ترامب، تجاه العديد من القضايا وخاصة ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
لذلك فأن موقف ترامب من القضية الفلسطينية يبدو انه موقف متناقض ومتعارض، ولذلك راجع لقلة خبر الرجل في قضايا المنطقة، رغم ذلك يمكن أن يسعى ترامب لدور محوري في القضية الفلسطينية بهدف تحقيق إنجاز شخصي يسجل له عبر التاريخ، فهو مولع بمثل هذه القضايا، خاصة أنه لم يتلقى دعم مالي من اللوبي اليهودي في أمريكا، وبالتالي قد يكون متحرراً من أي التزام انتخابي للوبي اليهودي، مما يسهل عليه التحرك في عملية السلام بنوع من الاستقلالية.
موقف ترامب من الإسلام وحركات الإسلام السياسي
بحسب توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي لدعم ترامب، فإن الرئيس ترامب ليس ضد الإسلام بل ضد من سماهم الإسلاميين الجهاديين، وهو شكل رديف يشكل خطراً على الشرق الأوسط، أما الصحفي والمحلل السياسي، سعيد عريقات فقال إن خطاب ترامب نحو الإسلام يتسم بالفوضى والتقلب، وأشار إلى أن ترامب يستخدم مصطلح الإسلام الراديكالي وهو تعبير فضفاض، ولا يستخدم كلمة الأصوليين المسلمين، واتهمه بالتحريض على المسلمين والأقليات.
ويشير ترامب بوضوح إلى ضرورة الوقوف بوجه ما اسماه “الإسلام السياسي المتطرف”، ويرى أن احتواء الإسلام السياسي لابد أن يكون أحد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية والعالم أجمع، مؤكداً أن تطورات الأحداث تحتاج لتدخل عسكري وفي هذا الإطار يشبه ترامب التعامل مع “الإسلام السياسي المتطرف” بالكفاح الفلسفي في الحرب الباردة. وهنا يوضح نقطتين في آلية مكافحة انتشاره واحتوائه، الأولى: التنسيق والتعاون مع الحلفاء في الشرق الأوسط الذين يعانون من “الإرهاب” لمحاولة تضييق النطاق قدر الإمكان، بشرط، كما يقول ترامب، “أن يقدر حلفاؤنا هذا ويردوا لنا الجميل”، والثانية: منع وتحجيم “الإرهاب” في الداخل الأمريكي والذي يتمثل في المهاجرين مؤخرًا ذوي الميول المتطرفة وارتفاع معدل وجودهم بكثرة في الولايات المتحدة فلابد من إعادة النظر في سياسات الهجرة غير المقننة لأمريكا والتي يجب أن تمنع توريد الإرهاب إلى نفسها حتي تمنع تكرر أحداث إرهابية كما كان في 11 سبتمبر، فوفقاً لتوجهات ترامب نجد أن معظم تصريحاته وتعبيراته تبالغ إلى أن تصل إلى القول بأن كل جماعات الإسلام السياسي متطرفة، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، حيث هاجم في حديث سابق إدارة أوباما التي قال عنها، إنها ساعدت في وصول الإخوان للحكم في مصر، ويظهر ترامب مُعاداة شديدة لجماعات الإسلام السياسي، بما فيها (داعش وحماس وحزب الله والإخوان المسلمين) وهذا ربما يدل على أن ترامب يضع جماعة الإخوان في نفس مرتبة العداء مع تلك الجماعات ولعله يصنفها على كونها تشترك معهم في سمة الإرهاب وأنهم يستحقوا نفس المعاملة والتي تقتضي أحيانا الحرب كما الحال مع غيرهم .
وبناءً على هذا فمن المتوقع أن يكون هناك تصعيد ضد جماعة الإخوان المسلمين؛ بعد وصول ترامب للحكم، قد يصل إلى تصنيف الجماعة على إنها إرهابية وإعلان الحرب عليها. يدعم مثل هذه التوجهات، ما أعلنه ترامب في أنه لابد من النظر إلى المسلمين المتواجدين على الأراضي الأمريكية وينتمون لجماعات إرهابية أو ممن لا نعرف خلفياتهم وتوجهاتهم، في إشارة إلى وجوب التعامل مع كل الرموز التي قد تنتمي إلى تيارات الإسلام السياسي على رأسهم تلك الجماعات التي خصها بالذكر ومنها الإخوان المسلمين.
موقف ترامب من العراق
يعتبر العراق ركن أساسي من أركان الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، فهذا البلد أصبح جزء من مجال النفوذ الحيوي للمصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد احتلاله والسيطرة على خيراته في العام 2003، حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون استراتيجي بين واشتطن وبغداد، تم بموجبها تحديد العلاقة بين البلدين، والتي بموجبها تم سحب القوات الأمريكية من العراق. لذلك هناك تساؤل مشروع حول أين تتجه السياسة الأميركية في العراق بعد فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب؟ هل سنشهد امتداداً خطياً لسياسة بارك أوباما؟ أو سوف تحدث إعادة إنتاج جزئي لها؟ أم سنكون بصدد تحوّل جذري؟ فهذا سؤال جوهري، سوف تتضح في ضوء الإجابة عليه العديد من ملامح المقاربة الأميركية لواقع هذه المنطقة ومستقبلها. فالقضية هنا أبعد من مجرد تفاوت في الرؤية أو تفاوت في الأولويات بين إدارة ترامب وأوباما. لأنها تتصل بأصل منظور الولايات المتحدة لأمنها القومي ودورها في الساحة الدولية. إن الأمن القومي لدولة تتزعم قيادة العالم لا يُمكن مقاربته دون رؤية واضحة لما يجب فعله في العراق. وهل تحتاج أميركا لزيادة حضورها في المعادلة العراقية؟
وكان ترامب قد أدلى بتصريحات متناقضة حول الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث أكد أمام أنصاره في مدينة رالي بولاية كارولينا الشمالية في5 يوليو/تموز الماضي، بأن صدام حسين كان “رجلا سيئا فعلا”. لكنه أشاد بصدام لما أظهره من “فعالية في تصفية الإرهابيين”، وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة خلال حقبة صدام كانت تدرج العراق على قائمة الدول الداعمة للإرهاب. واعتبر ترامب، الذي سبق له أن أيد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 خلال الأشهر الأولى من العملية، اعتبر أنه كان على الولايات المتحدة “ألا تزعزع استقرار العراق”، وأضاف إن صدام ” كان رجلا سيئا، ولكن هل تعرفون ما الشئ الذي كان يجيده؟ إنه كان يقتل الإرهابيين، وعاد وأكد ترامب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنه لو بقي نظاما صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، لكان العالم اليوم أقل تفتتا وأكثر استقرارا .
وخلال مناظرة للحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية في الـ13 من فبراير/شباط الماضي، انتقد ترامب قرار الرئيس الأسبق جورج بوش الابن بشأن غزو العراق عام 2003، وقال إن ذلك أدى إلى موجة من الاضطراب والفوضى في الشرق الأوسط، وقال ترامب إنه عارض الغزو في ذلك الوقت، لكن منتقديه قالوا إن موقفه من المسألة لم يكن واضحا، ولم يحدد ما سيقوم به لتحسين الوضع في العراق، مع أنه تحدث مرارا عن التعاون الوثيق مع الأكراد .
وهناك من يرى أن الإدارة الأميركية القادمة معنية بالتركيز على كيفية جعل العراقيين قادرين على تحقيق أمنهم الوطني ارتكازاً إلى سواعدهم. وعليها الحذر من حبل التوازنات التائهة، فهذا حبل يجعل من العمل السياسي مجرد حلقة مفرغة، لا تقود أصحابها إلى أي نتيجة يصبون إليها، وإذا كانت إحدى ركائز استراتيجية الأمن القومي الأميركي تقوم على مبدأ التصدي لقوى العنف الدولي، والقضاء على قدراتها، قبل أن تصبح تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة الأميركية، فإن النجاح في العراق يعني أيضاً نجاحاً على هذا الصعيد. إن الرئيس ترامب يُمكن أن يحقق للولايات المتحدة منظومة معطيات أساسية ذات صلة بأمنها الوطني، ومصالحها الدولية، إن هو حقق نجاحاً في العراق. ومن هنا، لا بد أن تكون بلورة السياسة الخاصة ببلاد الرافدين في مقدمة أولوياته .
موقف ترامب من الأزمة اليمينة
تعد الأزمة اليمنية أحد أكثر ملفات الشرق الأوسط تعقيداً، حيث تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم حكومة اليمن الشرعية في مواجهة متمردين موالين لإيران.
ويرى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أن أمريكا يجب أن تبقى بعيداً عن الصراع في اليمن، على اعتبار أنه لا يمثل تهديدا مباشرا لأمنها- حسب ما أفادت وسائل اعلام عربية، جاء ذلك رداً على سؤال طرح على ترامب، عن ما إذا كان على أمريكا مواصلة “تقديم الدعم العسكري للسعودية خلال الصراع في اليمن؟”. موقف ترامب من الصراع في اليمن مشابه أيضا لموقفه من الصراع في أوكرانيا الذي اضطلعت فيه واشنطن بدور بارز خلال عهد أوباما . لكن ترامب يرى أيضاً من جانب آخر أن على أمريكا مواصلة غارات الطائرات بدون الطيار ضد أهداف التنظيمات المتشددة في اليمن وغيره من مناطق نفوذ هذه الجماعات، حيث تقدم الولايات المتحدة الأمريكية مساعدة محدودة في عمليات التحالف باليمن، وهي تقتصر على تزويد طائرات حربية بالوقود في الجو، فضلا عن معلومات وصور عبر الأقمار الاصطناعية .
وقال محللون أمريكيون إنه من الممكن أن يسعى ترامب إلى محاولة إعادة بناء العلاقات مع السعودية، حيث أن له شخصيًا مصالح اقتصادية في المملكة أبرزها في مشاريع تطوير القطاع الفندقي، وبالتالي قد يكون أقرب للموقف السعودي من موقف جماعة الحوثي، خاصة أنها موالية لإيران التي يتخذ منها موقف سلبي خلال الحملة الانتخابية.
القضايا الأخرى
يقول ترامب إنه سيعيد التفاوض في كل الاتفاقات التجارية الأمريكية التي تضرّ بمصالح الولايات المتحدة، بحجة أنه قادر على التفاوض على صفقات أفضل. يمكن لإعادة التفاوض في هذه الاتفاقات التأثير على الاتفاقات التجارية القائمة مع البحرين وسلطنة عُمان، وكذلك على الجهود المبذولة لإبرام اتفاقات تجارية مع منطقة الخليج. يقول ترامب إنه يؤيد استخدام حروب التعرفة، حتى ضدّ دول مثل الصين، التي قال إنها “لا تلعب وفقاً للقواعد”. كما يقول إن على الولايات المتحدة التدخل في الصراعات في أنحاء العالم فقط عندما يكون تهديدها مباشراً على البلاد، وليس لأغراض إنسانية فحسب، وأخيراً يؤيد ترامب الديكتاتوريين في مختلف أنحاء العالم إذا كانوا يضمنون الاستقرار.
الخاتمة
مازالت السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب في طور التشكيل، بسبب عدم وضوح الفريق المساعد للرئيس الأمريكي الجديد بشكل كامل حتى الآن، والتناقض في بعض التصريحات والمواقف السياسية للرئيس الجديد، حول العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رغم ذلك في فأن ما يمكن التأكيد عليه هو أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تجاه منطقة الشرق في ظل حكم الرئيس ترامب لن تكون امتداداً لسياسة جورج بوش الأبن عبر القوة الخشنة، أو استمراراً لسياسة بارك أوباما عبر القوة الناعمة وإنما سوف تكون خليط بين هذا وذلك، خاصة في ظل رغبة الرئيس ترامب في تقليل التدخل العسكري لأمريكا بما يضمن تحقيق المصالح القومية للولايات المتحدة الأمريكية، عبر بناء علاقات جيدة مع حلفاء أمريكا التقليدين بهدف التصدي لخطر الإرهاب الدولي، والقضاء على قدرات الجماعات الإرهابية، قبل أن تصبح تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة الأميركية
ورغم أهمية معرفة ملامح السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة حكم ترامب بهدف الاستعداد للتعامل معها بالشكل المناسب، إلا أنه يتوجب على العرب والمسلمين ان يكفوا عن المراهنة على الانتخابات الامريكية ونتائجها، ويعتمدوا على أنفسهم، عبر الاستخدام الأمثل للأوراق السياسية والاقتصادية التي يملكونها في التعامل مع سياسة إدارة ترامب التي سوف تأخذ طابع الصفقات التجارية باعتباره رجل أعمال وليس رجل سياسة.
المصادر والهوامش
- مجيد، عيسى، الخطاب الرئاسي الأمريكي والتحولات الديناميكية في السياسة الخارجية الأمريكية، مجله المستنصرية للدراسات العربية والدولية، عدد36، جامعه تكريت، العراق، 2015، ص 66
- قنديل، محمد، محددات السياسة الخارجية بالتطبيق على الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا، موقع الحوار المتمدن،2011، دخول إلى الموقع 1/7/2014م
- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265345
- كريستوفرر، هِل، السياسة الخارجية الأميركية على طريقة ترامب، الجزيرة نت، بتاريخ 7/8/2016، على الرابط التالي: http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2016/8/7/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D
- ميدل إست، الشرق الأوسط والرئيس الامريكي القادم، نقلا عن موقع هيل نيوز، بتاريخ 2/9/2016، على الرابط التالي، http://heilnews.net/article.aspx?articleno=48109
- ميدل إست، الشرق الأوسط والرئيس الامريكي القادم، نقلا عن موقع هيل نيوز، بتاريخ 2/9/2016، على الرابط التالي، http://heilnews.net/article.aspx?articleno=48109
- سالمان، عبد المالك، تحسين صوره أمريكا في الخارج بين الواقع والأوهام، موقع المحرر، تاريخ المشاهدة 9 /1/2016م
- http://www.al-moharer.net/moh263/a_b_salman263.htm
- شيبانى، إيناس، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلال إدارتي جورج الأب والابن دراسة تحليلية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعه الحاج لخضر كلية الحقوق قسم العلوم السياسية، باتنة- جزائر، 2010م، ص45:46
- ياسين، أشرف، السياسة الامريكية تجاه الاصلاح السياسي في الشرق الاوسط، مجلة العربية للعلوم السياسية، العدد 26، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت-لبنان، 2010م، ص67
- كمال، محمد، الولايات المتحدة والشرق الأوسط من مبادرة إلى مبادرة الشرق الأوسط الكبير، مركز البحوث والدراسات السياسية، جامعه القاهرة، 2005م، ص3
- المرجع السابق، ص59
- سالم، سيدي أحمد، تقرير بعنوان العالم العربي ما بعد 11سبتمبر الواقع والتحديات، مركز البحوث والدراسات للجزيرة نت، قطر، 2006م، ص 25
- بطرس، ماجد، العلاقات المصرية الأمريكية المضامين والمستقبل، مجلة العربية للعلوم السياسية، العدد 26، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت-لبنان، 2010م، ص 98
- استراتيجية تمثل الدفاع بصيغ الهجوم بمعنى البدء بالهجوم من أجل عدم اعطاء فرصة للعدو ان يهدد الامن القومي الأمريكي.
- هارون، فرغلي، الإرهاب العولمى وانهيار الإمبراطورية الأمريكية، دار الوافي للنشر، العدد2، القاهرة-مصر،2006م، ص 183
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2016
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2016
- أحمد، سيد، أحمد، قضايا الشرق الأوسط في سباق الانتخابات الأمريكية، مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام، http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/110/9820/%D9%85%D9%86
- الأزرق، عماد، تحليل إخباري: خبراء: توجهات جديدة للإدارة الأمريكية بعد فوز ترامب تجاه الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الصينية شنيخو، بتاريخ 9/11/2016، على الرابط http://arabic.news.cn/2016-11/09/c_135817942.htm
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة ، 2016
- صالح، كريم، ترامب يواجه معركة لتعديل الاتفاق النووي الإيراني بشروط جديدة، موقع العين، بتاريخ 11/11/2016م، https://al-ain.com/article/trump-faces-a-battle-to-amend-the-iranian-nuclear-deal
- جاءت هذه الأراء ضمن برنماج من وشطتن عبر قناة الجزيرة، بعنوان: كيف ستكون السياسة الخارجية الأميركية بعد أوباما؟، الجزيرة نت بتاريخ 3/5/2016، على الرابط http://www.aljazeera.net/programs/fromwashington/2016/5/3/%D9%83%D9%8A%D9%81
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة ، 2016
- صالح، كريم، ترامب يواجه معركة لتعديل الاتفاق النووي الإيراني بشروط جديدة، موقع العين، بتاريخ 11/11/2016م، https://al-ain.com/article/trump-faces-a-battle-to-amend-the-iranian-nuclear-deal
- صالح، كريم، ترامب يواجه معركة لتعديل الاتفاق النووي الإيراني بشروط جديدة، موقع العين، بتاريخ 11/11/2016م، https://al-ain.com/article/trump-faces-a-battle-to-amend-the-iranian-nuclear-deal
- بكير، مني، تحليل إخباري: خبراء: توجهات جديدة للإدارة الأمريكية بعد فوز ترامب تجاه الشرق الأوسط، وكالة شنيخو الصينية، بتاريخ 9/11/2016، على الرابط http://arabic.news.cn/2016-11/09/c_135817942.htm
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة ، 2016
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة ، 2016
- هوداك، جون، ماذا تعني الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 بالنسبة للشرق الأوسط؟، موقع Brookligs، بتاريخ 22/2/2016، على الرابط https://www.brookings.edu/ar/research/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%86%D9%8A-
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة ، 2016
- رويترز: فوز ترامب يشجع نتنياهو ويؤثر سلبا على تطلعات الفلسطينيين، نقلا عن أمد، https://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=145666
- تقرير اخباري، بعنوان: الرئيس الأمريكي ترامب يتعهد بالعمل من أجل سلام عادل ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين عبر العودة إلى المفاوضات المزيد على دنيا، الوطن.http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/11/12/988741.html#ixzz4Pmo1NYD9
- تلحمي، أسعد، إسرائيل تعتبر تصريح ترامب عن السلام «مفاجأة ثقيلة» تشوش على احتفالات اليمين، جريدة الحياة اللندنية، http://www.alhayat.com/Articles/18510914/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D
- تقدير استراتيجي مسارات القضية الفلسطينية في برامج مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، – المركز الفلسطيني للإعلام، بيروت 2016
- جاءت هذه الأراء ضمن برنماج من وشطتن عبر قناة الجزيرة، بعنوان: كيف ستكون السياسة الخارجية الأميركية بعد أوباما؟، الجزيرة نت بتاريخ 3/5/2016، على الرابط http://www.aljazeera.net/programs/fromwashington/2016/5/3/%D9%83%D9%8A%D9%81
- ابراش، إبراهيم، رئيس جديد واستراتيجية ثابتة -ترامب من صناعة الدولة العميقة، https://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=145681
- سليمان، يمني، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة ، 2016
- تقرير اخباري، بعنوان: ترامب يشيد بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، موقع روسيا اليوم، https://arabic.rt.com/news/831032-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%
- تقرير اخباري، بعنوان: مواقف ترامب من أهم الملفات الدولية، الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/news/international/2016/11/9/%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%8
- مرهون، عبد الجليل، ما هي سياسة ترامب في العراق؟، العربية نت، http://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2016/11/11/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-
- تقرير اخباري، بعنوان: موقف ترامب من الأزمة اليمنية، البوابة نيوز، القاهرة، http://www.albawabhnews.com/2207465
- تقرير اخباري، بعنوان، كيف يرى الرئيس ترامب الصراع في اليمن؟، إرم نيوز، http://www.eremnews.com/news/arab-word/yemen/603996
مدير الدراسات والأبحاث بمركز رؤية